"شكراً على الأكفان والخيم"! مساعدات تثير سخط الفلسطينيين
ما هو المغزى من إرسال الأكفان والخيم إلى أهالي غزة المكلومين في هذا التوقيت بالذات؟ وماذا عن التدخّل الإسرائيلي "السافر" لجهة تحديد نوعية المساعدات وتوجيهها كما يريد مرتكب الجرائم؟ وتالياً هل يخدم موضوع إرسال آلاف الخيم مخطط النزوح والتهجير؟
هل يعقل؟ مطالبات شعبية ورسمية بضرورة إدخال المساعدات إلى غزة، اجتماع في القاهرة بحضور 43 دولة، تحرّكات أممية وزيارة شخصية لأمينها العام إلى معبر رفح، "تبجّح" غربي بـ "ضرورة" إدخال المساعدات إلى القطاع، أكثر من مليوني شخص معرّضون للعطش بسبب قطع المياه، المستشفيات التي سلمت من القصف تحتضر، لا دواء ولا أكسجين...
"تمخّض الجبل فولد فأراً"، كما يقول المثل العربي الشهير، نذرٌ يسير ضئيل من المساعدات وصل "بالقطّارة" لمليوني إنسان تحت نير الجرائم الإسرائيلية التي سوّت الأبنية بالأرض، وقصفت كلّ ما هو حيّ، مقابل آلاف الأطنان من الصواريخ والعتاد الحربي والجسور الجوية وحاملات الطائرات و 2000 جندي أميركي دعماً لجيش الاحتلال.
إذا ما تمّعنّا في نوعية المساعدات "الأممية"، التي "طنطن" لها بعض المسؤولين الغربيين وغيرهم، لوقعنا على ما يفاجئ ويحيّر الرأي العام، فكيف إذاً هو حال أهالي غزة الصامدين في أتون المجزرة اليومية؟
أكفان وخيم!
صبيحة اليوم الاثنين، بعيد إدخال الشاخنات، تحدّث مراسل الميادين عن تراجعٍ حاد في توفّر المواد العذائية من جرّاء العدوان الإسرائيلي ومنع إدخال المساعدات، بعدما كشف الأحد عن دخول 20 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة فقط عبر معبر رفح، جزء منها أكفانٌ وخيام!" مسلّطاً الضوء على "التواطؤ في إدخال المساعدات إلى القطاع في ظل الوضع الإنساني الصعب جداً" .
"20 شاحنة مساعدات دخلت إلى قطاع غزة فقط عبر معبر رفح، جزء منها أكفان وخيام!"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 22, 2023
مراسل #الميادين في قطاع #غزة أحمد غانم يدين التواطئ في إدخال المساعدات إلى القطاع في ظل الوضع الإنساني الصعب جداً #طوفان_الأقصى #فلسطين #معبر_رفح pic.twitter.com/rBtK8k0FzX
المساعدات كما تريد "إسرائيل"
ما لفت الرأي العام، في مضمون المساعدات هو وجود كميات من الأكفان والخيم، فما هو المغزى من إرسالها في هذا التوقيت بالذات؟ وماذا عن التدخّل الإسرائيلي "السافر" لجهة تحديد نوعية المساعدات وتوجيهها كما يريد مرتكب الجرائم؟ وتالياً... هل يخدم موضوع إرسال آلاف الخيم مخطط النزوح والتهجير؟
أول ما يتبادر إلى الأذهان عند سماع الكلمتين المريبتين هو : كفن= موت / خيمة= نزوح!
يقول متابعون إن ما حوته المساعدات الأممية خضع لشروط جيش العدو القاسية، وحاكى مسألتي الموت أي (الشهادة) والنزوح، ولم يعِر مقوّمات الصمود الطبيعية من دواء وماء وغذاء وغيرها أي اهتمام.
نضال عيسى للميادين نت: ما هي الرسالة من هكذا مساعدات؟
الكاتب والمحلل السياسي نضال عيسى أكد لـ الميادين نت " بلا شك أن ما يحصل في غزة هو إعلان حرب إبادة، ولكن المخجل أكثر من ذلك هو تقاعس بعض الدول العربية بمدّ غزة بالمساعدات الضرورية لدعم مقوّمات الصمود من ماء وكهرباء ومستلزمات طبية التي باتت المستشفيات على وشك الإقفال بسبب فقدانها".
وأكد أن حجم المساعدات التي سُمح بدخولها "لا يساوي نقطة في بحر ما تحتاجه غزة".
ولكن سؤالاً يطرح نفسه اليوم بعد مشاهدتنا لنوع المساعدات والأكفان التي أرسلت وقد مهرت بتوضيح (كفن نسائي، وكفن رجالي) ! يضيف عيسى.
