"أعوام" نجيب محفوظ.. سيرة طفولة أديب نوبل المفقودة

الصحفي محمد شعير يكشف أسرار نص غير منشور لنجيب محفوظ.. ماذا كان يعني هذا النص لأديب نوبل؟ ولماذا لم ينشره؟ وبمن تأثر حين كتبه؟

  • "بدايات ونهايات".. سيرة طفولة نجيب محفوظ المفقودة

عندما يبلغ الإنسان ذروة تجربته، سواء بتحقيقه نجاحاً كبيراً، أو ببلوغه سنّاً يكون قادراً عنده على النطق بالحكمة، تراه يجلس ليتسريح من عناء سفره نافِضاً غبار التجربة عن بدنه، مُستبدلاً عصاه التي استند إليها في مسيرته، بقلم وورقة. يدوِّن رحلته ومصاعبها وكيف استطاع أن يتغلَّب عليها، أو حتى كيف انتصرت عليه الظروف وحطَّمته.

غير أن الأديب المصري نجيب محفوظ، وهو العربي الوحيد الحاصل على جائزة نوبل في الأدب، اختار أن تكون سيرته الذاتية هي البداية التي تليق بمسيرته الأدبية، عبر نصّ عُرِف بـ"الأعوام"، والذي ظلَّ مجهولاً لسنوات، إلى أن كشف عنه الكاتب الصحافي محمّد شعير، في كتابه " أعوام نجيب محفوظ... البدايات والنهايات" (دار الشروق/القاهرة). 

البداية كانت عام 1963، حين كشف محفوظ في حوارٍ مُطوَّل أن بداية دخوله إلى عالم الكتابة جاءت عن طريق كتابته قصة حياته مُتأثِراً بطه حسين. حتى أنه أطلق على كرَّاسته "الأعوام" إسوة بـ "الأيام" لعميد الأدب العربي، ليسأله المحاور إن كان ما زال مُحتفظاً بهذه الكرَّاسة، فيجيبه قائلاً: "نعم موجودة وإن كنت أحتاج إلى نَبْشٍ كثيرٍ حتى أعثر عليها"، ومن ثم طلب المحاور منه أن يحتفظ بها، فـ "سنحتاجها بلا رَيْب حينما ندرس أدبك الدراسة العلمية الواجبة".

سرقة الكرَّاسة.. و"صدفة" محمّد شعير

  • محمّد شعير
    محمّد شعير

تتبَّع شعير في كتابه مواضع ذِكر تلك الكرَّاسة على لسان محفوظ، سواء في كلامه مع رجاء النقّاش أو في كتاب "أساتذتي" لإبراهيم عبد العزيز، وأيضاً في جلسات "الحرافيش"، مشيراً إلى أن كشف الكاتب أصبح مطمع الصحافيين آنذاك. لكن أمام إلحاحهم في الحصول عليها، أراد صاحبها أن يُغلق ذلك الباب، مُدّعياً أنه "حرقها"، لكن الأقرب إلى الحقيقة هو أنه فقدها في سرقة تعرَّض لها من أحد أقاربه قال عنها لرجاء النقّاش: "عندما ماتت والدتي حدثت في بيتنا سرقة أهليّة؛ حيث جاء أولاد أختي وأخذوا كثيراً من الأوراق والأشياء الشخصية، ومن بينها صوَر خاصة بي".

بقي مصير الكرَّاسة ما بين سيناريوهين مطروحين، وهما إما أنها احترقت أو فقدها في سرقة، وذلك قبل أن تقود الصدفة الكاتب الصحافي محمّد شعير إلى الحصول على نسخةٍ منها، عندما كشف له أحد المُشاركين في جَمْعِ المخطوطات، خط سير مخطوطات الكاتب المسروقة، قائلاً له، إنها "ظلَّت سنين طويلة في مصر، ولكن بعد حصول محفوظ على جائزة نوبل خرج بعضها إلى إحدى الدول العربية. وبعد موته، خرج جزء آخر إلى نيويورك عبر فنانة تشكيلية أميركية أقامت في مصر لسنوات، وكانت تجمع مخطوطات وأوراق عدد كبير من الأدباء المصريين، من بينهم محفوظ، لصالح إحدى مكتبات الكُتُب النادِرة في نيويورك".

في العام 2011 عرضت المكتبة ما استطاعت الحصول عليه من أوراق ومخطوطات للبيع في أحد المزادات الشهيرة في لندن، لكن أسرة الكاتب الراحل استطاعت أن توقِف المزاد، لتبدأ رحلة تناقُل الأوراق بين عدَّة قارات، ويبدأ شعير رحلة تتبّع مسارها، بهدف الحصول على نسخة من رسالة "ماجستير" بدأها محفوظ بعد تخرّجه من قسم الفلسفة في كلية الآداب -جامعة القاهرة عام 1934، ولم يُكملها.

