وزير الطاقة القطري: لا شيء يمكنه تعويض نقص إمدادات الطاقة الروسية
وزير الطاقة القطري، سعد بن شريدة الكعبي، يؤكد أنّ: "استبدال الغاز الروسي غير ممكن عملياً"، ويرى أنّ: "الطاقة يجب أن تبقى بعيدة عن السياسة".
قال وزير الطاقة القطري، سعد بن شريدة الكعبي، اليوم السبت، في مؤتمر الدوحة، إنّ "لا شيء يمكن أن يعوض نقص إمدادات الطاقة الروسية".
وأشار الكعبي، إلى أنّ "حدود 30% إلى 40% من إجمالي التزويد بالغاز يأتي من روسيا"، معتبراً أن "استبدال الغاز الروسي غير ممكن عملياً".
وأكد أنّ "العقد الذي نورد بموجبه الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، قابل للتحويل سواء كان في قارة أوروبا أو في بريطانيا، وما التزمنا به في الواقع تجاه الأوروبيين هو أنّ الأحجام القابلة للتحويل، لم نقم بتحويلها، لذا سنحتفظ بها خلال هذه الفترة في أوروبا، حتى لو كان هناك مكاسب مالية لنا لتحويلها، فلن نفعل ذلك، تضامناً مع ما يحدث في أوروبا".
ورفض الكعبي فرض عقوبات على قطاع النفط والغاز الروسي، ورأى أن "الطاقة يجب أن تبقى بعيدة عن السياسة"، مشدداً على أن بلاده لا تنحاز إلى جانب الأزمة في أوكرانيا.
ويأتي كلام الكعبي رداً على دعوة الرئيس الأوكراني، فولودمير زيلينسكي، خلال المؤتمر نفسه، الدول المنتجة للطاقة، إلى "زيادة الإنتاج كي لا تستخدم روسيا ثروتها من النفط والغاز لابتزاز البلدان الأخرى"، مضيفاً: "يمكنكم فعل الكثير لاستعادة العدالة، يعتمد مستقبل أوروبا على جهودكم، أطلب منكم زيادة إنتاج الطاقة حتى يدرك الجميع في روسيا أنه لا يمكن لأي بلد استخدام الطاقة كسلاح وابتزاز العالم".
وكما قطر، تؤكد ألمانيا أنها "لا تزال على موقفها بأنها لا تستطيع الاستغناء عن واردات النفط الروسية"، وتحذر من اتخاذ إجراءات متهورة بما يخص موارد الطاقة الروسية، لأن "أسعار الطاقة في أوروبا مرتفعة بالفعل".
في حين تكثف الولايات المتحدة شحناتها من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا هذا العام في خضم محاولات أوروبا للبحث في جميع أنحاء العالم عن إمدادات جديدة للتخلص التدريجي من اعتمادها على الطاقة الروسية. إذ رحّب الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، بقرار الاتحاد الأوروبي خفض الاعتماد على الغاز الروسي.
ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى التوقف عن الاستعانة بالغاز الروسي في غضون سنوات، ويؤكد أنّ بإمكانه "الشروع في الحدّ من اعتماده عليه في غضون أشهر".
وقال رئيس سياسة المناخ في الاتحاد الأوروبي، فرانس تيمرمانس، إنّ الخطط "ستقلّل بشكل كبير من اعتمادنا على الغاز الروسي بالفعل هذا العام، وفي غضون سنوات ستجعلنا نتوقف عن استيراد الغاز الروسي"، مضيفاً: "الأمر ليس سهلاً، لكنه ممكن".
في المقابل، اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ "حماسة البيت الأبيض لتعويض نقص إمداد أوروبا بالطاقة رمزية"، إذ إنّ "الولايات المتحدة ليس لديها قدرات كافية على تصدير مزيد من الغاز، وأوروبا لا تمتلك قدرات يمكنها استيعاب كميات كبيرة من الواردات".