أبناء النجوم في مصر: قلّة لمعوا؟
ليس ضرورياً أن ينجب النجم نجماً مثله، لكن الذي يولد في بيت فني من الطبيعي أن يتشرب المناخات المحيطة به، وإذا كانت عنده موهبة فإن الأيام ستكشفها وتنصفه، وهذا ما تحقق مع نجليْ الفنانيْن "عادل إمام" و"فاروق الفيشاوي": "محمد" و"أحمد" من جيل اليوم، سبقهما "كريم" نجل المخرج "محمد عبد العزيز"، و"رانيا" إبنة الراحل "فريد شوقي" الذي يُحتفل اليوم بالمئوية الأولى لولادته.
أمر منطقي أن يحاول أبناء الفنانين العثور على فرص في أعمال فنية مختلفة بدعم من آبائهم، أو حتى بمبادرات فردية منهم لتجربة حظهم، ورغم تواضع معظمها إلا أن المحاولات لا تتوقف، فيما عرف النجاح الميداني إثنان منهم الأول محمد عادل إمام الذي لم يلتفت إلى دعم مباشر من والده مثل شقيقه المخرج "رامي" الذي إستند إلى إسم "عادل" لتعزيز مشاهدة أعماله، وها هو ينحو في البطولات التي يصورها صوب سينما الأكشن (أحدث أفلامه: لص بغداد) معتمداً على جسمه الرياضي الذي يلائم هذا النمط. والثاني "أحمد فاروق الفيشاوي" الذي وجد قبولاً سريعاً من شركات الإنتاج والمخرجين وشارك في عدد كبير من الأفلام لكن مشكلته أن أخباره الخاصة أكثر من الفنية، وجديده فيلم "أشباح أوروبا" متقاسماً البطولة مع "هيفاء وهبي".
وقبلهما عرفت الساحة لمعان إسمين غيرهما، الأول لـ"كريم عبد العزيز" نجل المخرج المخضرم "محمد عبد العزيز"، وهو أخذ مكاناً رحباً بين أسماء الصف الأول خصوصاً تعاونه مع نجل الكاتب "وحيد حامد" المخرج المتميز جداً "مروان حامد" في جزءيْ "الفيل الأزرق"، والثاني "رانيا فريد شوقي" التي وكما هو واضح إعتمدت على نجومية والدها لأنها أبقت على إسمه لصيقاً بإسمها الفني، لكنها وبعد عدة أدوار حازت ثقة المخرجين وباتت واحدة من الأسماء المطلوبة في أعمال للشاشتين والخشبة رغم أن أخبار طلاقها وزواجها كانت تحضر أحياناً أكثر من الكلام عن مشاريعها، وهي تردد دائماً أن الفن عندها مجرد هواية لذا لا تهتم بكثرة أو قلة الظهورالفني.
بالمقابل ومن خلال مراقبة خريطة توزع أبناء النجوم في مصر، نسجل أسماء عدد منهم عبروا بعدما حضروا من دون نجومية، أبرزهم "رانيا محمود ياسين" التي عرفت قبولاً لكنها لم تتابع، وكذلك "مي نور الشريف" التي ظهرت في مسرحية ثم توارت، رغم أن الشبه الكبير بوالدتها "بوسي" كان خدمها في الإنطلاقة، وتشكل حالة "هيثم أحمد زكي" نموذجاً خاصاً فرغم الشبه الكبير بوالده إلاّ أن حظه كان محدوداً جداً، رغم أنه جرّب في العديد من الأفلام ولم يوفق في الصعود، وكذلك هي حال "كريم محمود عبد العزيز" الذي لم يمتلك وسامة والده وكان متصالحاً مع نفسه عندما إنسحب بهدوء إلى مكتب شقيقه محمد الذي أسس شركة إنتاج مع صديقهما "ريمون مقار" وتعاون معهما.