عيسى: غزة بحاجة إلى مقوّمات صمود
وفي السياق، طرح الكاتب علامة استفهام أخرى: "هل الرسالة من إرسال الأكفان هي موافقة من أرسلها على إبادة أهل غزة"؟ فإذا كنتم عاجزين عن وقف الحرب فلماذا التقاعس لجهة إرسال كميات كبيرة من المساعدات التي يجب أن لا تكون مقتصرة على الأكفان والخيم وبعض المواد الغذائية الخجولة"؟
وأيضاً "هل الموقف الرسمي لكثيرٍ من الدول العربية وصل إلى هذه الدرجة من الهوان ليسلّم بالأمر الواقع، بدل الضغط على العدو لردعه ووقف إجرامه"؟
عيسى رأى " أن غزة اليوم بحاجة إلى مقوّمات الصمود ودعم المستشفيات وإرسال فرق طبية ومستشفيات ميدانية بعد أن دمّرت فيها المستشفيات ومراكز الإيواء وقطعت عنها مياه الشرب".
بدورها، قالت الناشطة الحقوقية الفلسطينية إيمان عبد الرحمن، إن الـ 20 شاحنة مساعدات التي وصلت إلى قطاع غزة لا تلبّي الاحتياجات الضرورية للشعب الفلسطيني على غرار الوقود.
واستنكرت الناشطة الفلسطينية أن يكون جزء كبير من هذه المساعدات كان من الأكفان، فقالت: "نحنا في حاجة إلى أكفان، لكن أول شيء يوصل إلى قطاع غزة هو الأكفان يا جماعة"!
وفي السياق نفسه، تفاعل ناشطون مع خبر وصول الأكفان والخيم فقالوا:
بدأت الشحنات والمساعدات بالدخول المشروط والمحدود جداً عبر معبر رفح للجزء الجنوبي من القطاع ونتمنى بقادم الايام ان تمر بدونها ولكن الحمدلله!.
— مــــلاگ🇵🇸 (@Ma______lak) October 21, 2023
- مع اكفان بمختلف الاحجام💔💔💔💔#فلسطين_الان || #معبر_رفح pic.twitter.com/2fysst4tWY
ناشطة قالت عبر منصة "أكس" بعد اعتبار المساعدات التي دخلت "تخديراً"، "على الأقل 200 شاحنة فيها من كل شي غير شاحنات الوقود، أهل غزة وصلهم أكفان والعدو وصلو سلاح"..
الشاحنات نوع من التخدير
— Palestinian refugee🥀نَهيل (@na_ja_2000) October 21, 2023
ما بكفي العدد الي دخل بعد اسبوعين من المجازر.. هني لمين ؟للمستشفيات ولا الي بالخيم ولا لمين
على الأقل 200 شاحنة فيها من كل شي غير شاحنات الوقود
يا عرب اهل غزة وصلهم اكفان والعدو وصلو سلاح.. ✋#معبر_رفح#مستشفى_المعمداني#غزة_تُباد pic.twitter.com/gpkKw7yHjM
أحد الناشطين المصريين على منصة "فيسبوك" قال يرجى إرسال أكفان إلى مسلمي غزة، وبعض الأطعمة...لأن 20 شاحنة توزّع على مليوني عربي لا تكفي....
"الأونروا": غزة بحاجة لـ 100 شاحنة يومياً
وأوضح محمد شويدح مدير مركز إيواء تابع لـ"الأونروا" لـ لميادين ، أنّه تم استثناء شمالي القطاع ومدينة غزة من المساعدات التي ستدخل القطاع، موضحاً أنّ "الأونروا" تخلّت عن منطقتَي الشمال ومدينة غزة وانسحبت إلى الجنوب.
بدوره، قال المتحدث باسم وكالة "الأونروا" عدنان أبو حسنة لـ الميادين إنّ "غزة تحتاج إلى 100 شاحنة يومياً لتلبية احتياجات النازحين"، مؤكداً ضرورة فتح معبر رفح ليدخل هذا العدد من الشاحنات إلى القطاع.
وقبل يومين، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أمام معبر رفح، إنّ "مليوني شخص في قطاع غزة يعانون، ولا يوجد لديهم طعام ولا غذاء ولا وقود".
"نحتاج في غزة إلى مئة شاحنة يومياً لتلبية احتياجات مساعدة النازحين".
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 21, 2023
المتحدث باسم وكالة الأونروا عدنان أبو حسنة في #المشهدية #طوفان_الأقصى #فلسطين #الثورة_الكبرى #غزة pic.twitter.com/onbXGJzHBf