"روما" المكسيكية تُنافس بيروت على جائزتين عالميتين

هناك أسبوعان فقط يفصلان بين موعديْ إعلان نتائج المسابقتين، بما يؤكد أن من يفوز في المسابقة الأولى سيكون المتوّج في الموعد الثاني أيضاً.

بدأ العد العكسي لإعلان أسماء الفائزين بجوائز إتحاد الصحفيين الأجانب في لوس أنجلوس "الغولدن غلوب"، يوم الأحد المقبل في 6 كانون الثاني /يناير الجاري، والتي تحجز فيها المخرجة اللبنانية "نادين لبكي" جائزة أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنكليزية، في حال تخطّت عقبة زميلها المكسيكي "ألفونسو كوارون" مع فيلمه "roma" الذي شاهدنا نسخة منه وخرجنا بإنطباع إيجابي لصالح "نادين" وفيلمها المؤثر "كفرناحوم".

خصوصية "روما" (ضاحية قريبة من العاصمة مكسيكو سيتي) أنه يتصدر المتنافسين على الغولدن غلوب والأوسكار في آن، وهناك أسبوعان فقط يفصلان بين موعديْ إعلان نتائج المسابقتين، بما يؤكد أن من يفوز في المسابقة الأولى سيكون المتوّج في الموعد الثاني أيضاً، وقد حرصنا على مشاهدة الشريط المكسيكي لكي يطمئن قلبنا على فوز "نادين" المرأة الوحيدة بين الخمسة مخرجين من أنحاء العالم، الذين خلصت إليهم تصفيات الجائزتين، وإذا ما فازت مخرجتنا ستكون سابقة عربية كونها أول مخرجة إمرأة تنال هذا الشرف، وهي سافرت فعلاّ إلى لوس أنجلوس، ويُلاقيها إلى هناك بطل فيلمها الطفل السوري "زين الرفيع" آتياً من النروج التي قبلت هجرته إليها مع عائلته إثر إنجاز تصوير الفيلم في بيروت.

الشريط المكسيكي (ساعتان و15 دقيقة) أُنجز تصويره بالأبيض والأسود تدور أحداثه خلال عامي 1970 و1971 في العاصمة، حيث تعيش عائلة الطبيب "تونو" (دييغو كورتينا أوتراي) متوسطة الحال فيه، مع زوجته وأولاده الثلاثة، وتخدم في منزلهم الشابة "كليو" (ياليتزا آباريسيو)، فجأة يغادر الطبيب المنزل رافضاً مساعدة عائلته مادياً أو العيش معهم، مما إضطر الأم "صوفي" (دانييلا ديميزال) لتأمين عمل مؤقت  كي تصرف على العائلة، في وقت زاد معدل الدراما في الفيلم مع كشف "كليو" عن حملها من صديقها لاعب الكاراتيه "فيرمين" (جورج أنطونيو غيريرو) الذي رفض الإعتراف بأن الطفل هو إبنه وطردها، لتصبح إمرأتان وحيدتين مظلومتين من رجلين تحت سقف واحد.

ومع تصاعد الأحداث تحت ضغط تظاهرات الشارع، تلد "كليو" طفلة ميتة، ويمر الطبيب على منزله ويأخذ من الأغراض التي يعتبرها خاصة به لكي يعيش مع إمرأة ثانية، وتخرج العائلة المطعونة في رحلة بحرية للإستجمام، وتُنقذ "كليو" خلال الرحلة طفلان للعائلة من الغرق رغم أنها خاطرت بحياتها وهي لا تُجيد السباحة أصلاً. رأينا أن "كفرناحوم" بأمان ولا خطر عليه من "روما" إلاّ إذا كان رأي التحكيم في الجهة المقابلة.