من لا يذكر بدء محاولة التوغل البري لآليات جيش الإحتلال الإسرائيلي إلى قطاع غزة، أثناء العدوان الأخير على القطاع الصيف الماضي... هناك دارت معركة الشجاعية. معركة تحولت إلى رمز، وغيرت وجه الحرب بأكملها...

"وحدهم في الشجاعية"... عنوان تحقيق عرضته "القناة الثانية" الإسرائيلية حول معركة الشجاعية، يعيد جنود الإحتلال الإسرائيلي إلى هناك، حيث تركوا وخرجوا... لكن هول ما حصل معهم لم يخرج منهم بعد...

يقول أحد الجنود " لقد خفت كثيراً ولم أعرف ما يحصل حولي... أنا وحدي في الشجاعية حتى أني نسيت أن هناك آلية أخرى"...

التاسع من تموز/ يوليو 2014 تحولت آلية الموت الإسرائيلية إلى مقبرة لجنود الجيش الإحتلال.

في تلك الليلة دخلت ناقلتا جند مدرعيتن إلى الشجاعية تحملان معهما عناصر من "لواء غولاني".

أصوات الفرح والغناء التي تصاعدت من الآليات التي كانت تنبىء ببهجة الجنود، تحولت سريعا إلى بكاء وصراخ وعويل...

وعن هذا الخوف تحدث جندي آخر فقال "لقد تحول الوضع من ابتسامات وضحكات إلى وضع نقول فيه أعطني ماء لقد جف حلقي". وأضاف "أصبح الجميع جدي وأدركنا أن اللعبة بدأت، وأصوات القذائف حول الآليتين أرعبت الجنود، وما زاد خوفهم انعدام الرؤية، وتقطع الاتصال، وتعطل إحدى الآليتين".

سكون الليل المطبق، خرقه صاروخ مضاد للدبابات، أصاب الآلية، والحصيلة كانت سبعة جنود قتلى، فيما اختفت جثة الثامن.

وبحسب من نجا من الجنود، لم تسمح قوة نيران المقاومة الفلسطينية لهم بسرعة التحرك، ما شلّ حركتهم وقدرتهم على الرد.

"فجأة يصيبك الخوف... رجلاك ترتجفان، وتدرك أن هناك شيئاً ما يحصل"... هذا ما قاله أحد الجنود عن اللحظات التي عاشوها.

معركة الشجاعية تركت أثراً كبيراً في أداء الجيش الإسرائيلي، بحسب القناة الثانية، وطرحت علامات استفهام عديدة حول مقدماتها ونتائجها.

نائب رئيس هيئة الأركان العامة سابقً اللواء احتياط يئير نافيه لخص الخلل في أداء الجيش الإسرائيلي حينها بالقول إن "السبب الرئيس وراء حادثة الشجاعيةعدم وجود فهم عملاني جيد من جانب القوات الإسرائيلية للميدان"، بحسب قوله.