المفوضية الأوروبية: يجب التحرك لمواجهة تداعيات قانون التضخم الأميركي
رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، توصي الاتحاد الأوروبي بعدّة إجراءات من إزالة "نقاط الخلل" في المنافسة التي نجمت عن خطة الرئيس الأميركي جو بايدن لخفض التضخم.
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، اليوم الأحد، إنّ الاتحاد الأوروبي يجب أن يتخذ إجراءات من أجل إزالة "نقاط الخلل" في المنافسة التي نجمت عن الإعانات الأميركية الهائلة لخطة جو بايدن لخفض التضخم.
وأضافت فون دير لايين أنّه بالتزامن مع "العمل مع الولايات المتحدة لحل أكثر الجوانب إشكالية في خطتها، يجب علينا تعديل قواعدنا لتسهيل الاستثمار العام في التحول البيئي"، مشيرةً إلى "ضرورة إعادة تقييم الحاجة إلى تمويلات أوروبية مشتركة".
وكان الاتحاد الأوروبي عبّر عن قلقه مرات عدة منذ أشهر، من تداعيات خطة "إينفلايشن ريداكشن آكت" (قانون خفض التضخم) المخصصة للمناخ، وتبلغ قيمتها 370 مليار دولار.
وقد تمت الموافقة على مشروع قانون الضرائب والصحة والمناخ الشامل، للحد من التضخم، من قبل المشرعين الأميركيين في آب/أغسطس الماضي، يتضمن 369 مليار دولار تتعلّق بالإنفاق على سياسات المناخ والطاقة.
وتنصّ الخطّة من بين أمور أخرى، على إصلاحات تعطي الأفضلية للشركات التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً، خصوصاً في قطاع السيارات الكهربائية والبطاريات والتكنولوجيا والطاقات المتجدّدة حتى الهيدروجين.
اقرأ أيضاً: قانون التضخم الأميركي.. لماذا تنظر إليه أوروبا بعدائية؟
وقالت فون دير لايين إنّ على الاتحاد الأوروبي "تبسيط وتكييف" قواعده الصارمة جداً التي تحكم المساعدات العامة التي تمنحها الدول الأعضاء من أجل توفير "مرونة متزايدة" للحكومات.
وبينما تشمل الخطة الأميركية كل سلاسل الإنتاج للقطاعات الإستراتيجية، قالت فون دير لايين إنّ "هذا لا ينطبق دائماً على الدعم الذي توفره الدول في الاتحاد الأوروبي" التي تميل إلى التركيز على المختبرات والابتكار.
وأضافت أنه في مواجهة المنافسة العالمية في مجال التقنيات الخضراء، "تقع أوروبا في موقع قوي إذا كافحنا على قدم المساواة".
وحذّرت فون دير لايين من أنّ الاعتماد على مساعدات الدول الأعضاء وحدها مع الهوامش المتفاوتة لميزانياتها، من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم حالات الخلل داخل السوق الواحدة نفسها، داعيةً أيضاً إلى "رد مشترك" مع تعزيز التمويل على مستوى الاتحاد الأوروبي.
وعلى الأمد القصير، تحاول بروكسل تعزيز خطة الاستثمار "ريباور إي يو" التي تهدف إلى جعل الاتحاد الأوروبي أقل اعتماداً على وارداته من المحروقات وتحد من الارتفاع في أسعار الطاقة، لا سيما عبر مد منشآت مصادر طاقة خالية من الكربون.
لكن فون دير لايين قالت إنّ "السياسة الصناعية الجديدة التي أكدها منافسونا تتطلب استجابة هيكلية" على المدى المتوسط. وتطالب رئيسة المفوضية منذ أيلول/سبتمبر بإنشاء "صندوق سيادة" أوروبي.
وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، انتقد "خطة المناخ" للرئيس الأميركي، قائلاً إنّ الولايات المتحدة وأوروبا "ليستا على قدم المساواة" بسبب الدعم الأميركي للشركات المحلية.
وأضاف ماكرون متوجهاً إلى برلمانيين أميركيين: "ربما تقومون بحل مشكلتكم، لكنكم تفاقمون مشكلتي"، مشدداً على ضرورة أن تقوم فرنسا أيضاً بدعم الطبقة الوسطى والوظائف.
ووصف ماكرون، الإعانات المنصوص عليها في "خطّة المناخ الكبيرة"، بأنها "شديدة العدوانية" على الصعيد التجاري.
اقرأ أيضاً: وثيقة رسمية: الاتحاد الأوروبي متخوّف من قانون بايدن لخفض التضخم