ضغوط أميركية على هولندا: أوقفوا بيع "EUV" الخاصة بالرقائق إلى الصين
موقع "سي أن بي سي" يقول إنّ "الولايات المتحدة أقنعت هولندا بمنع شحنات أشباه الموصلات المتطورة إلى الصين ، لكنّ العلاقات تبدو متوترة".
قال موقع "سي أن بي سي"، إنّ واشنطن تضع عينيها على هولندا، في ما يتعلق بتصنيع أشباه الموصلات المتطورة، وبالتالي "الإمساك بمفتاح مستقبل الصين" في هذه الصناعة.
وأشار إلى أنّ إحدى شركات الرقائق العالمية تمثّل إسفيناً بين أميركا وهولندا بشأن سياسة الصين التكنولوجية.
وأضاف أنّ "هولندا موطن نجم سلسلة التوريد العالمية لأشباه الموصلات ASML، وهي شركة تنتج آلة تصنيع الرقائق عالية التقنية، التي تحرص الصين على الوصول إليها".
وأكّد الموقع أنّ "الولايات المتحدة أقنعت هولندا بمنع الشحنات إلى الصين في الوقت الحالي، لكنّ العلاقات تبدو متوترة، حيث يزن الهولنديون آفاقهم الاقتصادية، إذا تمّ عزلهم عن ثاني أكبر اقتصاد في العالم (الصين)".
اقرأ أيضاً: أشباه الموصلات.. أهميتها الاقتصادية وتأثيرها في الصراع العالمي
وأشار إلى أنّ "الولايات المتحدة تشعر بالقلق من أنّه إذا قامت ASML بشحن الآلات إلى الصين، فيمكن أن يبدأ صانعو الرقائق في البلاد في تصنيع أشباه الموصلات الأكثر تقدماً في العالم، والتي لها تطبيقات ذكاء اصطناعي عسكرية متقدمة".
ضغط منذ عهد ترامب
ويبدو أن الضغط الأميركي على هولندا بدأ في عام 2018 تحت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب. ووفقاً لتقرير "رويترز" من عام 2020، سحبت الحكومة الهولندية ترخيص ASML لتصدير أجهزتها EUV إلى الصين بعد ضغوط واسعة النطاق من الحكومة الأميركية.
ووفق "سي أن بي سي" فإنه "لا توجد حالياً أنظمة EUV في الصين".
وذكر الموقع أنه في عهد ترامب، بدأت الولايات المتحدة حرباً تجارية مع الصين تحولت إلى معركة للسيطرة على التكنولوجيا، إذ حاولت واشنطن قطع الإمدادات التكنولوجية الهامة عن الشركات الصينية.
ويستمر الضغط على هولندا لكي تتماشى مع القواعد الأميركية. وأفادت تقارير أن آلان إستيفيز، وكيل وزارة التجارة للصناعة والأمن في وزارة التجارة الأميركية، وتارون تشابرا، المدير الأول للتكنولوجيا والأمن القومي في مجلس الأمن القومي الأميركي، تحدثا مع مسؤولين هولنديين هذا الشهر.
وتعليقاً على ذلك، قالت ليسجي شرينماخر، وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي في هولندا "من الواضح أننا نوازن بين مصالحنا الخاصة، ومصالح أمننا القومي ذات أهمية قصوى، ومن الواضح أن لدينا مصالح اقتصادية، ويلعب العامل الجيوسياسي دوراً دائماً أيضاً".
"الرقائق" من أولويات الأمن القومي الأميركي
وفي وقت سابق، قالت صحيفة "فيننشال تايمز"، إنّ "الولايات المتحدة تحاول حشد الحلفاء في الهجوم على قطاع صناعة الرقائق في الصين"، مبينةً أنّ "حملة واشنطن للرقابة على الصادرات ستعاني في حال عدم انضمام كل من اليابان وهولندا لحملتها".
وقبل أيام، قالت "فيننشال تايمز" إنّ "الصين أنشأت ائتلافاً تجارياً (كونسورتيوم) من الشركات والمعاهد البحثية لتعزيز الإنتاج المحلي من أشباه الموصلات في مواجهة العقوبات الأميركية المفروضة عليها."
وأضافت أنّ "الصين جنّدت عملاقي التكنولوجيا "علي بابا" و"تينسنت" لمساعدة جهودها في تصميم رقائق أشباه الموصلات، إذ تستعد بكين لمزيدٍ من العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة بهدف قمع قوّة الحوسبة الصينية".
وتحاول إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التوصل إلى اتفاق ثلاثي مع حلفائها منذ أكثر من عام، كجزء من استراتيجيتها لجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة إلى الصين لتطوير أشباه الموصلات المتقدمة اللازمة للأغراض العسكرية.
وفي 20 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قالت مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، إنّ تحسين مكانة الولايات المتحدة في صناعة الرقائق أصبح من أولويات الأمن القومي الأميركي.
وبالرغم من أنّ أشباه الموصلات اختُرعت في الولايات المتحدة، فإنّ البلاد تنتج نحو 10% فقط من الإمدادات العالمية، وفقاً للبيت الأبيض، مع استيراد نحو 75% من الإمدادات الأميركية من شرق آسيا.
اقرأ أيضاً: "أكسيوس": واشنطن تقيّد مبيعات الرقائق الالكترونية للصين