بكين تنشئ ائتلافاً لإنتاج أشباه الموصلات في مواجهة عقوبات واشنطن
صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تكشف أنّ "الولايات المتحدة تضغط على بعض الدول الحليفة لها لإبعاد شركات التكنولوجيا الصينية عن سلاسل التوريد الخاصة بها".
أفادت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، اليوم الأربعاء، بأنّ الصين أنشأت ائتلافاً تجارياً (كونسورتيوم) من الشركات والمعاهد البحثية لتعزيز الإنتاج المحلي من أشباه الموصلات في مواجهة العقوبات الأميركية المفروضة عليها.
وقالت الصحيفة إنّ الصين جنّدت عملاقي التكنولوجيا "علي بابا" و"تينسنت" لمساعدة جهودها في تصميم رقائق أشباه الموصلات، إذ تستعد بكين لمزيدٍ من العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة بهدف قمع قوّة الحوسبة الصينية.
اقرأ أيضاً: هل تهيمن الصين على عالم "أشباه الموصلات"؟
ولفتت الصحيفة إلى أنّ الحكومة الصينية أنشأت ائتلافاً تجارياً (كونسورتيوم) من الشركات والمعاهد البحثية، بما في ذلك الأكاديمية الصينية للعلوم، لإنشاء ملكية فكرية جديدة للرقائق، مضيفةً أنّ بكين تريد تقليل اعتمادها على شركة "آرم" المملوكة لشركة "سوفت بنك"، التي تدعم تقنيتها غالبية أشباه الموصلات في جميع أنحاء العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الولايات المتحدة تضغط على الحلفاء، بمن فيهم هولندا واليابان، لإبعاد شركات التكنولوجيا الصينية عن سلاسل التوريد الخاصة بهم، كما فعلت مع هواوي عام 2019. وقد دفع هذا الصين إلى الاستعداد لمزيد من الاضطراب في سلسلة توريد أشباه الموصلات.
وأوضحت الصحيفة أنّ شركة "آرم" التي يقع مقرّها الرئيس في المملكة المتحدة ولديها عمليات كبيرة في الولايات المتحدة، عرضة لأي تشديد في العقوبات الأميركية التي تستهدف بكين لأنّها تُزوّد شركات التكنولوجيا الصينية بتصميماتها.
اقرأ أيضاً: "أكسيوس": واشنطن تقيّد مبيعات الرقائق الإلكترونية للصين
وفي 20 تشرين الأول/أكتوبر، قالت مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، إنّ تحسين مكانة الولايات المتحدة في صناعة الرقائق أصبح من أولويات الأمن القومي الأميركي.
وأضافت المجلة "في مواجهة المنافسة المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، ومع قيام واشنطن بفرض قيود جديدة شاملة على وصول الصين إلى تقنيات الحوسبة المتقدمة، أصبح تحسين مكانة الولايات المتحدة في صناعة الرقائق من أولويات الأمن القومي".
ومع أنّ أشباه الموصلات اختُرعت في الولايات المتحدة، فإنّ البلاد تنتج نحو 10% فقط من الإمدادات العالمية، وفقاً للبيت الأبيض، مع استيراد نحو 75% من الإمدادات الأميركية من شرقي آسيا.
اقرأ أيضاً: أشباه الموصلات.. أهميتها الاقتصادية وتأثيرها في الصراع العالمي