تقرير: عائلات بريطانية تأكل طعام حيوانات أليفة وتسخّن طعامها على الشموع
"بي بي سي" و "دايلي مايل" البريطانيتان تتحدثان عن تأثير أزمة الاقتصاد البريطاني على المواطنين في البلاد.
حذّرت منظمات خيرية من أنّ العائلات البريطانية "تتناول طعام الحيوانات الأليفة، وتقوم بتسخين الوجبات باستخدام أنظمة التدفئة بالمياه الساخنة أو حتى على الشموع"، بينما تكافح الأسر وسط أزمة غلاء المعيشة.
وبحسب مقالين نشرا في موقعي "بي بي سي" و "دايلي مايل" البريطانيَين، قال مارك سيد من كارديف، وهو عامل مجتمعي يتمتع بخبرة 20 عاماً، إنّه "لأمر صادم أن يدفع الناس إلى تناول طعام الحيوانات الأليفة بينما يقوم الآخرون بتسخين طعامهم على مشعات بسبب التكلفة المستمرة لأزمة المعيشة".
وتفتقر العديد من العائلات إلى الضروريات الأساسية لتغطية نفقاتها، بينما بلغ التضخّم أعلى مستوياته في 41 عاماً عند 11.1٪ بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة في المملكة المتحدة.
يحث مارك سيد، الذي يرأس مشروعاً غذائياً مجتمعياً في تروبريدج - كارديف، الأشخاص في الأسر المعيشية المتعثّرة على الحصول على الدعم الكافي، حتى لو لم يكونوا يسكنون في المناطق الفقيرة. ويقترح أنّه "نتيجةً لارتفاع التضخم، يجب أن تركّز السياسات على الناس وليس الأماكن".
اقرأ أيضاً: الحكومة البريطانية تدرس استدعاء الجيش للحد من أثر الإضرابات
وتحدث سيد عن "شعور الناس الدائم بعبء ارتفاع تكاليف المعيشة"، مشيراً إلى أنه "مع ارتفاع تكلفة المعيشة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، يذهب الناس إلى أقصى الحدود تطرفاً لتغطية نفقاتهم، بعد أن وصلت أرقام التضخم إلى 11.1٪".
وقال لـ"بي بي سي ويلز" إنه "ما يزال مصدوماً من حقيقة أنّ لدينا أشخاصاً يأكلون طعام الحيوانات الأليفة"، وأنّ البعض "يستعمل الشموع لتسخين الطعام"، مؤكداً أنّ "هذه القصص المروعة هي في الواقع حقيقية".
وناقش سيد كيف أنّ "الناس لا يحصلون على رواتب كافية لتحمّل الاحتياجات الأساسية والضروريات التي ينبغي للجميع الوصول إليها". إحدى زائرات المركز الخيري الذي يعمل فيه سيد قالت إنّ المشروع "يحدث فرقاً كبيراً، ويجمع المجتمعات معاً في الأوقات الصعبة"، "عادة ما أذهب لأحاول تحسين الأمور في منزلي".
وسبق أن افترض مكتب الإحصاء الوطني أنّه بدون دعم الحكومة لفواتير الطاقة خلال الأشهر الباردة، من الممكن أن يصل مؤشر أسعار المستهلكين إلى 13.8%، وحذّر الخبراء من أن المملكة المتحدة تواجه "مزيجاً قاتلاً من الركود وارتفاع الأسعار".
وتمّ تصنيف تكاليف الغذاء والطاقة المرتفعة بأنها السبب الرئيسي للأزمة الأخيرة، إذ يقدر مكتب الإحصاء الوطني أن الأسرة البريطانية المتوسطة تدفع الآن 88.9% أكثر للتدفئة والإضاءة مقارنة بالعام الماضي".
وتظهر أرقام التضخم الجديدة أنّ أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل الحليب والزبدة والجبن واللحوم والخبز ارتفعت بنسبة تصل إلى 42% الشهر الماضي - وهي أعلى معدلات منذ عام 1980.
يمكن للناس أن يتوقعوا دفع 20 بنساً إضافياً مقابل مكيالين من الحليب، و 30 بنساً إضافياً مقابل عبوة من المعكرونة، و 30 بنساً إضافياً لـ6 بيضات، بالنسبة لما كانوا يدفعونه قبل 12 شهراً.
وتظهر أرقام مكتب الإحصاء الوطني أنّ جميع الأطعمة والمشروبات قد ارتفعت في أيلول/سبتمبر، مع ارتفاع المواد الغذائية الأساسية مثل الحليب بنسبة تصل إلى 42٪.
ويعتقد الخبراء أنّه بحلول نهاية العام، ستكون الأسرة المتوسطة قد أنفقت 4960 جنيهاً إسترلينياً في السوبر ماركت في عام 2022، بزيادة قدرها 380 جنيهاً إسترلينياً عن عام 2021، فيما أظهر استطلاع نُشر هذا الصباح أنّ 85٪ من الناس "قلقون" بشأن ارتفاع تكلفة المعيشة بزيادة 69٪ في كانون الثاني/يناير.
بالإضافة إلى ذلك، ومع العبء المشترك لتكاليف المعيشة المرتفعة ونقص الديوك الرومية والطيور هذا الشتاء، يشعر البريطانيون في جميع أنحاء البلاد بالقلق بشأن تكاليف عيد الميلاد هذا العام، والذي يعدّ مناسبةً أساسية تصرّ العائلات البريطانية على الاحتفال بها سنوياً.
وبحسب الصحيفتين، أصبحت فكرة عشاء عيد الميلاد عبئاً مقلقاً للعديد من العائلات البريطانية،إذ كشفت البيانات الجديدة من تطبيق التمويل المنزلي Nous.co أنّ "خُمس العائلات في المملكة المتحدة يقولون إنّهم سيطلبون من ضيوفهم الدفع مقابل عشاء عيد الميلاد".
وإلى جانب خفض تكاليف الطعام، كان الناس يخططون لإنفاق أقل بمقدار الثلث على الهدايا هذا العام، وقال واحد من كل ثلاثة (33٪) أيضاً إنه لا يستطيع تحمل الإنفاق كما كان يفعل سابقاً.
اقرأ أيضاً: بريطانيا: مسعفون ورجال أمن سيشاركون في إضرابات لزيادة الأجور