استغرق الأمر من شعير وقتاً طويلاً، تبادل خلاله الكثير من الاتصالات والرسائل الإلكترونية مع بعض الشخصيات التي ارتبطت بالمزاد، طامِعاً في الحصول على رسالة الماجستير، إلى أن استيقظ ذات صباح ليجد على بريده الإلكتروني كنزاً ثميناً، هو عبارة عن 500 صفحة تخصّ صاحب نوبل، وإنْ لم تكن من بينها رسالة الماجستير، إلا أنه وجد ما هو أهمّ.

احتوى الكنز على مخطوطات أعمال حديثة ومعروفة، نُشِرَت من قبل، مثل صفحات من مخطوط "أحلام فترة النقاهة" و"الأغاني" ومخطوطات بعض القصص القصيرة. كما كان هناك ما لم يُنْشَر من قبل: رواية كاملة، تبدو وكأنها بروفة أولى لثُلاثيّة نجيب محفوظ. أوراق رسمية، كرَّاسات يُسجِّل فيها الكثير من أفكاره حول الفلسفة الإسلامية مع مختاراتٍ من بعض كتبها الشهيرة، وقصص قصيرة من البدايات، لكن المُفاجأة الكُبرى أو جوهرة الكنز الكُبرى التي استغرقت شعير تماماً - حسب وصفه، كانت مخطوط مذكَّرات طفولته "الأعوام" التي أشار إليها كثيراً.

يصف شعير "الأعوام"، بأنه "ذات قيمة فنية وتاريخية، على الرغم من أنه لم يسع إلى نشرها باعتبارها "تمرينات على الكتابة"، ما يجعلنا نسأل حول أحقيّة نشر الأعمال التي اعتبرها صاحبها مُجرَّد "تمرينات". وأيضاً جدوى نشر مخطوطات رأى صاحبها أنها لا تستحقّ النشر، وعن ذلك يقول شعير في تصريحات لـ الميادين الثقافية: "إن لدى الغرب عِلم كامل يسمّى "نشر ما بعد الوفاة"، فهناك الكثير من الشخصيات التي تحوَّلت إلى رموز، وبالتالي البحث عن أية أوراق عادية لهم قد يكشف لنا أو يلقى الضوء على جوانب من أدبهم، على سبيل المثال "رسائل هيمنغواي" أوصى بعدم نشرها، لكنها تُنشر منذ سنتين بشكلٍ أساسي، حتى صدر منها قرابة 16 مُجلّداً، وأيضاً هناك نموذج مثل كافكا، فقد أوصى بعدم نشر كل أعماله".

أما بالنسبة إلى نجيب محفوظ فيُضيف: "استشهدت بشيئين، أولهما حواره مع فؤاد دوارة عام 1963، ووصيّة الأخير له بالاحتفاظ بها وأهميّة نشرها لإلقاء الضوء على أدبه، الأمر الثاني أن نجيب محفوظ أصبح سلطة أدبية، بمعنى أن نشر أعمال أو أوراق له لا ينقص منه، حتى لو كانت قيمتها أقلّ مما نشر، فلن يؤثّر ذلك على المتن الهائل الذي تركه".

وأشار إلى أن عدم أحقيّتنا في النشر تأتي من رفض الوَرَثة لذلك، "لكن أنا كنت حريصاً على الحصول على موافقة وَرَثة نجيب محفوظ، فالأمر متعلّق بالحقوق الأدبية ليس أكثر، فمثلاً إنْ تعلَّق الأمر بنصِّ ليحيى حقّي فيجب الرجوع إلى الورثة وأخذ موافقتهم، والمشكلة في أعمال نجيب محفوظ أنها ليست موجودة في مراكز أبحاث أو جامعات، ومن ثم تضطر أنت إلى نشرها، فلم يكن نجيب محفوظ مُعترضاً على نشر "الأعوام" لكنه كان نصّاً مفقوداً".

فلاش باك.. مصر تستغيث

  • طه حسين

اختار محمّد شعير أن يبدأ كتابه بفصل عنوانه "قبل البداية"، رصد خلاله الأحداث الاجتماعية والسياسية التي جرت في كانون الأول/ديسمبر 1911، أي شهر ميلاد أديب نوبل، وبعيداً من الأحداث التي اختلف مواضع أبطالها ما بين مهزوم راحل مُتَمثِّل في أحمد عُرابي، وزعيم يُخبّئه القدر في نظارة المعارف "وزارة التعليم" وهو سعد زغلول، وكذلك محمّد فريد بطل المشهد السياسي آنذاك، كان المُلفت هو حال الوسط الثقافي والفني المُتعطِّش إلى كاتب مصري يبتعد عن الروايات المُمَمْصَرة المعروضة على خشبات المسارح، ويكون قادراً على سدّ رَمَق السينما، وهي فن جديد يلقى اهتماماً خاصاً من الخديوي عباس حلمي الثاني.

