واشنطن تسعى لاستثمار 52 مليار دولار في إنتاج أشباه الموصلات محلياً

مجلس الشيوخ الأميركي يصوت لصالح مشروع قانون طال انتظاره يهدف إلى تعزيز إنتاج أشباه الموصلات في الولايات المتحدة، في محاولة لزيادة القدرة التنافسية الأميركية.

  • أشباه الموصلات تدخل في تشغيل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وكل الأدوات الإلكترونية
    أشباه الموصلات تدخل في تشغيل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وكل الأدوات الإلكترونية

صوّت مجلس الشيوخ الأميركي، اليوم الأربعاء، لصالح مشروع قانون طال انتظاره يهدف إلى تعزيز إنتاج أشباه الموصلات في الولايات المتحدة، في محاولة لزيادة القدرة التنافسية الأميركية.

وأفادت شبكة "سي إن إن" إنّ مشروع القانون "تمّ تمريره بدعم واسع من الحزبين الديمقراطي والجمهوري"، مشيرةً إلى أنّ مشروع القانون "يذهب الآن إلى مجلس النواب للموافقة عليه قبل إرساله إلى الرئيس جو بايدن لتوقيعه المتوقع".

ويهدف التشريع إلى معالجة النقص في رقائق أشباه الموصلات، وجعل الولايات المتحدة أقلّ اعتماداً على دول أخرى مثل الصين في تصنيع هذا المنتج.

ويقول المؤيدون إنّ هذا القانون "ليس مهماً فقط للابتكار التكنولوجي للولايات المتحدة، إنما للأمن القومي أيضاً".

ويضع القانون حوافز لتصنيع أشباه الموصلات المحلية، وكذلك البحث والتطوير، ويتضمّن أكثر من 50 مليار دولار في التمويل لهذا الهدف، كما يتضمّن عدداً من الأحكام التي تهدف إلى تعزيز البحث العلمي، بما في ذلك إتاحة مليارات الدولارات لمؤسسة العلوم الوطنية ووزارة التجارة والمعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا.

وأشاد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، بمشروع القانون باعتباره "إنجازاً كبيراً من الحزبين"، ووصفه بأنّه "مهم للغاية".

بايدن: "الضرورة ملحّة" لإنتاج أشباه الموصلات

وكان بايدن حثّ، الإثنين، الكونغرس على التصديق "في أسرع وقت ممكن" على قانون ينص على تخصيص 52 مليار دولار لدعم إنتاج أشباه الموصلات في الولايات المتحدة، مضيفاً أمام مسؤولين اقتصاديين ونقابيين أنّ "أميركا ابتكرت أشباه الموصلات، لكننا مع الوقت سمحنا للإنتاج بالمغادرة إلى الخارج".

وشدّد على "الضرورة الملحة" لمعاودة الولايات المتحدة تصنيع هذه الرقائق الإلكترونية المستخدمة في العديد من أدوات الحياة اليومية، وذلك لأسباب اقتصادية، إلى جانب "أسباب تتعلق بالأمن القومي".

وازداد الطلب على الرقائق الإلكترونية بصورة حادة في ظل تفشي وباء كوفيد-19، ما أثار أزمة تفاقمت مع إغلاق مصانع في الصين بسبب موجة من الإصابات.

وكان موقع  "أكسيوس" الأميركي قال، أمس الثلاثاء، إنّه "مع تحرك مجلس الشيوخ الأميركي أخيراً هذا الأسبوع نحو تصويت محتمل على تمويل تصنيع الرقائق المحلية في الولايات المتحدة، فإن بقية عالم أشباه الموصلات يمضي قدماً في صفقات ومبادرات جديدة كبيرة".

وقالت شركة "إنتل" Intel الأميركية الإثنين إن لديها اتفاقاً لتصنيع رقائق لمصمم شرائح الهواتف الذكية التايواني "ميديا تك" MediaTek. يمثل هذا أول عميل كبير لشركة "إنتل"  لجهودها في فتح مصانعها لتصنيع الرقائق بناءً على تصميمات الآخرين.

وفي الوقت نفسه، تمضي الصين قدماً في خططها لبناء 31 مصنعاً جديداً للرقائق الالكترونية بحلول عام 2024، وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال.

وأشار أكسيوس إلى أن كلاً من الصين والولايات المتحدة يسعى إلى مزيد من المرونة في سلسلة التوريد وتقليل الاعتماد على المصادر الخارجية التي يمكن أن تتعطل في حالة انتشار الوباء أو التوترات الدولية أو الحرب.

وينصب تركيز الصين إلى حد كبير على الرقائق الأقدم والأكثر نفعية، بينما تقود تايوان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية العالم في عمليات صنع الرقائق الأكثر تقدماً. 

ووفقاً لموقع (IDC) من المتوقع أن تصل عائدات قطاع أشباه الموصلات في جميع أنحاء العالم إلى 661 مليار دولار في عام 2022، بمعدل نمو سنوي قدره 13.7٪، بعد النتائج القوية لعام 2021، حيث وصلت الإيرادات إلى 582 مليار دولار.

اخترنا لك