منظمة غير حكومية تحذّر من تفاقم سوء التغذية في إثيوبيا
منظمة "سيف ذي تشيلدرن" (إنقاذ الطفل) تعلن عن ارتفاع معدلات سوء التغذية في شرق وجنوب إثيوبيا بسبب الجفاف، ومعاناة أكثر من 185 ألف طفل من أشد أشكال نقص التغذية.
أعلنت منظمة "سيف ذي تشيلدرن" (إنقاذ الطفل)، الخميس، أنّ معدلات سوء التغذية ارتفعت مؤخراً بشكل كبير في شرق وجنوب إثيوبيا بسبب الجفاف، ويعاني أكثر من 185 ألف طفل من أشد أشكال نقص التغذية.
وقالت المنظمة في بيان إنّ "أكثر من مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية عاجلة في مناطق صومالي وأوروميا، والأمم والقوميات والشعوب الجنوبية، وفي الجنوب الغربي".
وتغطّي هذه المناطق الربع الجنوبي الشرقي بأكمله وجزءاً كبيراً من الربع الجنوبي الغربي من البلاد، وهي ثاني أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في إفريقيا، ويبلغ عدد سكانها 120 مليون نسمة.
وأكّدت المنظمة أنّه خلال هذه الفترة، تم تسجيل أكثر من 50 ألف حالة من سوء التغذية الحاد والقاسي، وهو أخطر أشكاله وأكثره تسبباً بالوفيات عند الأطفال، ويتطلب علاجاً طارئاً لتجنّب الموت.
وحذّرت المنظمة من أنّ معظم التجمعات الرعوية البدوية في منطقة "دوا" الإدارية "على شفا مجاعة"، وتنقل عن العائلات تأكيدها أنّ "العديد من الأطفال لا يتلقون سوى وجبة واحدة في اليوم".
وتتوقع المنظمة أن "تزداد حدة سوء التغذية في الأشهر المقبلة" بعد أن نفقت المواشي، علماً أنّ غالبية السكان في المناطق المتضررة، رعاة.
وحسب تقديرات المنظمة، "في جميع أنحاء البلاد، هناك ثلاثون مليون شخص، أي ربع السكان، بينهم 12 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية".
ويوضح مدير المنظمة في إثيوبيا كزافييه جوبير، أنّ "الأطفال، وخصوصاً الأطفال الصغار، هم الأكثر تضرراً من الأزمة المدمِّرة والمتعددة الأوجه في إثيوبيا.
واجتاحت منذ نحو عامين، "أطول موجة جفاف في التاريخ الحديث" القرن الأفريقي، وهدّدت جزءاً من سكانه بالمجاعة، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدة الإنسانية (أوشا).
وقفز معدل سوء التغذية في إقليم صومالي بنسبة 64 بالمئة في عام واحد، منها 43 بالمئة بين كانون الثاني/يناير ونيسان/أبريل 2022 فقط. ويعتبر هذا الإقليم من أكثر المناطق تضرراً من الجفاف الذي يجتاح القرن الأفريقي حيث لم تهطل الأمطار منذ أكثر من 18 شهراً.
وشهدت أجزاء كبيرة من إثيوبيا وكينيا والصومال للتو رابع موسم أمطار لم تسجل فيه هطولات، علماً أن هناك موسمين في السنة.
وأكد مكتب الأمم المتحدة أنّ موسم الأمطار الأخير، بين آذار/مارس وأيار/مايو، هو "الأكثر جفافاً على الإطلاق"، فيما يؤثر الجفاف على نحو 8,1 ملايين شخص في إثيوبيا التي تعاني من نزاع بالإضافة إلى الظروف المناخية، لا سيما في الشمال.