وما بين النقد الذي تعرّضت له فرقة جورج أبيض، العائد من باريس موفداً من الخديوي لدراسة الفن، لأنه لم يجد نصوصاً عربية صالحة، إذ كان يعرض في ذلك اليوم رواية "كارمن" في الأوبرا الخديوية، والإشادة التي تلقّاها محمّد أفندي لبيب، أمين الكتبخانة المصرية من النقَّاد، لإصداره سلسلة روايات بعنوان "سلسلة الروايات العصرية"، وكذلك دعوة مجلة "الهلال" في افتتاحيّتها لعدد شهر كانون الأول/ديسمبر، إلى "تأليف الروايات العربية نقلاً عن التاريخ العربي، أو تمثّل العادات المصرية وانتقادها"، واحتياجنا الشديد إلى ذلك، ربما أراد شعير أن يظهر الطفل نجيب محفوظ، المولود في ذلك الشهر، باعتباره استجابة السماء وتلبيتها لتلك الاستغاثات والنداءات بكتابة رواية مصرية خالصة، قادرة على أن تكون مرآة للمجتمع، بعيداً من "الروايات الشعبية و"الترجمات الزائِفة".

العودة إلى الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي هي أحد سمات الكتابة عند محمّد شعير، فقد سبق أن استخدمه في كتابه "أولاد حارتنا.. سيرة الرواية المُحرّمة"، والذي يتتبّع فيه ظروف كتابة الرواية الأشهر لدى الكاتب المصري الأهمّ نجيب محفوظ.

وعن ذلك يكشف شعير لـ الميادين الثقافية أنه تناول الأحداث التي وقعت في يوم ميلاد محفوظ، وكذلك عام مولده،"لأن كل حدث له علاقة بجانب من حياة الكاتب الكبير، فمثلاً في العام 1911 تمّ تأسيس مجمع البحوث الإسلامية، والذي كان بطلاً رئيسياً في أزمة رواية "أولاد حارتنا"، التي انتهت بتكفيره ومحاولة اغتياله، وكذلك التمهيدات التي سبقت ثورة 1919 وتأثّره بتلك الأجواء".

وأضاف: "ما أقصده أيضاً هو رَصْد تحوّلات المجتمع من لحظةٍ إلى أخرى، في محاولةٍ للإجابة عن سؤال ماذا حدث للمجتمع خلال قرن؟ فهناك مناحٍ شهدت شكلاً من أشكال الحداثة في حين تراجعت في مناطق أخرى، فما الذي أدَّى إلى فشل الحداثة؟ وماذا حدث لمجتمعٍ كان يتحدَّث في عام 1911 إننا لسنا أقلّ من أميركا؟ مجتمع أكثر تسامُحاً، قادر على تقبّل إعلان عن المشروبات الكحولية، فلم يكن هناك إخوان أو سلفيون أو غيرهم، أين ذهب هذا المجتمع وماذا حدث له؟ وهنا أترك مساحة للقارئ ليُجيب بنفسه".

الأساتذة والتلميذ نجيب محفوظ

  • مصطفى لطفي المنفلوطي

يقول شعير في كتابه عن "الأعوام" إنها "الوثيقة الأكمل الآن عن الطفل نجيب محفوظ، الوثيقة الكاشفة عن سنوات تشكيل المفاهيم وتشكّل ملامح الوعي الأولى". لذلك لم يكتف بنشر الوثيقة، بل راح يتلمَّس العوامل التي شكَّلت طفولة ذلك المُبدع الفذّ، حيث كان أساتذته أحد أهمّ مكوّناتها، سواء كانت التلمذة مباشرة، مثل الشيخ عجاج مدرِّس اللغة العربية، ودوره في تطوير مهارات الطفل نجيب في اللغة العربية، وهو نفسه صاحب شخصية "الشيخ محرم في "أحلام فترة النقاهة"، أو تتلمذه الأدبي من خلال تأثّره بطه حسين ومصطفى لطفي المنفلوطي.

لمس شعير تأثّر محفوظ الواضح بطه حسين، ابتداء من الاقتداء به في كتابة "الأعوام"، وصولاً إلى اعترافه أمام الشيخ أحمد حسين وكيل وزارة الأوقاف، وشقيق طه حسين، الذي قادته الصدفة ليحقِّق معه إثر نشر مجلة "آخر ساعة" لروايته "القاهرة الجديدة"، إذ قال له: "إنني أكتب رواية، تلك التي علّمنا إياها شقيقك طه حسين"، كذلك أكَّد تأثّر صاحب نوبل بالمنفلوطي من خلال جملته "يرتجف رعباً وفرقاً"، والتي استخدمها محفوظ في الأعوام ليصف حال الطفل وقت هجوم الإنكليز على المدرسة، و"فرِقَ" في معاجم اللغة تعني راعه وأفزعه، مشيراً إلى أنها عبارة قاموسية تخصّ المنفلوطي.

