الاتحاد الأوروبي يستعد لمواجهة شتاء صعب بسبب أزمة الطاقة

قادة الاتحاد الأوروبي، المجتمعون في قمة بروكسل، يتعهّدون تكثيف جهودهم من أجل تقليل اعتمادهم، في مجال الطاقة، على روسيا.

  • الاتحاد الأوروبي يستعد لمواجهة شتاء صعب بسبب أزمة الطاقة
    الاتحاد الأوروبي يستعد لمواجهة شتاء صعب بسبب أزمة الطاقة

تعهَّد قادة الاتحاد الأوروبي، المجتمعون في قمة بروكسل، اليوم الجمعة، تكثيفَ جهودهم من أجل تقليل اعتمادهم، في مجال الطاقة، على روسيا، التي بدأت خفض شحنات الغاز، مثيرةً في ذلك مخاوف من "شتاء صعب".

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، بعد اجتماع لرؤساء دول الاتحاد ورؤساء حكوماته، ركز على ملف الطاقة: "لقد راجعنا كل خطط الطوارئ الوطنية من أجل ضمان استعداد الجميع لاضطرابات جديدة، ونعمل على خطة طوارئ لتقليل الطلب على الطاقة مع القطاع والدول الأعضاء الـ27".

وأوضحت أنها ستقدم هذه الخطة في تموز/يوليو، مبيّنةً أنّ "12 دولة في الاتحاد الأوروبي معزولة عن الغاز الروسي، إما كلياً، وإما جزئياً".

وأكدت رئيسة المفوضية العمل "على نماذج متعددة، بما في ذلك ما يتعلق بسير عمل السوق"، موضحةً أنّ النماذج البديلة يمكن أن تشمل، بصورة خاصة، فصل رسوم الكهرباء عن تلك الخاصة بالغاز.

ووعدت باقتراح "خيارات متعددة" بعد الصيف، تناقَش في المجلس الأوروبي المقبل في تشرين الأول/أكتوبر.

وأشارت فون دير لايين، خلال حديثها، إلى الاستراتيجية الأوروبية التي تم تقديمها في 18 أيار/مايو، بقيمة 300 مليار يورو، والتي تقوم على 3 ركائز: توفير الطاقة، وتطوير مصادر الطاقة المتجددة، وتنويع موردي الغاز والنفط.

 "سنواجه أوقاتاً مضطربةً"

من جهته، قال رئيس الوزراء البلجيكي، ألكسندر دي كرو: "سنواجه أوقاتاً مضطربةً، وربما يكون هذا الشتاء صعباً للغاية"، مردفاً: "إنها أيضاً حرب اقتصادية ضد أوروبا ويمكن الشعور بتأثيرها بشدة".

وحذّر من أنه "إذا واجهت ألمانيا مشاكل، فسيكون لذلك تأثير كبير في سائر الدول الأوروبية"، داعياً الأوروبيين إلى التكاتف.

وأصبح خطر حدوث نقص في الغاز في الشتاء المقبل أكثر وضوحاً، منذ أن خفضت شركة الطاقة الروسية، "غازبروم"، شحناتها. ويطال ذلك، بصورة خاصة، ألمانيا التي تعتمد، على نحو  كبير،  على الإمدادات الروسية. 

وكان المستشار الألماني، أولاف شولتس، صرّح، على هامش مشاركته في قمة الاتحاد، بأنّ أوروبا مستعدة بعناية للتحديات الصعبة المرتبطة باستيراد الطاقة من روسيا، وسط مخاوف من توقف إمدادات الغاز الروسي عبر "نورد ستريم".

وطلبت فرنسا إصلاح سوق الكهرباء الأوروبية، التي تحدَّد أسعارها تبعاً لأسعار الغاز التي ارتفعت بصورة كبيرة. وتريد إيطاليا تدخلاً لخفض أسعار الغاز بالجملة، في وقت تريد هولندا وألمانيا حماية آليات السوق.

ودعت الدول الـ27 المجلس والمفوضية الأوروبيين، في خلاصات القمّة، إلى اتخاذ إجراءات "لتنسيق أوثق" بشأن سياسات الطاقة الوطنية. كما دعت دول التكتّل المفوضية إلى "درس جدوى فرض قيود موقتة" على الرسوم الجمركية على واردات الطاقة.

وكشف وزير الطاقة الهولندي، روب ييتين، أنّ "من المستحيل ضمان ملء خزانات الغاز الهولندية والأوروبية حتى الشتاء المقبل بمعزل عن إجراءات إضافية"، نظراً إلى "انخفاض إمدادات الغاز من روسيا".

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك