خسائر بتريليون دولار في سوق أوروبا وأميركا التكنولوجي.. ما علاقة "DeepSeek" الصيني؟

هزّ تطبيق "DeepSeek" الصيني للذكاء الاصطناعي، أسواق التكنولوجيا في الولايات المتحدة وأوروبا، اليوم الإثنين، على نحو أثار شكوكاً بشأن التقييمات المضخمة لبعض أكبر الشركات الأميركية، بحسب ما أكدته وكالة "بلومبرغ" الأميركية.

ووفقاً للوكالة، يضع تطبيق "DeepSeek" الصيني أسهم التكنولوجيا "على المسار لخسارة تريليون دولار"، بحيث "يظهر أنّه من الممكن تطوير نماذج ذكاء اصطناعي قوية بتكلفة أقل"، بحسب فيي سيرن لينغ، المدير الإداري في "Union Bancaire Privee"، وهو بنك خاص وشركة لإدارة الثروات مقرّه الرئيس في جنيف السويسرية.

وأوضح فيي سيرن لينغ، أنّ هذا الأمر "يمكن أن يؤدي إلى إحباط الاستثمار في سلسلة توريد الذكاء الاصطناعي بأكملها، الذي يدفعه الإنفاق المرتفع من قبل حفنة صغيرة من الشركات العملاقة".

وفي السياق نفسه، ذكرت "بلومبرغ" أنّه يُنظر إلى نموذج الذكاء الاصطناعي الذي يقدّمه "DeepSeek" على أنّه منافس لأحدث عروض "OpenAI" (التي طوّرت ChatGPT) و"Meta".

ومثّل ارتفاع "DeepSeek" إلى القمة في متجر تطبيقات "Apple"، تحدياً واضحاً للنماذج الأكثر تكلفةً، وهو أمر يثير التساؤلات حول مئات المليارات من الإنفاق المخطط على التكنولوجيا، من شركات كـ"Microsoft Corp"، "Meta" و"Alphabet Inc".

وأشاد المستثمر الأميركي، مارك أندريسن، بـ"DeepSeek"، على اعتباره "أحد أكثر الاختراقات المذهلة والمثيرة للإعجاب"، علماً بأنّه تم إصدار التطبيق الأسبوع الماضي، وهو الآن في صدارة تصنيفات متجر تطبيقات "Apple Inc"، حيث أشاد المستخدمون بشفافيته، وفقاً للوكالة.

إزاء ذلك، أثار "DeepSeek" شكوكاً جديدة، الأمر الذي "يتحدى فكرة أنّ تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الصين متأخرة بسنوات عن نظيراتها في الولايات المتحدة"، بحسب ما أكدته الوكالة.

وفي حين أدت القيود التجارية التي فرضتها الولايات المتحدة إلى منع وصول أحدث الرقائق إلى الصين، فإنّ نموذج "DeepSeek" تم بناؤه "عبر استخدام تكنولوجيا مفتوحة المصدر، ويسهل الوصول إليها".

ومع تزايد الضجة خلال نهاية الأسبوع حول التطبيق الصيني، على اعتباره فعالاً من حيث التكلفة في أثناء تشغيله على شرائح أقل تقدماً، أُثير الشك في صحة التقييمات المرتفعة لشركات مثل "Nvidia Corp" الأميركية (مقرّها في كاليفورنيا)، التي "قادت طفرة أسهم الذكاء الاصطناعي العالمية، حيث يُنظر إلى شرائحها على أنّها ضرورية للتكنولوجيا".

وفي هذا الإطار، ذكرت "بلومبرغ" أنّ أسهم "Nvidia Corp" انخفضت بنسبة 10%، في تداولات ما قبل السوق يوم الإثنين، وهو تراجع من شأنه أن يؤدي إلى خسارة نحو 340 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة التي ارتفعت أسهمها 9 أضعاف في العامين الماضيين، على نحو جعلها الأعلى قيمةً في العالم.

وفي أوروبا، قادت أسهم التكنولوجيا خسائر السوق، حيث انخفضت أسهم شركة تصنيع معدات الرقائق "ASML Holding NV" بما يصل إلى 12%.

وارتفع مؤشر التقلب "Cboe"، المعروف باسم "VIX". ومن المقرر أن يمحو مؤشر "Nasdaq 100" ومؤشر "Stoxx 600" الفرعي للتكنولوجيا في أوروبا معاً، ما يقرب من تريليون دولار من القيمة السوقية، إذا استمرت الخسائر.