فرنسا تسجل رقماً قياسياً في الإصابات اليومية لكورونا.. ودول أوروبية تشدد إجراءاتها
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يقول إنه "علينا أن نتحرك، نحتاج إلى لجم انتشار الفيروس"، وبسبب تفشي فيروس كورونا دول أوروبية تفرض تدابيراً جديدة.
تجاوزت فرنسا، مساء اليوم الخميس، للمرة الأولى منذ بدء الاختبارات على نطاق واسع عتبة الـ30 ألف إصابة بـ"كوفيد-19" في 24 ساعة.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد قال "علينا أن نتحرك، نحتاج إلى لجم انتشار الفيروس" معلناً حظر تجول بين الساعة التاسعة مساء والسادسة صباحا لمدة 6 أسابيع.
وستفرض مدن فرنسية كبرى مثل ليون ومرسيليا وتولوز حظر تجول أيضاً على أن تشمل هذه الإجراءات نحو 20 مليون شخص فيما عدد سكان البلاد 67 مليوناً.
ولم تشهد فرنسا حظر تجول على نطاق مماثل منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال رئيس الوزراء جان كاستيكس اليوم الخميس، "في الساعة التاسعة يجب على الجميع أن يكونوا في منازلهم. ستغلق كل لأماكن والمتاجر والخدمات".
وأضاف أنه سيتم حظر "كل الحفلات الخاصة" التي تنظم "في الصالات متعددة الاستعمالات أو أي منشأة أخرى تستقبل جمهورا" في أنحاء البلاد. وقال إنه يتعين على المطاعم في فرنسا تطبيق إجراءات صحية معززة.
ولم تكن هذه الإجراءات مطبقة إلا فقط في المناطق ذات التأهب الأقصى.
ولأول مرة تتجاوز عدد الإصابات الوبائية المسجلة في 24 ساعة بفرنسا 30 ألفاً، منذ إطلاق الاختبارات على نطاق واسع بحسب أرقام هيئة الصحة العامة الفرنسية. وبلغت عدد الوفيات اليومية المرتبطة بالمرض اليوم الخميس، 88 ليرتفع إجمالي عدد الوفيات إلى 33,125 منذ بداية تفشي الوباء.
وعلى مدى أيام، أدخل عدد متزايد إلى وحدات العناية المركزة في المستشفيات، بحسب قاعدة بيانات "إس بي إف".
ويبلغ عدد المصابين بوباء "كوفيد-19" الذين تتم معالجتهم حالياً في العناية المركزة 1741 شخصاً. وقال وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران، الخميس، إن فرنسا تحوي 5800 سرير مخصص للعناية المركزة.
وفي ذروة الوباء، في أوائل نيسان/أبريل الماضي، تم إدخال أكثر من 7000 مريض إلى العناية المركزة لينخفض العدد بشكل حاد مع حلول نهاية تموز/يوليو، ليعود ويرتفع مجدداً منذ ذلك الحين.
ودعت مفوضة الصحة الأوروبية ستيلا كيرياكيدس، الدول الأعضاء إلى "القيام بما هو ضروري" لتجنب "الإغلاق التام". وأعربت عن "قلقها البالغ" إزاء "الارتفاع السريع والمتزايد في معدلات الإصابة في كل أنحاء الاتحاد الأوروبي".
بالإضافة إلى ذلك، فإن الجلسة المقبلة للبرلمان الأوروبي المقرر عقدها في الفترة ما بين 19 تشرين الأول/أكتوبر و22 منه، لن تعقد في ستراسبورغ بل سيتم تنظيمها عن طريق الفيديو.
ويستمر الوباء في التأثير على السياسيين في كل أنحاء العالم. فاليوم الخميس، غادرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، قمة القادة الـ27 التي كانت قد بدأت لتوها في بروكسل لتحجر نفسها بعد اكتشاف إصابة أحد أعضاء فريقها بـ"كوفيد-19".
وفي غضون ذلك، علّقت المرشحة الديموقراطية لمنصب نائب رئيس الولايات المتحدة كامالا هاريس، تنقّلاتها حتى الأحد بسبب اكتشاف إصابات ضمن فريق حملتها.
ويقول مدير الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية هانز كلوغه إن "عدد الاصابات اليومية في أوروبا آخذ في الازدياد وكذلك عدد الأشخاص الذي يدخلون المستشفيات". لافتاً إلى أن "كوفيد-19 هو الآن خامس سبب رئيسي للوفاة وقد تجاوز عدد الوفيات اليومية عتبة الألف".
وتحذر المنظمة الأممية من أن مستويات الوفيات قد تصبح "أعلى من أربع إلى خمس مرات مما كانت عليه في نيسان/أبريل بحلول كانون الثاني/يناير" إذا تم تنفيذ "استراتيجيات لتخفيف" القيود المفروضة لمواجهة انتشار الفيروس.
وقالت المسؤولة عن إدارة الوباء في منظمة الصحة العالمية ماريا فان كيرخوف، لوكالة "فرانس برس"، إن "الأمر لم ينته بعد. قد يكون الأمر مخيفاً، لكنني أعتقد أن الناس بحاجة إلى الاستعداد الذهني والصبر".
وأودى فيروس كورونا المستجد بحياة ما لا يقل عن 1,09 مليون شخص حول العالم منذ نهاية كانون الاول/ديسمبر، بحسب تعداد وكالة "فرانس برس" اليوم الخميس، استنادا إلى مصادر رسمية. وتشهد أوروبا حيث قتل الوباء 245,948 شخصا، تفشيا حادا للفيروس ما دفع الدول إلى تشديد إجراءاتها الصحية.
وتم تسجيل ما يقارب الـ20 ألف إصابة جديدة أمس الأربعاء في المملكة المتحدة بالإضافة إلى 137وفاة، ووصلت الوفيات في الأيام الأخيرة إلى أعلى مستوى لها منذ حزيران/يونيو الماضي.
والوضع مقلق أيضاً في المانيا، فقد سجّلت البلاد، اليوم الخميس، عدداً قياسياً من الإصابات اليومية بلغ 6638 مقابل الحد الأقصى السابق 6294 إصابة في 28 آذار/مارس الماضي. وأعلنت المستشارة أنجيلا ميركل قيوداً جديدة بعد لقاء مسؤولين من الولايات الـ16.