المسرح التونسي يخسر أحد جناحيه "رجاء بن عمار"
يتفق رفاق وأحبة الممثلة والراقصة التونسية "رجاء بن عمار" على أنها كانت على حق عندما أبلغتهم" أنها لن تخرج حية من غرفة العمليات إذا دخلتها". هذا ماحصل لقد أجّلت "رجاء" موتها 15 عاماً لأنها أجّلت عملية القلب هذه المدة، فخافقها المعذّب أحس بدنو الأجل وأوصل الرسالة إليها، وعندما شعرت باليأس من الشفاء قررت وداع الجميع والخضوع للعملية.
"رجاء" إمرأة بمئة رجل. نعم هي كذلك، ولطالما قادت إحتجاجات ضخمة إعتاد الرجال على تجييشها وترؤسها،وشكّل عنادها عنصراً أساسياً في الفوز بنتائج إيجابية وسريعة.ما خافت من أحد، ولا ترددت في قول ما يعتمل في رأسها من أفكار ومواقف، وإستطاعت فرض هيبة على كل الأوساط التي عملت أو تواصلت معها على مدى ما يقارب الخمسين عاماً.عن 64 عاماً غادرتنا "رجاء" حيث تجرّأ أحد زملائها وقال عندما عرف بخبر وفاتها" حتى رحيلها حدّدت موعده بنفسها وغادرت".كانت إمرأة متدفقة الأنوثة، وحين ترقص تطلق العنان لكل جسدها كي يقرأ على المتابع واحدة من أحلى قصائد الجمال والفرح، كانت حالة خاصة في كل ما مثّلت ورقصت، وقالت في ندوة، أو تجمع أو حديث صحفي، وهيي قالت يوماً "لم أجد صحافياً واحداً يحاورني كما أريد". "رجاء بن عمار" ناقمة على كل شيء، عاشت رافضة كل ما هو ثابت في الفن، أو الحياة، وإذا كبت الساحة الفنية فترة كان سؤال واحد" تُرى هل أصاب "رجاء" أي مكروه" وحين يريد الفنانون دعماً لقضية يشتغلون عليها يتقربون منها ويقنعونها بالمشاركة، وعندها هات يا إنجازات. شكّلت هذه المرأة طاقة فنية إستثنائية وكان لها في الوسط الإبداعي التونسي مكان ومكانة في آن. رحمها الله.