الليرة التركية تواصل هبوطها أمام الدولار
البنك المركزي التركي يعلن خفض سعر الفائدة 100 نقطة أساس على عمليات إعادة الشراء لأجل أسبوع ليصبح 15%.
يستمر انخفاض الليرة التركية أمام الدولار، إذ سجّلت اليوم عشر ليرات وخمسة وثمانين قرشاً في أدنى هبوط لها على الإطلاق.
واليوم خفض البنك المركزي سعر الفائدة نطقة واحدة لتصبح خمسة عشر في المئة ما سيفاقم من خسائر الليرة التي تراجعت أكثر من 25 في المئة منذ بدايةِ العام الحاليّ، بسبب قلق المستثمرين من السياساتِ النقدية، وتدخلات الرئيس رجب طيب إردوغان بعمل البنك المركزي.
وأعلن البنك المركزي التركي، اليوم الخميس، خفض سعر الفائدة مائة نقطة أساس على عمليات إعادة الشراء لأجل أسبوع ليصبح 15%، ذاكراً أن سعر الفائدة انخفض من 16 إلى 15% فيما واصلت الليرة التركية هبوطها إلى مستويات قياسية.
وفي السياق، توقع خبير اقتصادي تركي أن يصل سعر صرف الدولار في تركيا إلى 15 ليرة حتى نهاية العام الجاري مقارنة بـ10.78 حالياً في حال قام البنك المركزي التركي بخفض سعر الفائدة في الشهرين الحالي والمقبل.
وقال عضو الهيئة التدريسية في جامعة بيري رئيس بمدينة إسطنبول الأستاذ كايا أرديتش لوكالة "سبوتنيك": "عدم تدخل البنك المركزي التركي في تقلبات الليرة التركية يعتبر استراتيجية صحيحة بالنسبة له"، ويرى أن ارتفاع سعر صرف العملة الأجنبية قد يساهم في زيادة حجم التصدير وتراجع الاستيراد نسبياً وسد العجز في التجارة الخارجية.
وأضاف الخبير التركي أن "استراتيجية البنك المركزي القائمة على رفع سعر صرف العملة الأجنبية عمداً والسياسة التي يتبعها بتعليمات من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خاطئة، وقد تؤدي إلى انهيار الليرة التركية وتدهور الوضع الاقتصادي في البلاد أكثر مما هو عليه".
كما توقع أن "نتيجة هذا الوضع الحالي لن تكون على خير، لأن سعر صرف العملة الأجنبية أحد أهم محددات معدلات التضخم، وارتفاع سعر صرف العملة أمام الليرة التركية يؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم وأسعار جميع المنتجات".
كما أوضح أرديتش أن الاقتصاد التركي يعتمد على الاستيراد والديون الخارجية، موضحاً "لذا فمن غير الممكن حل أي مشكلة وتحسين الاقتصاد دون تغيير هذه البنية الاقتصادية القائمة"، محذراً أن السياسة الاقتصادية التي تتبعها الحكومة التركية "تقود البلاد إلى الهاوية".
وتوقع الخبير التركي أن يقوم البنك المركزي التركي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة، مضيفاً أنه "من المحتمل أن يقوم بخفضها في شهر كانون أول/ديسمبر المقبل وحينها سنرى إلى أي نقطة سيصل الاقتصاد التركي إذ يتجه نحو مرحلة لا عودة عنها".
وأضاف "سعر صرف الدولار قد يصل إلى 15 ليرة تركية حتى نهاية العام الجاري، وخصوصاً في حال قام البنك المركزي اليوم الخميس بخفض أسعار الفائدة".
وقال الرئيس التركي في تصريحات صحفية أمس الأربعاء، إن أسعار الفائدة هي السبب بالتضخم، متعهداً بالتخلص منها.
وخسرت الليرة 38.77 بالمئة من قيمتها هذا العام و15.45 بالمئة خلال الشهرين الماضيين و8.57 بالمئة خلال الأسبوع الماضي. كما سجلت العملة التركية مستوى قياسياً منخفضاً أمام العملة الأوروبية متخطية عتبة 12 ليرة لليورو.