الناجون من "صبرا وشاتيلا" حبيسو مشاهدها المروعة.. والمجرمون طلقاء
الميادين تلتقي ناجين من مجزرة صبرا وشاتيلا يروون حكايا ومشاهد لا تزال حاضرة في ذاكرتهم رغم مرور 31 عاماً على المجزرة.
إبّيضت عيناها من البكاء على فلذات كبدها، تخاطب صورهم لعلها تطفيء نيراناً أشعلتها مجزرة صبرا وشاتيلا في صدرها. لا تعيش الحاجة سميحة حجازي اللبنانية المتزوجة بفلسطيني في ذكرى المجزرة بل تعيش لأجلها. حاضرة في ذاكرتها بتفاصيل لا يفترض أن تعيش واحداً وثلاثين عاماً.
تقول والدموع تملأ عينيها "قتل الله من قتلهم وأذاقهم اللوعة التي أذاقونا إياها" طالبة من الله الإنتقام من شارون ومن كان معه خلال تنفيذ المجزرة.
الحاجة سميحة رافقت الميادين إلى حفرة في مكان ما من المخيم، منها انتشلت جثث أبنائها الثلاثة. تستذكر كم من الجثث قلبت بحثاً عن وجه حبيب أو قريب وكم خطوة قطعت في أزقة امتلأت يوم السادس عشر من أيلول/ سبتمبر عام 1982 بأكوام الأجساد المشوهة.
قلة هم الناجون من مجزرة صبرا وشاتيلا، محمد سرور الذي فقد والده وإخوة له في المجزرة واحد منهم. لا يملّ من سرد ما حدث في تلك المذبحة. يقول إن والدته أشارت له ولإخوته بأن يتظاهروا بأنهم أموات لكي لا يقتلوا. أما شقيقاه اسماعيل وماهر فاختبآ داخل الحمام وشاهدا بأم أعينهما ما كان يجري.
يتذكر شقيقته شاديا التي كانت تبلغ من العمر سنة ونصف، كيف أنها كان تحبو وهي تنادي "ماما ماما" حين أطلقوا على رأسها النار ليستقر على كتف والدتها.
عشرات الصور تؤرخ ما جرى خلال الأيام الثلاثة للمجزرة، كل صورة تعكس ذاك الماضي بأحزانه وآلامه ومشاهد مروعة لأكثر من ثلاثة آلاف شهيد فلسطيني ولبناني.
الناجون اليوم من مجزرة صبرا وشاتيلا يعيشون حبيسي هذه المشاهد أما القتلة من الإسرائيليين وحلفائهم فما زالوا طلقاء.