كيف تحوّلت مضيفات الطائرات إلى "أكياس ملاكمة"؟
يُطلب من مضيفات ومضيفين الطيران الطلب من الركاب إلزامية ارتداء القناع مع القليل من السلطة المتصورة.
يحب العديد من مضيفات ومضيفي الطائرات وظائفهم. على الأقل كانوا كذلك حتى تفشي وباء كورونا. فالأجور مناسبة لمهنة لا تتطلب تعليماً جامعياً، وتوفّر الوظيفة الكثير من الامتيازات. قد يعمل الموظف ذو الأقدمية تسعة أيام فقط في الشهر، وغالباً ما تشمل مزايا الوظيفة رحلات طيران مجانية وخصومات على الفنادق وتأجير السيارات.
ولكن القلق من الوباء والعدائية ونوبات الغضب حولت هذه الوظيفة إلى كابوس، كما تستكشف ماغي جونز في زاوية "مستقبل العمل" في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
قبل الوباء، كان الركاب المشاغبون نادرين جداً إلى درجة أن إدارة الطيران الفدرالية الأميركية لم تكن تتبعها سنوياً.
لكن في عام 2021 وأوائل عام 2022، قررت وكالة تتبع الأمر. فقد أبلغت عن 6300 حادث غير منضبط للركاب، أكثر من 4500 منها تتعلق بقواعد ارتداء القناع (الكمامة).
وأضافت الصحيفة أن الأمر لا يختلف كثيراً على أرض الواقع بالنسبة للعمال الآخرين الذين تتطلب وظائفهم تذكير الأشخاص بالامتثال لسياسات ارتداء الأقنعة. لكن شركات الطيران هي ميدان خاص مغرق بالتوتر والفظاظة. يُطلب من مضيفات ومضيفين الطيران التمسك بالتفويض الفدرالي للقناع مع القليل من السلطة المتصورة. قالت إحداهن: يعتقد الجمهور "أننا لسنا أكثر من نادلات كوكتيل" ومن دون قوة إنفاذ القانون.
يمكن أن تكون القصص الفردية مروّعة. فبعد أن طلبت مضيفة طيران من امرأة أن ترتدي قناعها على أنفها، وقفت المرأة ولكمت المضيفة مراراً، وأنزلت منها الدماء وكسرت لها ثلاثة أسنان.
وأدلت سارة نيلسون، رئيسة نقابة تمثل نحو 50000 مضيفة طيران، بشهادتها أمام الكونغرس في كانون الأول / ديسمبر 2021، قائلة إن أطقم الطائرات تحولن إلى "أكياس ملاكمة" ودعت الحكومة الأميركية إلى إنشاء قائمة مركزية للمسافرين المحظورين على جميع شركات الطيران.
لكن مجموعة من ثمانية أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ تقاوم قائمة الحظر "الجامحة" هذه، "بحجة أن القيام بذلك سيساوي بين الإرهابيين ومعارضي تفويضات الأقنعة"، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.
وترك العديد من مضيفات الطيران وظائفهم أثناء الوباء، بمن في ذلك مضيفة تدعى فيرونيكا. تأمل فيرونيكا أنه إذا انحسر الوباء ورفعت الحكومة تفويض ارتداء القناع في الطائرات (الذي قد يحدث في وقت قريب من 18 آذار / مارس المقبل، لكنه غير مؤكد)، فإن العنف والاعتداءات اللفظية سوف تنخفض.
وأضافت أنه إذا حدث ذلك، فإنها ستحب العودة إلى السماء، على حد قولها. في غضون ذلك، أخرجت ابنتها البالغة من العمر 3 سنوات من الحضانة وأصبحت أماً متفرغة. وقالت إنها حللياً، "بدلاً من التعامل مع 72 طفلاً، أنا أعتني بواحد فقط".
نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت