"طالبان" تستولي على ثلاث من كبريات المدن الأفغانية
مسؤول في الحكومة المحلية يقول إن حركة طالبان استولت على مدينة قندهار، ومصدر أمني أفغاني يعلن أن الحركة سيطرت أيضاً على لشكركاه عاصمة ولاية هلمند في جنوب أفغانستان. كذلك سيطر مقاتلو الحركة على هرات غرب البلاد.
قال مسؤولون، اليوم الجمعة، إن "حركة طالبان استولت على مدينة قندهار، ثاني أكبر مدن أفغانستان، في أكبر انتكاسة تتعرض لها الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة منذ أن بدأت الحركة هجوماً جديداً مع انسحاب القوات الأميركية".
وقال مسؤول في الحكومة المحلية لـ"رويترز" بعد إعلان السيطرة على المدينة: "سيطرت طالبان على مدينة قندهار بعد اشتباكات عنيفة في ساعة متأخرة الليلة الماضية".
يشار إلى أن القوات الحكومية لا تزال تسيطر على مطار قندهار، الذي كان ثاني أكبر قاعدة للجيش الأميركي في أفغانستان.
وفي سياق متصل، أعلن مصدر أمني أفغاني أن حركة طالبان سيطرت اليوم أيضاً على لشكركاه عاصمة ولاية هلمند في جنوب أفغانستان، بعدما سمحت للجيش والمسؤولين السياسيين والإداريين بمغادرة المدينة.
وقال مسؤول أمني كبير لوكالة "فرانس برس": "تم إخلاء لشكركاه وقرروا وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة لإجلاء الجيش والمسؤولين المدنيين". وكانت حركة طالبان أعلنت في وقت سابق استيلاءها على المدينة.
وسيطر مقاتلو الحركة الخميس على هرات (غرب) ثالث مدينة أفغانية وأصبحوا على بعد 150 كيلومتراً عن كابول عبر استيلائهم على غزنة جنوب غرب العاصمة.
وتواصل حركة طالبان تقدمها، وقد دخلت عناصرها اليوم ولایة لوغر حيث سيطرت على سجن في أطراف المدينة.
وقام عناصر الحركة باطلاق السجناء في السجن ومعظمهم من أنصارها، والسيطرة على هذه المنطقة ما يمهد لطالبان التقدم باتجاه جنوب شرق العاصمة، علماً أن مدينة لوغر تعد أقرب نقطة إلى العاصمة.
كما قال مسؤول في جماعة طالبان أن قواتها سيطرت بالكامل على سبع عشرة ولاية، وأن معظمها استسلم من دون قتال.
هذا وأعلنت حركة طالبان أنها سيطرت على 7 ولايات جديدة في أفغانستان خلال الساعات الماضية، ليرتفع عدد الولايات التي تقول الحركة إنها تسيطر عليها إلى سبع عشرة ولاية.
وخلال ثمانية أيام سيطرت الحركة على حوالى عواصم نصف الولايات الأفغانية. وباتت تسيطر على الجزء الأكبر من شمال البلاد وغربها وجنوبها. ولم يبق تحت سلطة الحكومة سوى ثلاث مدن كبرى هي العاصمة كابول ومزار شريف أكبر مدينة في الشمال، وجلال أباد.
وبسبب "تسارع" الأحداث أعلنت واشنطن ليل الخميس، نشر ثلاثة آلاف جندي في مطار كابول الدولي للمساعدة في إجلاء الدبلوماسيين والمواطنين الأميركيين. كما أعلنت لندن عن إرسال 600 جندي للهدف نفسه.
وتصاعدت وتيرة المواجهات بين قوات الأمن الأفغانية ومسلحي حركة طالبان، تزامناً مع بدء انسحاب القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مطلع أيار/مايو الماضي، والذي من المقرر اكتماله بحلول 11 أيلول/سبتمبر المقبل.