الدول الفقيرة للغنية: يجب على شركات النفط الكبرى تحمل تكاليف تغير المناخ

زعماء دول فقيرة تنقد الحكومات الغنية وشركات النفط لتسببها في الاحتباس الحراري، والتعليقات تعكس التوتر في مفاوضات المناخ الدولية بين الدول الغنية والفقيرة.

  • أعضاء مجموعة الناشطين البيئيين يحملون لافتات أثناء مشاركتهم في مسيرة في داكار في 29 أكتوبر 2022.
    أعضاء مجموعة الناشطين البيئيين Vacances Verte  يحملون لافتات أثناء مشاركتهم في مسيرة في داكار في 29 أكتوبر 2022.

انتقد زعماء دول فقيرة الحكومات الغنية وشركات النفط لتسببها في الاحتباس الحراري، إذ طالبوها في كلماتهم، اليوم الثلاثاء، خلال مؤتمر المناخ كوب 27 في مصر بتحمل تكاليف الأضرار التي تلحق باقتصاداتهم.

ودعت دول جزرية صغيرة تعرضت بالفعل لعواصف محيطية تتزايد عنفاً ولارتفاع مستوى سطح البحر شركات النفط إلى تقديم جزء من أرباحها الضخمة التي حققتها في الآونة الأخيرة، بينما دعت دول أفريقية نامية إلى تأسيس المزيد من الصناديق الدولية.

وقال جاستون براون، رئيس وزراء أنتيجوا، متحدثاً في المؤتمر نيابة عن تحالف الدول الجزرية الصغيرة: "تواصل صناعة النفط والغاز جني ما يقرب من 3 مليارات دولار أميركي من الأرباح يومياً".

وأضاف: "لقد حان الوقت لتدفع هذه الشركات ضريبة كربون عالمية على أرباحها لتكون مصدرا لتمويل (تعويض) الخسائر والأضرار ... بينما يجنون الأرباح، الكوكب يحترق".

وعكست التعليقات التوتر في مفاوضات المناخ الدولية بين الدول الغنية والفقيرة، مع حضور المندوبين في اليوم الكامل الثاني من المؤتمر الذي يستمر أسبوعين في منتجع شرم الشيخ الساحلي.

وأثارت الأرباح التي حققها قطاع النفط، والتي تقدر بعدة مليارات من الدولارات، منذ الحرب الأوكرانية  -التي تسببت في اضطراب الأسواق وتعطل الإمدادات - غضب الحكومات على مستوى العالم التي تشعر بالقلق إزاء تغير المناخ وتزايد التضخم.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الشهر، إنّ القطاع يجني "أرباح الحرب"، واقترح فرض ضريبة على هذه الأرباح غير المتوقعة، وهي فكرة لا توجد فرصة تذكر لتمريرها في الكونغرس شديد الانقسام.

لكن من المرجح أن تلقي بعض الدول المشاركة في المؤتمر باللوم في خيبة أملها على الدول الغنية وليس على شركات النفط.

وقال الرئيس السنغالي ماكي سال للمؤتمر إن الدول النامية الفقيرة في أفريقيا بحاجة إلى زيادة التمويل للتكيف مع تغير المناخ الآخذ في التدهور، وإنها ستقام الدعوات إلى التحول الفوري عن الوقود الأحفوري، إذ من الممكن أن يقوض نموها الاقتصادي.

وأضاف: "لنكن واضحين، نحن نؤيد الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. لكننا نحن الأفارقة لا يمكننا قبول تجاهل مصالحنا الحيوية".

كما قال شاندريكابيرساد سانتوخي، رئيس سورينام،  -وهي دولة في أميركا الجنوبية تمتص غاباتها كمية من الكربون أكثر من الانبعاثات التي يسببها سكانها- إن الدول الغنية بحاجة إلى الوفاء بوعدها بتوجيه مئة مليار دولار سنويا إلى البلدان النامية من أجل التكيف مع تغير المناخ.

وتابع: "نيابة عن جميع الأطفال والجيل المقبل، ندعو بشكل عاجل مصدري الانبعاثات التاريخيين إلى الاضطلاع بدورهم لحماية عالمنا. يؤدي بلدي دورنا بالموارد والقدرات المحدودة".

كما  قال رئيس سريلانكا، رانيل ويكرمسينج، إنّ الحكومات الغربية سارعت إلى تحويل مليارات الدولارات إلى الحرب في أوكرانيا، لكنها بطيئة في الإنفاق على تغير المناخ.

وأضاف: "المعايير المزدوجة غير مقبولة ... لا يخفى أن تمويل المناخ لم يحقق الهدف... في حين أن العديد من الدول المتقدمة تعتبر أنه من المناسب الانتظار فيما يتعلق بمساهماتها في تمويل المناخ، بدت هذه البلدان أيضا باختلاف الجانب الذي تؤيده في حرب أوكرانيا لا تتورع في الإنفاق من أجل حرب".

وكان من المقرر أن يتحدث عشرات من رؤساء الدول والحكومات اليوم الثلاثاء، لكن العديد من أكبر مصدري التلوث في العالم -بما في ذلك الولايات المتحدة والصين والهند- لم يكونوا مدرجين في قائمة المتحدثين اليوم.

ولن يصل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المؤتمر قبل الأسبوع المقبل، لكن وفده افتتح جناحه في موقع انعقاد كوب27 اليوم الثلاثاء ويتولى مبعوث المناخ الأميركي الخاص جون كيري الجولات.

ومن ناحية أخرى، واجهت مضيفة المؤتمر مصر انتقادات من نشطاء حقوق الإنسان بسبب سجن الناشط المصري البريطاني المضرب عن الطعام علاء عبد الفتاح.

اخترنا لك