الأمم المتحدة: لتوفير "استثمارات ضخمة" تسهم في تعافي باكستان من الفيضانات

الأمم المتحدة تدعو الدول المانحة إلى دعم باكستان عبر مساعدتها في جهود إعادة الإعمار بعد الفيضانات المدمرة التي شهدتها البلاد العام الماضي وتسببت بغرق ثلث البلاد.

  • الأمم المتحدة: 16 مليار دولار لتعافي باكستان بعد الفيضانات المدمرة
    الأمم المتحدة: 16 مليار دولار لتعافي باكستان بعد الفيضانات المدمرة

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "تقديم دعم ضخم من الدول المانحة لمساعدة باكستان في جهود إعادة الإعمار بعد الفيضانات المدمرة التي شهدتها العام الماضي، والتي من المتوقع أن تكلف أكثر من 16 مليار دولار".

وجاءت دعوة غوتيريش خلال افتتاحية مؤتمر دولي في جنيف، اليوم الاثنين، للحصول على تعهدات من المانحين بتقديم مليارات الدولارات وأشكال الدعم الأخرى لباكستان.

وفي السياق قال غوتيريش: "يجب أن تكون جهودنا واستثماراتنا الضخمة على قدر الاستجابة البطولية لشعب باكستان لدعم مجتمعاته المحلية في المستقبل".

وأضاف أنّ باكستان كانت "ضحية لمرتين" لكل من تغير المناخ ولنظام مالي عالمي رفض تمويل الدول ذات الدخل المتوسط وتخفيف الدين عنها.

كما شدّد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة "تأمين حلول مبتكرة"، مؤكّداً أنه "لا توجد دولة تتحمل ما حدث في باكستان".

من جهته، وصف وزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري الفيضانات الأخيرة بأنها "كارثة مناخية هائلة الحجم".

وقال إن "الحد الأدنى من متطلبات التمويل لإعادة الإعمار من الفيضانات هو 16.3 مليار دولار"، وطالب بخطة دعم دولية مستدامة لمواجهة هذا التحدي.

هذا وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن دول الاتحاد الأوروبي قررت تقديم حزمة مساعدات بقيمة 500 مليون يورو إلى باكستان لمساعدتها في التعافي من آثار الفيضانات المدمرة التي شهدتها العام الماضي.

وقالت فون دير لاين، في بيان نشرته عبر تويتر: "سنشحذ حزمة من الدعم لإعادة إعمار باكستان بمبلغ 500 مليون يورو، ضمن خطة مع الشركاء الدوليين منها مساعدات إنسانية إضافية بلغت قيمتها 10 ملايين يورو".

وأضافت أن "الاتحاد الأوروبي وباكستان توصلا إلى اتفاق لمساعدة البلاد على مواجهة التحديات العالمية الأكثر إلحاحاً مثل مكافحة تغير المناخ، وتحسين النظام الصحي، وتعزيز القدرة التنافسية وأمن سلاسل التوريد العالمية بمبلغ 87 مليون يورو".

بدوره، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن مشاريع بقيمة 360 مليون يورو للمساعدة في إعادة إعمار باكستان التي ما زالت تعاني من عواقب فيضانات مدمّرة اجتاحتها العام الماضي.

اقرأ أيضاً: باكستان: يجب إنصاف الدول النامية التي تتحمل أعباء التغيّر المناخي

يذكر أن باكستان تعرّضت لأمطار موسمية غير مسبوقة خلال الصيف، ما أدى إلى غرق ثلث البلاد تحت الماء وإلى إلحاق أضرار بمليوني منزل ومصرع أكثر من 1700 شخص.

وأعرب وزير المالية الباكستاني إسحاق دار، في 6 كانون الثاني/يناير الحالي، عن أمله في أن تتلقى إسلام آباد خطة إنقاذٍ ثانية، بقيمة 3 مليارات دولار من السعودية "في غضون أيام".

وكانت الأمم المتحدة قد وجهت نداء لجمع 816 مليون دولار، لكنها قالت إن وكالاتها والمنظمات غير الحكومية الأخرى لم تتلق سوى 262 مليون دولار من المانحين الدوليين.

وفي 6 تشرين الأول/أكتوبر قال تقرير للبنك الدولي إنّه من المتوقع أن "يرتفع معدّل الفقر بين 2.5 و4 نقاط مئوية كنتيجةٍ مباشرة للفيضانات".

وأشار إلى أنّ "فقدان الوظائف والماشية والمحاصيل والمنازل وإغلاق المدارس وانتشار الأمراض تهدّد بجعل ما بين 5.8 و9 ملايين شخص في حالة فقر".

ولفت التقرير إلى أنّه "من المرجح أن يستغرق الخروج من هذه التداعيات الاجتماعية والاقتصادية السلبية وقتاً طويلاً"، متوقّعاً أن "يناهز التضخم في البلاد 23% للعام المالي 2023". 

اقرأ أيضاً: صورة مأساوية في باكستان رسمتها الفيضانات والسيول

اخترنا لك