هاشِم اسم علم مذكر قديم يكتسب شُهرته ومكانته من كونه الإسم الذي اشتهر به عَمرو بن عبد مَناف، الجدّ الثاني للنبي محمّد، وإليه يُنسب
بنو هاشم وهم من أفخاذ قبيلة قُريش. وكان يتولّى الرِفادة والسِقاية للحجيج في موسم الحج إلى مكّة قبل الإسلام.
وكان هاشم (عمرو) تاجراً غنياً من سادات قريش. وكان أول مَن سَنَّ الرحلتين التجاريتين لقريش واحدة في الصيف والثانية في الشتاء. وفد على الشام في تجارة له وتُوُفّي في غَزّة، ولذلك سُميت بغزة هاشم نسبة إليه. أُطلِق عليه اسم هاشم لأنه كان يهَشِمُ، أي يكسر، الخُبزَ لأهل مكة لصنع الثريد؛وهو حساء من فُتات الخبز يُبَلُّ بالمرق، وذلك في سنة المجاعة.
وفي ذلك يقول شاعر من بني خُزاعة:
عَمرو الذي هشمَ الثريدَ لِقومهِ
قَوم بِمَكّةَ مُسْنِتينَ عِجافِ
سُنّتْ إليهِ الرِحلتانِ كِلاهما
سَفَرُ الشِتاءِ ورِحلةُ الأصياف
أما هِشام فاسم علم مُذكر قديم مأخوذ مِن الهِشام، ومعناه الجود، أو الكرم والسخاء. وكلا الاسمين هاشم وهِشام مشتقان من أصل لغوي هو الهاء والشين والميم يدلّ على هَشْمِ الشيء أو كسرهِ. يقال: هشمَ الشيء، يهشِمُه، هَشْماً، واسمُ الفاعل هاشِم. والهشام من هذا على سبيل
الاستعارة. وذلك أن الجود أو الكرم يستدعي من المَرء بَذلَ المال أو غيره على الآخرين وكأنه يكسر أو يهشم ما عنده من ثروة أو مال ليوزعها
عليهم.
وأشهر من عُرِفَ بهذا الاسم هو الخليفة الأُمَوِيّ هِشامُ بنُ عبدِ المَلِك. وإليه يُشير الشاعر سعيد عقل في قوله:
ظَمِىءَ الشرقُ فَيا شامُ اسكُبي
واملئي الكأسَ له حتّى الجمامْ
أهلُكِ التاريخُ مِن فُضلَتِهمْ
ذِكرُهُمْ في عُروَةِ الدَهرِ وِسامْ
أُمَوِيُّونَ فإن ضِقتِ بِهمْ
أَلحَقوا الدُنيا بِبُستانِ هِشامْ