عام بجرعة زائدة

عام يمضي وفقدت أصابعي وأحاول أن أستعيد الحواس، ولم يبق لي سوى شارة النصر. ما زلت على قيد الحياة.

لوحة بعنوان "إنعكاس" للروسي أوليج فرولوف

عام يمضي وليس من جديد هنا. كأنه قال كل شيء واختفى. لن يكون الأمل سوى وجه آخر لفشل التقاط الفرصة. في ازدحام المنجّمين والمشعوذين والمبصرين ... هذه اللغة شواذ وضرب من الجنون.

ورقة الحظ تسقط وتتعرّى في فضاء الرغبة. العجز مرض ينتشر مع استفحال فيروس الجهل ونقص المناعة المعرفية. الهوّة في رفض الواقع واستبداله في أوهام افتراضية ليست سوى احتيال مدفوع الثمن. لم يبق الكثير من هذا الليل، فقط دقائق معدودة، هكذا يخرج الخوف من العتمة ضاحكاً.

هل أصبح الحب عادة قديمة؟ هل أصبح العالم قديماً كالمرآة التي تتمعّن بها في تجاعيد وجهك؟ هل أصبحت المدينة مستهلكة كأننا سبقنا الحياة بخطوة؟

نقص المعرفة في استيعاب الجمال كحال إغراء ومتعة، كدهشة تلقائية تزيدنا لهفة إلى الأكثر جمالاً. هذا الكوكب صغير على اتّساع عينيك... الأرض الشاسعة في المخيّلة، والمحيطات المظلمة والبحار، تضيق وتضيق في عبور الكلمات المؤلمة الواضحة والفاضحة.

يغريني اتساع صدرك لكوكب يسقط للتوّ. كم ذلك مجحف لتشرّدي، كم ذلك مخيف.

البحر. البحر يلوح لي وبيده موجة ساحرة كامرأة تستفزّك للخطيئة. سنحتفل ونرفع أقداح المدينة الخائبة، على أنقاض الجثث والتخلّف سنحتفل. هذا العالم المزدحم على احتمال النهايات غير المتوقّعة، كجرعة زائدة في قعر الجسد، كوردة تتفتّح بانتشاء حواسها.

عام يمضي وفقدت أصابعي وأحاول أن أستعيد الحواس، ولم يبق لي سوى شارة النصر.

ما زلت على قيد الحياة. 

 

ترحب الصفحة الثقافية في الميادين نت بمساهماتكم بنصوص وقصص قصيرة وشعر ونثر، وكذلك التحقيقات التي تتناول قضايا ثقافية. بإمكانكم مراسلتنا على: [email protected]