"فايننشال تايمز" تكشف عن تكلفة إعادة بناء المدن المدمرة في تركيا.. كم بلغت؟
السلطات المحلية ومخططو المدن بدأوا في تقييم ما يُرجح أن يكون أكبر جهد لإعادة الإعمار في تركيا منذ تأسيس الجمهورية التركية في عام 1923.
ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" الأميركية أنّ إعادة بناء المنطقة الشاسعة التي دمرها الزلزال في تركيا ستتطلب ترميم مليون مبنى إضافة إلى عشرات المليارات من الدولارات، وفقاً للتقديرات الأولية لتحدي إعادة الإعمار "الهائل".
وبينما لا يزال يتم احتساب الخسائر الكاملة للزلزال، بدأت السلطات المحلية ومخططو المدن في تقييم ما يُرجح أن يكون أكبر جهد لإعادة الإعمار في تركيا منذ تأسيس الجمهورية في عام 1923، وفق الصحيفة.
ونقلت عن أيوب موهجو، رئيس غرفة المهندسين المعماريين في اتحاد غرف المهندسين والمعماريين الأتراك، قوله إنّ نصف المباني البالغ عددها 3.4 ملايين مبنى في المنطقة المتضررة جنوبي تركيا قد تحتاج إلى الهدم.
وأضاف أنه "من أجل إعادة بناء هذه المنازل، يتعين عليك أيضاً بناء البنية التحتية والمرافق العامة، حتى نتمكّن من التحدّث عن التكلفة التقديرية الأولية البالغة 100 مليار دولار لإعادة الإعمار"، مقدّماً حساباً تقريبياً للتكلفة المالية.
بدورها، قالت إزجي أورهان، الأستاذة المساعدة في جامعة جانكايا في أنقرة والمتخصصة في إعادة الإعمار في حالات الكوارث، إنّ العقارات السكنية والمدارس والمستشفيات والمباني التجارية والمطارات والمساجد وأماكن العبادة الأخرى، ستحتاج جميعها إما إلى الإصلاح أو إعادة البناء.
وأشارت إلى أنه تم أيضاً هدم البنية التحتية الحيوية مثل الطرق السريعة والأنابيب تحت الأرض.
من جهته، كشف بنك الاستثمار "جيه بي مورغان" أنّ التكلفة المباشرة من الهياكل المدمرة قد تتجاوز 25 مليار دولار، أو 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي لتركيا.
أما سارة شنايدرمان، الأستاذة في جامعة كولومبيا البريطانية، فوصفت الجدول الزمني الذي تبلغ مدته 12 شهراً، والذي أعلنت عنه الحكومة التركية بأنه "خيالي"، مؤكدةً أنّ "إعادة الإعمار هي عملية متعددة السنوات".
ووفقاً لآخر البيانات الرسمية، فقد بلغ عدد الوفيات في زلزال تركيا المدمّر 38 ألفاً و44 شخصاً، فيما تتواصل أعمال البحث والإنقاذ.
بدوره، قال وزير العدل التركي بكر بوزداغ إنّ 255 من المقاولين يخضعون للتحقيق بشأن مخالفات البناء في المناطق المنكوبة من جرّاء الزلزال.
ولا تزال الحملات التي تنفذها السلطات التركية ضد المقاولين مستمرة، فيما تشير المعطيات إلى أنها ستتخذ منحى تصاعدياً خلال الأيام المقبلة، وهو ما أشارت إليه كلمات نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي بقوله، إنه "تم التعرف على 131 شخصاً مسؤولين عن المباني المدمّرة في 10 مقاطعات".
وتشير آخر الإحصائيات الرسمية إلى أنّ فرق البحث والإنقاذ، التي تعمل في 10 مقاطعات منكوبة فحصت أكثر من 171 ألف مبنى، وخلال متابعة أعمال الإنقاذ، أكد العمال أنهم يعملون مع الخرسانة مثل الرمل، والتي تمثل خطورة كبيرة عليهم، خلال عمليات البحث عن الأرواح العالقة تحت الأنقاض.