"نيويورك تايمز": الضرر الاقتصادي في أميركا مذهل وبطالة لا مثيل لها في التاريخ الحديث
"نيويورك تايمز" تصف حجم الضرر الاقتصادي الذي لحق بالولايات المتحدة الأميركية خلال الأسابيع الأخيرة جراء تفشي وباء كورونا بأنه "مذهل"، وتنتقد تأخر الحكومة الفدرالية في التعاطي مع تفشي الوباء في الولايات المتحدة.
وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها، حجم الضرر الاقتصادي الذي لحق بالولايات المتحدة الأميركية خلال الأسابيع الأخيرة جراء تفشي وباء كورونا بأنه "مذهل"، مشيرة إلى أن موجة البطالة التي شهدتها البلاد خلال الأسابيع القليلة الماضية لم يسبق لها مثيل في تاريخ أميركا الحديث.
وأوضحت الصحيفة أن آخر الاستطلاعات تشير إلى أن ما يزيد على نصف المواطنين الأميركيين تحت سن الـ45 عاماً فقدوا وظائفهم أو تقلصت ساعات عملهم خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وانتقدت الصحيفة تأخر الحكومة الفدرالية في التعاطي مع تفشي الوباء في الولايات المتحدة، قائلةً إن المسؤولين المحليين أصدروا أوامر بإغلاق الشركات والمحلات التجارية قبل أسابيع من تحرك الكونغرس لتقديم دعم مالي لإنقاذ تلك الشركات، وهي خطوة كانت كفيلة بإنقاذ ملايين الوظائف لو اتخذت في الوقت المناسب.
وأشارت إلى أن المبلغ الذي أقره الكونغرس في نهاية مارس/آذار الماضي، لدعم الشركات الصغيرة، يعكس عدم إدراكه حجم الأزمة، حيث لم يتجاوز 349 مليار دولار على الرغم من تحذيرات الخبراء بأن على الحكومة تقديم ثلاثة أضعاف ذلك المبلغ للحد من فقدان الوظائف.
وفي السياق، قالت الصحيفة إن الكونغرس ما زال باستطاعته تبني مقاربة مختلفة للحد من الأضرار التي لحقت بالاقتصاد، وإن دولاً أوروبية عديدة -من بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا- تحارب البطالة الجماعية من خلال تقديم الدعم المالي للشركات، لتتمكن من دفع رواتب موظفيها والاحتفاظ بهم خلال الإغلاق.
وأشارت إلى أن السيناتور الجمهوري جوش هاولي قدم مقترحاً مشابهاً لمقاربة تلك الدول، تدفع الحكومة بموجبه ما يصل إلى 80% من الراتب الإجمالي لكل موظف، بما يعادل متوسط الأجر الذي حددته إدارة الضمان الإجتماعي سنة 2018.
كما تقترح خطة هاولي مكافأة للشركات التي تعيد توظيف العمال المسرحين من العمل منذ بداية الأزمة.
وتعكس خطة السيناتور هاولي إدراكه ضخامة الأزمة، وكان قد قال في تصريح سابق لصحيفة "واشنطن بوست" إن ما يحدث "يشبه (قولنا) "يا للهول، إننا نسقط.. نسقط، نسقط.. نسقط ولا أحد يستطيع رؤية القاع، أنا شخصياً لست مهتماً بمعرفة أين قد يكون القاع".