سوريا: العقوبات الأميركية ترخي بظلالها على أجواء العيد
حركة خجولة في الأسواق السورية بعد حلول عيد الفطر السعيد في إثر تراجع القدرة الشرائية لدى السوريين في شهر رمضان المبارك، بسبب الأوضاع الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الأميركية والغربية.
شهدت أسواق العاصمة السورية التجارية منذ عدة أيام حركة خجولة مع اقتراب حلول عيد الفطر السعيد ، بعد جمود أصابها منذ بداية شهر رمضان بسبب ضعف القوة الشرائية لدى المواطنين ، وغلاء الأسعار وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للسوريين بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية على سوريا .
وعزا خبراء ومحللون اقتصاديون في سوريا هذه الحركة في الأسواق السورية للمنحة التي أقرتها الحكومة السورية للموظفين والعاملين في القطاع الحكومي و العسكريين، إضافة إلى الحوالات التي تحصل عليها بعض الأسر السورية من المغتربين والتي ساهمت في تحريك الأسواق قبيل حلول عيد الفطر .
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أصدر مرسوماً تشريعياً قبل أيام يقضي بمنح العاملين والموظفين في الدولة وكذلك العسكريين والمحالين على التقاعد ، مبلغا مالياً قدره 75 الف ليرة سورية ، أي ما يعادل 27 دولاراً الدولار الواحد يساوي حوالى 2800 ليرة سورية حسب نشرة أسعار البنك المركزي السوري.
وفي ساحة المرجة الشهيرة وسط العاصمة السورية دمشق، يصطف العديد من محال الحلويات بجانب بعضها البعض.
وفقدت الحلويات التقليدية لعيد الفطر في سوريا شهرتها، وباتت بعيد المنال عن غالبية السوريين لارتفاع أسعارها وصعوبة الأوضاع الاقتصادية نتيجة الأزمة التي شهدها بلدهم منذ العام 2011 والعقوبات القاسية التي فرضتها واشنطن وحلفاؤها الغربيون، الأمر الذي أثّر سلباً على حياتهم المعيشية.
في السابق، ومع قرب انتهاء شهر رمضان المبارك، كانت الأسواق الشعبية مثل أسواق الميدان الشهيرة، أو باب سريجة في دمشق، تزدحم بمئات الناس الذين يهرعون لشراء حلويات العيد كتقليدٍ سوري قديم يأتي احتفالاً بنهاية شهر الصيام بجانب تحضير الحلويات المحلية المعروفة في البيوت.
وخلال سنوات الأزمة التي عصفت بالبلاد انخفضت القوة الشرائية للسوريين وظلت التقاليد التراثية حية وموجودة، لكن هذا العام أصبح الوضع الاقتصادي مؤلماً وصعباً للغاية نتيجة الأزمة طويلة الأمد.
والآن، يمكن أن يشكل كيلوجرام واحد من حلويات المعمول الشعبية، وهي حلويات مصنوعة من دقيق السميد المعجون بالزبدة والمملوء إما بالمكسرات أو الفواكه المجففة، ثلث متوسط رواتب الناس في سوريا.
وقال مصباح القنداح، وهو شيف حلويات، إن الإنتاج هذا العام مختلف عما كان عليه في السنوات السابقة عندما كنا نقوم بتعبئة جميع أصناف الحلويات في علب بأقصى سرعة قبل ثلاثة أشهر من قدوم عيد الفطر لكي نتمكن من تلبية الطلبات قبل العيد.
وأضاف القنداح "الآن، لا يعمل صانعو الحلويات سوى خلال الأيام الثلاثة التي تسبق العيد لتغطية أي طلب محتمل على الحلويات وسط ارتفاع أسعار جميع المواد والمنتج النهائي".
وتابع القنداح يقول إن "سعر الكيلوجرام الواحد من المعمول يباع بنحو 60 ألف ليرة سورية مقابل 600 ليرة فقط في السنوات السابقة"، معربا عن أسفه لأن قلة قليلة من الأشخاص القادرين هي التي تستطيع الآن شراء الحلويات هذا العام.
وأشار إلى أنه في السابق كانت المواد رخيصة ويمكن لجميع الناس شراء الحلويات، مبيناً أن الفجوة بات كبيرة بين الدخل وأسعار السلع، إذ لا يستطيع الأناس العاديون شراء حلويات المعمول من الدرجة الأولى، لذا سيتعين عليهم صنعها في المنزل.
وفي سوق الميدان الشهير شرقي العاصمة دمشق، والذي كان يشكل مقصداً لكل من يريد أن يشتري حلويات تقليدية سورية معروفة، بدا المشهد مختلفاً ولم يعج بالناس كما كان يحصل في الماضي قبل أيام من حلول عيدي الفطر والأضحى.