" human" واحد في 60 بلداً يريد الحب ويكره الظلم والجوع
فيلم أليف، صادق، مباشر، ينقل الضحكة والدمعة في آن، ويقف مع الفقير وهو يتحدث من دون عقد فهو يريد أمناً أكثر من الطعام، ويستعرض مناخ الأثرياء مع غريزتهم في الكسب والصرف حتى آخر منظومة حياتية مجانية.
-
الكاتب: محمد حجازي
-
المصدر: الميادين نت
- 5 نيسان 2017 14:40
مدة الفيلم الأصلية 3 ساعات و 10 دقائق
شريط وثائقي فرنسي يصلنا بعد عامين على إنجازه عبر عرض
خاص في صالة Montaigne بالمركز الثقافي الفرنسي في بيروت(ليل الثلاثاء في 4 نيسان/إبريل
الجاري) عنوانه "human " للمخرج الفرنسي "يان أرتوس برتراند" الذي حضر
شخصياً ، صوّره في 60 بلداً بينها 6 دول عربية، طارحاً أساسيات الحياة
والموت، حاصداً إجابات ميدانية من أكثر من 630 وجهاً يتعاقب أصحابها تباعاً على
الشاشة الكبيرة.
مدة الفيلم الأصلية 3 ساعات و 10 دقائق، شاهدنا منها على
الشاشة ساعتين و40 دقيقة لزوم العرض التجاري الذي لا يحتمل تطويلاً، وقال المخرج
قبل بدء العرض" هذا أول إقتطاع من الفيلم تمهيداً لعروضه العالمية"، ثم
إنتظر حتى إنتهى العرض وخاض في دردشة مع حضور فرنسي لبناني كثيف أكد فيه
"برتراند"أنه عاش سعادة غامرة وهو يصوّر مادة الشريط كونه لامس الحب
والظلم والجوع وعرف قيمة الإنسان الحقيقية". وشمل التصوير أفغانستان و60
بلداً في العالم كانت حصة العرب منها: لبنان، تونس، المغرب، الأردن، وفلسطين (يسمّيها الفيلم كذلك، مثلما سمّى إسرائيل) وموريتانيا، والباقي ركّز مناصفة على البلاد
الميسورة والأخرى الغارقة في الفقر، يعني أوستراليا، البهاما، اليابان
كندا،إيطاليا،أميركا، النروج، أسبانيا، في مقابل: بنغلاديش، بوركينا فاسو،
كمبوديا، الكونغو، أثيوبيا، منغوليا، ميانمار، بيرو، فيليبين، أوراغواي، تايلاند.
فيلم أليف، صادق، مباشر، ينقل الضحكة والدمعة في آن،
ويقف مع الفقير وهو يتحدث من دون عقد فهو يريد أمناً أكثر من الطعام، ويستعرض مناخ
الأثرياء مع غريزتهم في الكسب والصرف حتى آخر منظومة حياتية مجانية. الوجوه في 98
في المئة منها تفتقد الجمال، ويحضر بدلاً منه تعابير خاصة تتحدّث بها الملامح
القاسية التي رسمتها الأيام، أو حفرتها الآلام، لتبدو في كل حال أسطراً معبرة عن
كل التفاصيل في الكتاب الحياتي، لكن في مواجهة كل هذا تحضر الطبيعة الأجمل في
البلاد الفقيرة كأحلى ما يمكن للعين أن تتكحّل بها، وهات يا صدق ويا رغبات بسيطة
تتجسد في مجرّد الرغبة في الأكل ورعاية الأولاد والعيش بسلام بمواكبة موسيقى
مؤثرة(آرمان قمر) تنطق بمبداْ مواكبة الحركة وتبدل سمات الوجوه إلى التفاؤل وتبادل
الأنخاب بأن الأمور على ما يرام ويصعب حصول إختراقات من أي نوع كان.
السنغالية كانت سعيدة لأن زوجها إرتبط بإمرأة واحدة أخرى
لأن هناك سنغاليين تزوجوا من 3 أو 4 أو 10 نساء معاً، ودخلت على الخط شابة رفضت
فكرة الزواج جملة وتفصيلاً وأعلنت أنها لا تحتاج لمن يأمرها أو ينكر عليها حريتها،
ويتدخل الباكستاني الشاب مصراً على ترك بلده إلى أوروبا لتحسين أوضاعه المادية،
وترى هندية أنها تغفر لزوجها عجزه الجنسي لكن من يطعمها وهي تبيع بيض الدجاجة التي
تمتلكها لكي تشتري الخبز، وتتدخل صبية من بنغلاديش تمتلك قسطاً من الجمال لتعلن
أنها ولدت وهي تحب النساء وليست متضايقة من وضعها. ويقول إيرلندي إنه يأسف لعدم
قدرته على تأمين ميزانية لتغطية التعليم العالي لإبنه الوحيد ثم تُدمع عيناه.
وتتطلع هندية إلى الميسورين وتسألهم "أنتم تأكلون ماذا يضيركم لو حوّلتم ما
يتبقى من طعام إلينا بدل إتلافه" .. وهكذا تبدو الصورة الغالبة ميلودرامية
مؤثرة، خصوصاً عندما يكون مشهد الختام من نيويورك حيث التركيز على ما تحتويه طبقات
إحدى ناطحات السحاب، لأشخاص يتحركون بكياسة وسط مكاتب في غاية
ال"فخفخة".