رفع الدعم عن المحروقات يفجر الشارع اللبناني.. وعون يستدعي سلامة

بعد قرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة رفع الدعم عن المحروقات، لبنانيون يعتبرون أن القرار هو بمثابة "الارتطام الكبير"، ورئيس الجمهورية ميشال عون يستدعي سلامة بعد قراره المفاجئ.

  • قرار مصرف لبنان
    قرار مصرف لبنان "رفع الدعم" يفجر مواقع التواصل.. وعون يستدعي سلامة

قال ‏الرئيس اللبناني ميشال عون إن قرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة رفع الدعم عن المحروقات له تداعيات اجتماعية واقتصادية خطرة، وذلك بعد استدعائه سلامة، على إثر القرار المفاجئ لحاكم المصرف، ليل أمس الأربعاء، المتمثل برفع الدعم عن المحروقات، وتأمين الاعتمادات اللازمة المتعلقة بالمحروقات وفق سعر صرف الدولار في السوق، ما يعني مضاعفة أسعار المحروقات بأكثر من أربعة أضعاف أسعارها الحالية.

أما رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وجّه كتاباً إلى وزير المالية غازي وزني يطلب فيه إبلاغ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن قراره برفع الدعم عن المحروقات مخالف للقانون الذي صدر عن مجلس النواب بشأن البطاقة التمويلية، ومخالف لسياسة الحكومة بترشيد الدعم.

هذا وعدّ رئيس التيار الوطني الحر في لبنان جبران باسيل قرار حاكم مصرف لبنان أحادياً ومخالفاً لقرار الحكومة برفع الدعم تدريجياً عن سعر المحروقات، معتبراً قرار سلامة "انقلاباً جديداً"، داعياً التيار والناس للاستعداد للتحرك.

كيف تلقى الشارع اللبناني قرار سلامة؟

بعد أقل من 24 ساعة على قرار سلامة، ارتفعت دعوات شعبيّة إلى تظاهرات احتجاجيّة اليوم، حيث قطعت الطرقات في مختلف المناطق اللبنانية، كما أعلن عدد من المخابز التوقف عن العمل بسبب فقدان المازوت.

ومع صدور البيان الذي وصفه الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأنه "يوم الارتطام الكبير"، تصدر وسم "رفع الدعم" موقعي تويتر وفيسبوك.

الناشطة سحر غدار اعتبرت أن "الحاكم بأمره أعلن موت الجمهورية رسمياً".

أما محمد منذر فقال "علينا أن نعرف أن السلطة في لبنان فضلت رفع الدعم عن المحروقات على استيراد النفط من إيران بالليرة اللبنانية، أيْ ذبح الشعب اللبناني وخنقه، حفاظاً على مكتسبات الكارتيلات والمحتكرين وخدمةً للأجندة الأميركية - الصهيونية في خلق الفوضى".

الناشط علي الزين، طرح موضوع النقل المشترك في سياق مشاركته في وسم "رفع الدعم"، وقال "بين الـ300 مليار يلي انصرفوا بآخر 30 سنة، لو خصصوا 1,5% بس من كل هالمبلغ للنقل المشترك كنا اليوم حرفياً ما بهمنا قديش سعر تنكة البنزين".

سياسيون يعدّون قرار سلامة "انقلاباً" ومُحرّكاً للفوضى

أول المغردين بعد القرار مباشرة ليل أمس كان رئيس التيار الوطني الحر في لبنان، النائب جبران باسيل، حيث قال "عندما اقتربت البطاقة التمويلية من الإنجاز والحكومة من التأليف قرّر حاكم مصرف لبنان تفجير البلد برفع الدعم عن المحروقات"، داعياً رئيس الجمهورية والحكومة والشعب لأن يمنعوا تنفيذ المؤامرة.

وفي تغريدة أخرى قال باسيل إن "مصرف لبنان هيئة عامة مستقلّة خاضعة للحكومة وقراراتها. الحكومة قررت خطة رفع دعم تدريجي وصدر من ضمنها قانون البطاقة التمويلية وبدأت آلية إصدارها، قرار الحاكم الأحادي برفع الدعم فجأة بشكل كامل مخالف لقرار الحكومة ولقانون البرلمان. هيدا انقلاب جديد"، داعياً التيار الوطني الحر للتحرك.

أما رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد قال "لا تصدقوهم. قرار رفع الدعم قرار مدعوم من كل أطراف السلطة. الفوضى عصاهم الغليظة ضدالناس والفوضى ملاذهم لاعادة انتاج منظومتهم المجرمة".

من جهته، قال الوزير السابق غسان حاصباني "بدل رفع الحصانات، رفعوا الدعم ومن دون بدائل كالبطاقة التمويلية التي بقيت حبراً على ورق من دون أسس واضحة للتوزيع والمراقبة، وتمويلها غير مكتمل. دواء مفقود، محروقات مفقودة، غذاء مفقود، وعدالة مفقودة. لبنان يدخل العصر الحجري وما زالت الأكثرية الحاكمة تتناتش الحقوق في تأليف الحكومة".

هذا واعتبر وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال عماد حب الله، بعد اجتماعه مع أصحاب شركات الاسمنت أن "قرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمس كان غير مسؤول لا بل سيكون مسؤولاً عن أشياء كثيرة ستحصل في البلد".

وقال: "قرار الأمس كان يجب أن يكون بالاتفاق مع الحكومة، وكنا اتخذنا قرارات سابقة بألا يرفع الدعم إلا بعد إصدار البطاقة التمويلية. وعقدنا اجتماعاً قبل يومين وأقرينا الآلية لها".

سعر صفيحة البنزين قد يصل إلى 336 ألف ليرة

بدورها، عرضت الشركة الدولية للمعلومات في بيان لها اللوائح التفصيلية المحتملة لأسعار المحروقات في حال أقرّت رسمياً وفقاً لسعر صرف السوق، وذكرت أنه وفقاً لجدول تركيب أسعار المشتقات النفطية الصادر عن وزارة الطاقة والمياه يوم الخميس الماضي في 5 آب/أغسطس الحالي، فإن سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان أصبح 75,600 ليرة، والمازوت 57,100 ليرة، ورفع الدعم كلياً يرفع سعر صفيحة البنزين إلى 336 ألف ليرة وسعر صفيحة المازوت إلى 278 ألف ليرة.

وأوضحت الشركة أن لبنان يستهلك سنوياً نحو 120 مليون صفيحة بنزين و230 مليون صفيحة مازوت أي أن كلفة الدعم تصل سنوياً إلى 28,142 مليار ليرة لدعم البنزين و 50,950 مليار ليرة لدعم المازوت أي ما مجموعه 78,092 مليار ليرة ما يوازي 3.9 مليار دولار.

وهذا القرار الذي إن لم يكترث رياض سلامة إلى تداعياته سيؤدي إلى غلاء فاحش في أسعار كل السلع والخدمات، وانكماش الاقتصاد، وإجبار السكان على قضاء غالبية وقتهم من دون كهرباء، وقد نصل إلى انفجار اجتماعي. 

اخترنا لك