إطلاق لقاح كورونا.. أملٌ في أحلك ساعة
سيتم توزيع أول ثلاثة ملايين جرعة من لقاح كورونا، والتي يجب حفظها في درجات حرارة شديدة البرودة، بواسطة الشاحنات وطائرات الشحن إلى المستشفيات في الولايات الأميركية الخمسين.
تلقت أمس مجموعة من العاملين في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية في الولايات المتحدة الأميركية الجرعات الأولى من حملة التطعيم الشاملة التي يمكن أن تضع حداً لوباء فيروس كورونا.
وكانت ممرضة من وحدة العناية المركزة في نيويورك، وطبيب غرفة الطوارئ من أوهايو، وعاملة في مستشفى في ولاية أيوا، من بين أول من تلقوا لقاح "فايزر-بايونتك" (Pfizer-BioNTech)، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
وتأتي اللحظة الأكثر تفاؤلاً منذ بدء الوباء في أسوأ أوقاتها، حيث تجاوز عدد المتوفين في الولايات المتحدة 300 ألف شخص، وبمعدل أكثر من 2400 حالة وفاة يومياً. حتى مع دوي التصفيق في المستشفيات بسبب إطلاق حملة التطعيم، ظلت العديد من وحدات العناية المركزة قريبة من نفاد طاقتها الاستيعابية.
وقالت ساندرا ليندسي، ممرضة العناية المركزة في مركز "لونغ آيلاند" اليهودي الطبي في كوينز: "لقد رأيت البديل، ولا أريده لكم". وهي أول شخص معروف يتلقى اللقاح في الولايات المتحدة منذ أن تمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء. وأضافت: "أشعر أن الشفاء قادم. آمل أن يمثل هذا بداية نهاية فترة مؤلمة للغاية في تاريخنا".
وتلقت الدكتورة سيلفيا أوسو أنسا لقاح "فايزر" أمس الإثنين. وقالت أنسا، 42 عاماً، وهي طبيبة الطوارئ في مستشفى للأطفال في بيتسبرغ، وهي سوداء وكانت من بين أوائل الأشخاص الذين تم تطعيمهم: "عانى الأميركيون من أصل أفريقي تداعيات كوفيد-19. أردت أن أشارك مجتمعي أن هذا اللقاح حسن، وهو الشيء الذي يجب القيام به للحفاظ على سلامتنا والحفاظ على صحتنا وإبقائنا أحياء".
ويتم توزيع أول ثلاثة ملايين جرعة من اللقاح، والتي يجب حفظها في درجات حرارة شديدة البرودة، بواسطة الشاحنات وطائرات الشحن إلى المستشفيات في جميع الولايات الخمسين.
ووفقاً للجنرال غوستاف بيرنا، كبير مسؤولي العمليات في الجهود الفيدرالية لتطوير لقاح، من المقرر أن يتلقى 145 موقعاً اللقاح يوم الإثنين، و425 يوم الثلاثاء، و66 يوم الأربعاء.
ومن المتوقع أن يبدأ سكان دور رعاية المسنين، الذين عانوا من نسبة غير متناسبة من وفيات كورونا، بتلقي التلقيح الأسبوع المقبل، لكن الغالبية العظمى من الأميركيين لن يكونوا مؤهلين للحصول على اللقاح حتى الربيع أو بعد ذلك.
وقال الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في البلاد، إن الشخص العادي الذي لا يعاني من ظروف خاصة سيحصل على اللقاح بحلول نهاية آذار/مارس أو بداية نيسان/أبريل، مع تطعيم معظم الناس بحلول أواخر الربيع أو أوائل الصيف، وأوضح أنه حتى ذلك الحين، سيظل التباعد الاجتماعي والأقنعة أمرين بالغي الأهمية.
وبالنسبة إلى العديد من الأميركيين الذين فقدوا أحباءهم بسبب مرض كورونا، كانت أخبار إطلاق التطعيم حلوة ومرة. فلم يأتِ قريباً بما فيه الكفاية لإنقاذ زوج ماري سميث، مايك، الذي توفي بسبب الفيروس في تشرين الثاني/نوفمبر عن عمر يناهز 64 عاماً.
وقالت السيدة سميث للصحيفة: "لقد كان قريباً جداً" من موعد تلقي اللقاح.
ترجمة بتصرف: الميادين نت