الدائرة المُغلقة وتمارين الكتابة

  • "بدايات ونهايات".. سيرة طفولة نجيب محفوظ المفقودة (أ ف ب)

على طريقة الدائرة المُغلقة اعتمد شعير في بناء كتابه على عنصرين، هما قسمي الكتاب، حيث بدايات الكاتب ونهاياته. فـ"الأعوام" سيرة طفولة نجيب محفوظ، اعتبرها تمريناً على الكتابة، وكذلك اشتمل القسم الثاني من على نهايات محفوظ الأدبية، وهي تلك النصوص المُتأخّرة، وتحديداً "أحلام فترة النقاهة" وهي أشبه بالقصة القصيرة جداً، وأيضاً بدأ محفوظ كتابتها "كتمارين على الكتابة بعد الحادث الذي تعرّض له على يد مُتطرّف في أكتوبر 1994" وكان نقطة البداية في حياة محفوظ الأدبية تلتقي مع نهايتها.

أيضاً اعتمد على منهج نقدي مزج فيه ما بين التحليل والاشتباك مع النصّ، والعمل الصحفي القائم على البحث وكشف ما هو جديد، ومحاولة قراءة المسودَّات الأولى وما تخفيه عمليات الكشط والتعديل والتقديم والتأخير وإعادة الصياغة ومُقارنتها بما نُشر، لعلّها تكشف فلسفة صاحبها ومواقفه من الحياة والأدب،إضافة إلى التغيّرات التي تطرأ على أسلوبه الفني. ذلك أن المخطوطة لدى شعير جزء من النصّ الأدبي، وعن ذلك يقول إن "الأمر ليس جديداً، بل هناك ما يُعرَف بالــ "la critique génétique" أو النقد التكويني، وهو مُصطلح مُشتقّ من سَفْرِ التكوين، ويهتمّ بالكيفيّة التي يتشكَّل بها العمل داخل ذِهن المُبْدِع، أو كيف تحدث التحوّلات أثناء عملية الكتابة".

ويضيف: "هذا المنهج يتطلَّب أن تطلِّع على المخطوطات الأولى للعمل، ولكن بسبب صعوبة الحصول على المخطوطات، لعدم وجود مؤسَّسات تُتيح ذلك، أصبح من الصعب الاعتماد على هذا المنهج النقدي لدينا، في حين تجد الأمر سهلاً بالنسبة إلى الغرب، لوجود جامعات ومراكز أبحاث تهتمّ بأوراق الأدباء ومخطوطاتهم، وأيضاً وجود متاحف للأدباء تضمّ كل ما يتعلَّق بهم".

ويتابع: "أيّ شخص أثناء الكتابة يشطب وينظّم ويحذف، و"النقد التكويني" يجعلنا نسأل لماذا حدث هذا التغيير؟ لكن وبسبب غياب المخطوطات أصبح هذا المنهج النقدي غير موجود لدينا، فمثلاً إنْ حاولت تطبيق ذلك على أوراق يحيى حقّي فلن تجدها، وكذلك أوراق يوسف إدريس، فنحن نتخلّص من الأوراق الأولى ونحتفظ بالمنشور، على عكس الغرب حيث يهتمّون بأوراق الأدباء، وقد أتيح لي بالصدفة أو الحظ أو بالاجتهاد أن أحصل على المسودّة الأولى والثانية والأخيرة من "أصداء السيرة الذاتية"، فأخضعتها للنقد التكويني".

ويلفت الصحافي المصري إلى أن "الدكتور شاكر عبد الحميد سبق أن قارن بين نصّ قرأه عبد الحكيم قاسم في أتيليه القاهرة وبين ما نشره، وأعتقد أن الدكتور سيّد البحراوي اشتغل على نصوص أمل دنقل، ولم ينكره عليهما أحد. فلو أتيح لأيّ شخص أن يفعل ذلك لأصبح ذلك النقد التكويني موجوداً لدينا. لكن المشكلة تكمن في صعوبة الوصول إلى المخطوطات، لغياب المؤسَّسات والجامعات، وعدم الاهتمام بالأدباء أنفسهم"، مشيراً إلى أن "هناك أيضاً ما يُعرَف بـ"نقد استجابة القارئ"، بمعنى أن هناك استجابات مختلفة لكل عمل مطروح، وهنا ترصد تلك الاستجابات واختلافها، مثلاً "أولاد حارتنا" هي رواية كفّرت نجيب محفوظ، وهناك مَن أحبّوها وآخرون لم يحبّونها، وهذا أيضاً منهج نقدي موجود في العالم".