ألمانيا: الغلاء يضرب الأسواق ومعاناة الأسر تتفاقم في البلاد

في ظل تفاقم الغلاء والتضخم الذي يضرب عدة دول نتيجة الحرب الأوكرانية والعقوبات الصارمة على روسيا، تعاني الأسر الألمانية من الغلاء المتفاقم في الأسواق، وأكثر المتضررين المتقاعدون.

  • يُعد المتقاعدون من بين أكثر الفئات تضرراً من أزمة غلاء المعيشة في ألمانيا
    يُعد المتقاعدون من بين أكثر الفئات تضرراً من أزمة غلاء المعيشة في ألمانيا

تكافح العائلات ذات الدخل المتوسط ​​والمنخفض في ألمانيا من أجل التأقلم مع التضخم وارتفاع أسعار الطاقة بشكل كبير، وسط اتهامات للحكومة بالتقاعس.

ووفقاً لآخر تقديرات البنك المركزي الألماني، وصل معدل التضخم في البلاد، في تموز/يوليو الماضي، إلى 7.5%، مع توقعات بارتفاعه خلال الخريف المقبل إلى خانتين.

وبعد أن كانت تعتمد ألمانيا على الغاز الروسي، بنسبة 50% من استهلاكها، بدأت ألمانيا البحث عن تنويع مصادر الغاز، من خلال اتفاقيات وزيارات مسؤوليها لقطر و"إسرائيل" ودول أفريقية، بحثاً عن عقود قصيرة الأجل لتوريد الغاز.

وعلى الرغم من أنّ برلين فشلت في تحقيق تنويع كبير لمصادر التزود بالغاز الطبيعي، لكنها زادت حصة وارداتها من السوق الأميركية، كأحد البدائل عن الغاز الروسي، والذي تراجعت حصته إلى قرابة 35%.

وأدت الحرب الروسية على أوكرانيا، والعقوبات القاسية على روسيا، والتوترات المتزايدة بين برلين وموسكو، إلى ارتفاع أسعار الغاز والنفط، إضافةً إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية الأخرى.

وقبل أيام، استبعد وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك تمديد العمر الافتراضي للمفاعلات النووية الثلاثة المتبقية لتوليد الكهرباء في بلاده، من أجل توفير الغاز، قائلاً إنّ ذلك "لن يوفر سوى 2% من استهلاك الغاز".

وتخشى ألمانيا النقص في إمدادات الغاز الروسي، وأن تعود إلى الفحم الحجري. وتحتاج ألمانيا إلى الغاز سواء لتأمين المياه الساخنة للمنازل، أو تدفئة المكاتب أو حتى لتشغيل إشارات السير، ويتهيّأ البلد برمته بدءاً بالبلديات وصولاً إلى الشركات الكبرى لشتى أنواع القيود على استخدام الغاز.

المتقاعدون الأكثر تضرراً

هذا ويُعد المتقاعدون من بين أكثر الفئات تضرراً من أزمة غلاء المعيشة في ألمانيا، إذ يُتهم كثيرون الحكومة بالتخلي عنهم.

وقالت معلمة روضة أطفال متقاعدة، لوكالة "لأناضول" التركية، إنّ "المتقاعدين يكافحون لتغطية نفقاتهم اليومية"، مضيفةً: "جرى التخلي عنا ببساطة، ولم تعد لنا قيمة".

وتابعت: "لم أعد أتسوق في محلات السوبر ماركت، وأذهب فقط إلى المتاجر المخفضة. أحياناً أفكر فيما إذا كنت سأقدر أن أشتري الفاكهة أم لا".

وقالت متقاعدة أخرى مقيمة في برلين إنّ "المتقاعدين قلقون من ارتفاع تكاليف الطاقة والإيجارات بشكل أكبر في الأشهر المقبلة"، موضحةً: "ندفع حالياً 50 يورو إضافياً للإيجار الشهري، بسبب زيادة تكاليف التشغيل. نخشى أن يزداد الأمر سوءاً، ولكن ماذا يمكننا أن نفعل؟".

عادات جديدة للتأقلم مع الغلاء

ارتفاع أسعار النفط والغاز أجبر الناس على تغيير عاداتهم لتغطية نفقاتهم، إذ لجأوا إلى تغيير طرق التسوق والتقليل من الإنفاق على الإجازات والأنشطة الترفيهية.

يقول مواطن ألماني إنّه يملك سيارة، لكنه يركب حالياً الدراجة أو القطار، مضيفاً أنّه يبذل قصارى جهده لمكافحة التضخم وارتفاع فواتير الطاقة.

وأردف: "أحاول عدم استخدام أجهزة التدفئة والأجهزة الكهربائية. أفعل كل ما بوسعي للتوفير".​​​​​​​

ارتفاع سعر الكهرباء ثلاثة أضعاف

ومن المتوقع أن ترتفع أسعار الكهرباء بنسبة 25% في الشهرين المقبلين، لتصل تكلفة فواتير العائلة العادية إلى أكثر من 300 يورو (299 دولاراً)، وفق موقع "فيري فوكس" المتخصص بمقارنة الأسعار.

ووفقاً لآخر التقديرات، يتعين على الأسر الألمانية دفع نحو 3500 يورو (3498 دولاراً) للغاز هذا العام، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف ما كانت تدفعه العام الماضي.

وانتقد أحد المواطنين الحكومة الألمانية للتخلي عن الناس، وعدم قيامها بما يكفي لتخفيف الأعباء عنهم.

اخترنا لك