علامات على موجة جديدة من الوباء في جنوب إفريقيا
لا يزال العلماء يدرسون ما إذا كانت هذه الموجة الجديدة ستسبب مرضاً أكثر خطورة من النسخات السابقة لفيروس كوفيد-19.
تشهد جنوب إفريقيا علامات الموجة الخامسة من تفشي فيروس كورونا مع ارتفاع الحالات مرة أخرى في جميع أنحاء البلاد. يرتبط الارتفاع الأخير بمتغيرين فرعيين جديدين يشكلان جزءًا من عائلة المتحور أوميكرون بنسختيه BA.4 وBA.5.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إنه في الأسبوع الماضي، تضاعفت الحالات ثلاث مرات، وارتفعت معدلات الإيجابية، وازدادت حالات الاستشفاء في جنوب إفريقيا.
وتأتي الزيادة، التي تتركز بشكل أساسي في مقاطعات غوتنغ وكيب الغربية وكوازولو ناتال، بعد أشهر قليلة من موجة أوميكرون الأولى في جنوب إفريقيا الشتاء الماضي.
BA.4 وBA.5 كلاهما فرعان من متحور أوميكرون الأصلي، والذي ظهر في وقت ما في شهر تشرين الثاني / نوفمبر تقريباً. في كانون الثاني / يناير، أدى متحور أوميكرون إلى ظهور سلالة من الفيروس مع المزيد من الطفرات، بما في ذلك BA.4 وBA. 5.
وتظهر البيانات المستجدة أنه في الأشخاص غير المحصنين، يتهرب BA.4 وBA.5 من الدفاعات الطبيعية الناتجة عن عدوى أوميكرون.
وانتشر المتحوران الجديدان بسرعة أكبر من BA.2، والذي كان في حد ذاته أكثر عدوى من المتحور الأصلي أوميكرون.
ولا يزال العلماء يدرسون ما إذا كانت هذه الموجة الجديدة ستسبب مرضاً أكثر خطورة.
في الولايات المتحدة، حدد مسؤولو الصحة العامة BA.4 وBA.5 المتداولين عند مستويات منخفضة. ولكن هناك متحور آخر من أوميكرون، BA.2، هو المسيطر حالياً، وهناك متحور رابع هو BA.2.12.1، يكتسب مكانة.
وقال مراسل الصحيفة: "كان العلماء يحاولون معرفة ما تفعله هذه الطفرات للمتحورات، ويبدو أنها تساعدهم على التهرب من المناعة من الأشكال السابقة من أوميكرون. منذ عام مضى، اندهشنا من سرعة انتشار متحور دلتا في ذلك الوقت. وفي عام، مررنا بالعديد من ترقيات هذا الفيروس، والآن ينتشر بشكل أسرع. إنه على قدم المساواة مع انتشار مرض الحصبة".
وأضاف المراسل: يبدو أيضاً أننا في نمط تطور مختلف. في عام 2021، رأينا متحورات جديدة كانت مختلفة بشكل ملحوظ عن الأشكال الأخرى للفيروس. لكننا الآن نشهد ترقيات تطورية للفيروسات التي تبقى في شجرة عائلة أوميكرون.
وتابع: "هذه أرض مألوفة للعلماء لأنها تشبه ما تفعله الإنفلونزا والفيروسات الأخرى. بدلاً من أن يقفز شيء من فراغ، لديك فيروس موجود يعمل بشكل جيد للغاية، وبعد ذلك، بفضل التطور، يعمل بشكل أفضل".
وقالت الصحيفة إنه من الصعب التكهن بما تعنيه زيادة الحالات في جنوب إفريقيا بالنسبة للبلدان الأخرى. يمكن أن تعتمد الارتفاعات المحلية على الكثير من العوامل، بما في ذلك المستويات المحلية للمناعة والقيود المفروضة على الفيروسات والظروف الجوية.
يقدر الباحثون أن نحو 90 في المائة من السكان في جنوب إفريقيا يتمتعون ببعض المناعة، جزئياً من التلقيح، ولكن إلى حد كبير بسبب العدوى السابقة. ومع ذلك، عادة ما تبدأ المناعة من العدوى في التضاؤل في حوالى ثلاثة أشهر.
وقال أحد الخبراء إنه من الطبيعي أن نرى عودة العدوى في تلك المرحلة، لا سيما بالنظر إلى سلوكيات الناس المتغيرة، مثل تقليل ارتداء الأقنعة وزيادة السفر.
وقال الدكتور إريك فيجل دينغ، عالم الأوبئة ورئيس فريق عمل كوفيد في شبكة الصحة العالمية، إنه مهما كان المتحور السائد، "فالدرس هنا هو إيقاف انتقال العدوى هو الأهم".
نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت