وسط خلافات.. قادة الاتحاد الأوروبي يناقشون أزمة الطاقة

الاتحاد الأوروبي يحاول وضع حد لخلافات داخل أعضائه بشأن تحديد سقف لأسعار الغاز، وستطرح خيارات أمام القادة، على أمل تحقيق نتائج أفضل من تلك التي تحققت خلال قمة عقدت في وقت سابق.

  • فشلت اجتماعات عدة عقدها وزراء الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي في كسر الجمود
    فشلت اجتماعات عدة عقدها وزراء الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي في كسر الجمود

سيحاول قادة الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع، تجاوز الانقسامات بشأن كيفية مواجهة أزمة الطاقة في أوروبا، ووضع حد لخلافات استمرت أسابيع بشأن تحديد سقف لأسعار الغاز، وفق ما جاء في مسودة لنتائج القمة اليوم الإثنين.

وتسود انقسامات عميقة في صفوف الدول الـ27 الأعضاء في التكتل، بشأن كيفية التعامل مع أزمة الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة، التي تسبب بها العملية العسكرية في أوكرانيا، والتي ارتفعت فواتير التدفئة على إثرها بشكل كبير في أوروبا قبيل الشتاء.

وفشلت اجتماعات عدة عقدها وزراء الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي في كسر الجمود، بينما ستقترح المفوضية الأوروبية سلسلة خيارات جديدة الثلاثاء، في محاولة جديدة للتخفيف من حدة الخلافات.

وستطرح هذه الخيارات أمام القادة خلال اجتماع يستمر يومين، ويبدأ يوم الخميس، في بروكسل، على أمل تحقيق نتائج أفضل من تلك التي تحققت خلال قمة عقدت في وقت سابق هذا الشهر في براغ، ووصلت إلى طريق مسدود.

وضغطت بلدان في الاتحاد الأوروبي على رأسها إيطاليا، من أجل تحديد سقف لأسعار واردات الغاز، وانتقدت ألمانيا، أكبر قوة اقتصادية في أوروبا، لوضعها خطة بـ200 مليار يورو من أجل مساعدة الألمان على مواجهة ارتفاع الأسعار.

إقرأ ايضاً: ألمانيا: الغلاء يضرب الأسواق ومعاناة الأسر تتفاقم في البلاد

وقال وزير الانتقال البيئي الإيطالي روبرتو شينغولاني، الأسبوع الماضي، إنّ "الأسعار مجنونة: اتفقنا على التشخيص، لكن ما زلنا نناقش العلاج".

وبحسب مسودة نتائج القمة التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس، ستشمل خطط المفوضية مقترحاً بصيغة مبهمة ينص على "درس إطار عمل موقت للاتحاد الأوروبي" لوضع سقف لسعر الغاز المستخدم لتوليد الكهرباء.

لكن يتعيّن القيام بذلك "من دون أن يؤدي الأمر إلى زيادة في إجمالي استهلاك الغاز" أو استبدال الغاز كمرجع لتحديد أسعار الكهرباء في أوروبا.

وفي محاولة أخرى للتوصل إلى تسوية، يتوقع بأنّ تقترح المفوضية ما تسميه "سعراً ديناميكياً" أقصى يستخدم للتحكم في حالات الطوارئ بالسعر المرجعي الذي يحدد أسعار الغاز في التكتل.

ويساعد السعر المرجعي المعروف بـDutch Title Transfer Facility على تحديد سعر الكهرباء، وهو وضع قالت المفوضية إنّه سيسرّع جهود القيام بتغييرات.

كذلك ستحظى المساعي للتشجيع على عمليات الشراء المشتركة في أوساط دول الاتحاد الأوروبي بالدعم.

وفي وسياق متصل، حضّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأحد، ألمانيا على إبداء "تضامن" أوروبي في مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة،  محذّراً من "الإخلال بالتوازن على صعيد التنافس"، الذي يمكن أن ينجم عن الخطة الألمانية الضخمة لمساعدة الأسر والأفراد.

وقال ماكرون في مقابلة أجرتها معه صحيفة "ليزيكو": "لا يمكننا أن نمضي قدماً بسياسات وطنية، لأنّ هذا الأمر يتسبب بإخلال بالتوازن في القارة الأوروبية"، معتبراً أنّ "قارة أوروبا، وعلى غرار ما حصل إبان أزمة كوفيد، أمام لحظة حقيقة (…)، علينا أن نتحرّك بوحدة صف وتضامن".

من جانبه، اعتبر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، الإثنين الماضي، أنّ على  الاتحاد الأوروبي الانخراط بشكل عاجل في تشكيل اتّحاد حقيقي للطاقة "الذي سيصبح ركيزة مهمة لسيادته".

واتفق الاتحاد الأوروبي في آذار/مارس على منصة للشراء، لكن العديد من البلدان واصلت إتمام عمليات الشراء بشكل منفرد من دون التشاور مع غيرها من دول التكتل.

وترغب المفوضية الآن بالتفاوض على صفقات مشتركة مع منتجين "يمكن الاعتماد عليهم" مثل النروج والولايات المتحدة عبر جمع عمالقة الطاقة في الاتحاد الأوروبي في تحالف أو كارتل للمشترين.

وسيسعى قادة الاتحاد الأوروبي، خلال قمّة ستُعقد في بروكسل، يومي الخميس والجمعة، لوضع آلية موحدّة لمكافحة ارتفاع أسعار الطاقة على خلفية الحرب الدائرة في أوكرانيا، بعد أيام من تأكيد مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنّ أوروبا تواجه أكبر أزمة طاقة منذ العام 1970.

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك