روسيا والسعودية تمددان خفض إنتاج النفط.. ضربة لبايدن مع ترشحه للانتخابات؟
روسيا والسعودية تعلنان تمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط حتى نهاية العام. ومحللون يعتبرون القرار ضربة للرئيس الأميركي، جو بايدن، مع استمرار ارتفاع الأسعار في وقت يترشّح فيه للانتخابات المقبلة.
أعلنت كلّ من روسيا والسعودية، اليوم الثلاثاء، أنهما ستمددان خفض إنتاج النفط بشكل طوعي حتى نهاية العام، رغم انتعاش السوق وتوقعات المحللين بشح الإمدادات في الربع الأخير من 2023.
وقفزت أسعار النفط بعد هذه الأنباء، لتتجاوز أسعار خام برنت 90 دولاراً للبرميل للمرة الأولى، منذ 18 تشرين الثاني/نوفمبر.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.04 دولار للبرميل أو 1.2%، لتبلغ عند التسوية 90.04 دولاراً للبرميل، وهذه هي المرة الأولى التي تستقر فيها فوق مستوى 90 دولاراً منذ 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2022.
كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.14 دولار أو 1.3%، لتبلغ عند التسوية 86.69 دولاراً للبرميل، وهو أيضاً أعلى مستوى لها في 10 أشهر.
هذا الارتفاع، أتى رغم الزيادات المطردة في صادرات النفط الإيرانية والفنزويلية، إذ يسود اعتقاد في السوق، وفق "رويترز"، بأن الولايات المتحدة لا تطبّق العقوبات بالصرامة نفسها التي كانت عليها في السنوات السابقة.
وتوقّع المستثمرون أن تعلن الرياض تمديد الخفض الطوعي للإنتاج النفط، البالغ مليون برميل يومياً، حتى تشرين الأول/أكتوبر، لكن التمديد لمدة ثلاثة أشهر لم يكن متوقعاً.
بدوره، قال نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، في بيان، اليوم الثلاثاء، إن بلاده مدّدت أيضاً قرارها الطوعي بتقليص صادراتها النفطية بمقدار 300 ألف برميل يومياً حتى نهاية العام الحالي.
وقالت المحللة في "آر.بي.سي كابيتال ماركتس"، حليمة كروفت، إنّ تحرك اليوم "ما زال قادراً على مفاجأة العديد من المشاركين في السوق"، لافتةً إلى أنّ وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود، "لا يزال ثابتاً على موقف عدم استبعاد أي إجراء مهما كان".
واعتبرت كروفت، أنّ القرار يمثّل "ضربة جديدة للرئيس الأميركي جو بايدن، لأن شحّ النفط أدى إلى زيادة الأسعار، في الوقت الذي يترشح فيه بايدن مجدداً لخوض انتخابات رئيسية بعد 14 شهراً".
من جهته، أشار النائب الأول للرئيس في شركة "ريستاد إنرجي"، جورجي ليون، أنّ تمديد السعودية لخفض إنتاج النفط، "مؤشر واضح على أنّ أسعار النفط تهم الرياض أكثر من حجم المعروض".
وأضاف: "تؤدي هذه التحركات إلى شح في سوق النفط العالمية، وإلى نتيجة واحدة: ارتفاع أسعار النفط على مستوى العالم".
وقالت الولايات المتحدة إنّ العالم بحاجة إلى خفض الأسعار لدعم النمو الاقتصادي، ومنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من تحقيق إيرادات إضافية لتمويل الحرب في أوكرانيا.
وتوقع المحلل لدى "يو.بي.إس" في مذكرة العملاء، جيوفاني ستونوفو، في ظلّ تمديد خفض الإنتاج، عجزاً في السوق يزيد على 1.5 مليون برميل يومياً في الربع الأخير من عام 2023، كما توقّع ارتفاع سعر خام برنت إلى 95 دولاراً للبرميل بحلول نهاية العام.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية، ونوفاك، أن البلدين سيراجعان قرارات خفض الإنتاج شهرياً، للنظر في تمديد الخفض أو تعزيز الإنتاج، بناءً على ظروف السوق.
وفشل بايدن، العام الماضي، خلال زيارة للسعودية، في تأمين زيادة في الإنتاج في "أوبك"، وبدلاً من ذلك، أعلن تحالف "أوبك+"، الذي يضم إلى جانب "أوبك" حلفاء على رأسهم روسيا، خفض الإنتاج في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وخفضاً آخر في نيسان/أبريل الماضي.
وحثّت الولايات المتحدة والحلفاء الغربيون "أوبك+" على زيادة الإنتاج، لتأمين خفض تكاليف الطاقة ومساعدة الاقتصاد العالمي، فيما قالت دول "أوبك+" إنها تتحرّك للحفاظ على استقرار السوق وتتخذ إجراءات وقائية.
ويعتبر أعضاء هذه المنظمة أن طباعة البنوك المركزية الغربية للنقود بوفرة على مدى العقد المنصرم، أدت إلى خفض قيمة أهم صادراتهم، التي تسهم بنسبة كبيرة في إيراداتهم.
ويأتي الخفض الطوعي للرياض، إضافة إلى خفض للإنتاج اتفقت عليه دول "أوبك+" ويمتد حتى نهاية 2024.
ويسمح الخفض الطوعي لإنتاج النفط لروسيا بجمع إيرادات إضافية، وسط حربها في أوكرانيا، رغم محاولات الاتحاد الأوروبي للحد من دخلها عن طريق وضع حد أقصى لأسعار النفط الروسي، فيما يتم تداول معظم النفط الروسي فوق الحد الأقصى للسعر.