إلى حيث يرحلون
إرحل بي إلى حيث يرحلون... وقبّل روحهم واشعل من سجائرهم واشرب قهوتهم حيث يكونون.
يحملون قبعاتهم وضحكاتهم. يوضّبون ذاكرتهم وأشياءهم وثيابهم القليلة. يغلقون أقفال ما تبقّى من حنينهم وأقداحهم.
يرحلون ... إلى حيث عوالمهم وانفصامهم الآخر. كأنهم مرآة الظلّ، وخريف المواسم، وزوارق الرحيل، ويعبرون إلى حيث وجههم الآخر، وجسر الانفصال.
يرحلون من روائح الخبز الطازج، وأماكنهم المؤقتة، ومحطات الانتظار. من غيابهم ودوائر الفراغ ومن العيون الجائعة وطرقات الضياع. من فتات أحلامهم ومن أزقّة الموت وازدحام القتل. إلى حيث الضوء واحتمال الحياة.
هم كثير من الوداع، وكثير من الدفء والصقيع، وكأس في محطات الانتظار، حيث جماد المعنى. فقدان الدهشة وشوق الضحكات، وبوح وبوح بعد صيام الكلمات، ونشوة الروح في صحراء العطش.
يرحلون ... قل لي لغة تبسم ثغري. غنّي لحناً ينعش قلبي. إسقني كأساً يروي ظمأي. قل لي همساً يرعش جلدي، وهات يد وارقص وارقص بنشوة يديك، بضحكات عينيك، بصوتك وجرحك، بما تبقّى منك.
إرحل بي إلى حيث يرحلون... وقبّل روحهم واشعل من سجائرهم واشرب قهوتهم حيث يكونون.
ترحب الصفحة الثقافية في الميادين نت بمساهماتكم بنصوص وقصص قصيرة وشعر ونثر، وكذلك التحقيقات التي تتناول قضايا ثقافية. بإمكانكم مراسلتنا على: [email protected]