"أزمة مدمرة ثانية".. تحذير أممي من تفشي الأمراض في ليبيا

بعثة الأمم المتحدة تقول إنها "تشعر بقلق خاص بشأن تلوث المياه ونقص الصرف الصحي بعد انهيار سدّين خلال عاصفة البحر المتوسط "دانيال" في ليبيا.

  •  تحذير أممي من تفشي الأمراض في ليبيا (الصورة للشرق الأوسط)
    هلع بسبب تفشي الأمراض في ليبيا (الصورة للشرق الأوسط)

حذرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من تفشي الأمراض شمال شرقي البلاد وحدوث "أزمة مدمرة ثانية"، إذ أودت الفيضانات بحياة أكثر من 11000  شخص.

وبعد أن أبلغت السلطات الليبية عن انتشار الإسهال بين أكثر من 100 شخص كانوا يشربون المياه الملوثة، قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في بيان، إنها تشعر بقلق خاص بشأن تلوث المياه ونقص الصرف الصحي بعد انهيار سدّين خلال عاصفة البحر المتوسط "دانيال"، ما أدى إلى تدفق جدار من المياه عبر مدينة درنة الشرقية في 11 أيلول/ سبتمبر. 

اقرأ أيضاً: ليبيا: الفيضانات "الأسوأ في القرن الـ21".. 8% من سكان درنة قتلوا أو فقدوا

وذكرت البعثة أن هناك 9 وكالات تابعة للأمم المتحدة في البلاد تستجيب للكارثة وتعمل على منع انتشار الأمراض التي يمكن أن تسبب أزمة مدمرة ثانية في المنطقة"، مبيّنة أن منظمة الصحة العالمية أرسلت 28 طناً من الإمدادات الطبية إلى الدولة المنكوبة.

وقال حيدر السائح، رئيس المركز الليبي لمكافحة الأمراض، في تصريحات متلفزة يوم السبت، إن 150 شخصاً على الأقل أصيبوا بالإسهال بعد شرب المياه الملوثة في درنة.

وقال وزير الصحة في حكومة شرق ليبيا عثمان عبد الجليل، الأحد، إن وزارته بدأت برنامج تطعيم "ضد الأمراض التي تحدث عادة بعد كوارث مثل هذه".

وكان المركز التابع لحكومة الوحدة الوطنية الليبية، أشار  إلى وجوب الاعتماد على مصادر أخرى غير الموجودة سابقاً لمياه الشرب، مُشدّداً على أنّ "مياه الشرب في درنة غير صالحة للاستهلاك"، إذ كشف ارتفاع عدد حالات التسمم بمياه الشرب في مدينة درنة، لافتاً إلى أنّ ذلك جاء نتيجة اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي.

اقرأ أيضاً: "فوضى" في ليبيا: أزمة بيئية وصحية ومقابر جماعية.. وحاجات الإعمار هائلة

كما قرّر المركز إعلان حالة الطوارئ لمدة عامٍ كامل في المناطق المتضرّرة مِن جرّاء السيول والفيضانات شرقي البلاد، مُبيّناً أنّ الإجراء يأتي "تحسباً لمنع تفشي أي مرض".

وقتل أو فقد 8% من سكان مدينة درنة الليبية، من جراء الفيضانات، وكذلك مسح ربع أحيائها من الخريطة. وهو معدّل غير مسبوق لا عربياً، ولا حتّى عالمياً، وفق وكالات، ولذا عُدّت هذه الفيضانات "الأسوأ في القرن الـ21". 

ويكشف هذا الرقم حجم الكارثة التي وقعت في درنة شمال شرقي ليبيا -1350 كيلومتراً شرق طرابلس، والتي فاقت مأساة فيضانات "باب الوادي" بالجزائر في عام 2001، بل وحتى فيضانات الهند في عام 2013 التي توفي فيها آلاف البشر.

والإعصار "دانيال"، الذي ضرب شرقي ليبيا، في 10  أيلول/ سبتمبر الجاري، تسبّب بمقتل الآلاف، علماً أنّ الأرقام تختلف باختلاف الجهات التي تصدرها.