منظمة"أطباء العالم" تعترف بإنسحاب بعض متطوعيها
الممثل والمخرج "شون بن" أنجز فيلماً إنسانياً بإمتياز ناسجاً علاقة عاطفية بين طبيبين من جنوب أفريقيا وأسبانيا، إلتقيا في جحيم الحروب التي تتآكل أفريقيا، تحابا بقوة وأرادا حياة مشتركة، لكنهما إفترقا لخلافاتهما بشأن المهمات الإنسانية التي إعتبرتها رين (شارليز ثيرون) من دون جدوى، أما الدكتور ميغيل (خافييه بارديم) فيجدها ضرورية وخارج الإنتقاد.
قصف، قتل، عشرات الجثث، ميليشيات، وإنعدام كامل لجميع وسائل الحماية والسلامة فلا ينفع شيء، وحده القدر وعامل الصدفة في المكان هما المعوّل عليهما للنجاة، هذا ما فهمته أخيراُ رين(شارليز من جنوب أفريقيا) وزميلها ثم صديقها وحبيبها الدكتور ميغيل (بارديم من أسبانيا)، هذا ما إقتنعت به "رين" وقررت بكل بساطة إنهاء تطوعها في المنظمة، بعدما شهدت على محاولة فتىً قتل "ميغيل" برشاش، ثم مشاهدتها لعشرات جثث الفتيان المصابين برصاصات في الصدر وقد غطاها الذباب بكثافة. "ميغيل" في مناخ آخر مع إعترافه بأنه خاف كثيراً في مواجهة الأخطار المتلاحقة، ولم يستطع منع "رين" من المغادرة إلى منزلها الفخم في "كيب تاون"، وما لبث أن لحق بها بداعي الحب الكبير الذي يربطهما، وعادت الظروف لتطاردهما معاً هناك بعدما وافقت على تمضية يوم في أماكن بعيدة عن الضجيج، وإذا بمجزرة جماعية إرتكبها مسلحون ضد عدد من العائلات الذين ما تزال جثثهم تنزف وتطلب الثأر من الفاعلين، كل هذا عزّز موقف "رين" من العمل الإنساني وضرورة التعاطي معه من زاوية أكثر جدية. تنحدر الأمور إلى أسفل الدرك، فالجرائم تتضاعف، و"ميغيل" لايكف عن تحميل أميركا وغرب أوروبا المسؤولية عن هذا الفلتان في حالات القتل، و"رين" تواجه حبيبها بأكثر من محاولة لثنيه عن الإندفاع بإتجاه تضحيات لن تجدي شيئاً في إنتظار أن يحسب لاحقاً على لائحة المصابين أو القتلى، وفعلاً لم تمض ساعات إلاّ وكان على اللائحة الثانية، وهنا أقفل الفيلم مشاهده، فلم يعد هناك ما يقال، فالقتل يتواصل، وكذلك عمليات الإغاثة وفرق الإسعاف والعلاج الميداني.