"نتائج مبشرة" في تجارب على لقاح للوقاية من ألزهايمر
يعمل اللقاح الجديد على استهداف الخلايا الشائخة وهي ظاهرة معروفة في بيولوجيا الخلية، تعبّر عن حالة توقّف دائم لدورة الخلية.
ساعد لقاح جديد يستهدف بروتيناً يُسبّب مرض ألزهايمر في القضاء على الخلايا السامة في الفئران المصابة بهذا المرض.
وطوّر باحثون بجامعة "جونتيندو" في اليابان، اللقاح للقضاء على الخلايا الشائخة التي تعبّر عن البروتين المرتبط بشيخوخة الدماغ والمعروف باسم SAGP.
وقبل عامين، اختبر علماء بالجامعة ذاتها، لقاحاً آخر على الفئران ونجحوا في تحسين العديد من الأمراض المرتبطة بالعمر، بما في ذلك تصلّب الشرايين ومرض السكري من النوع الثاني في الفئران.
ويعمل اللقاح الجديد على استهداف الخلايا الشائخة وهي ظاهرة معروفة في بيولوجيا الخلية، تعبّر عن حالة توقّف دائم لدورة الخلية، وتحدث استجابة لضغوط مختلفة، بما في ذلك تلف الحمض النووي أو الخلل الوظيفي الخلوي.
وعندما تدخل الخلايا في الشيخوخة، فإنها تتوقّف عن الانقسام وتخضع لتغييرات مختلفة في التعبير الجيني والوظيفة الخلوية.
وتفرز الخلايا الشائخة مزيجاً من البروتينات والجزيئات الالتهابية المعروفة مجتمعة باسم "النمط الظاهري الإفرازي المرتبط بالشيخوخة" أو SASP.
يتضمّن ذلك النمط العوامل التي يمكن أن تعزز الالتهاب وإعادة تشكيل الأنسجة، والتي قد تكون لها آثار على الشيخوخة والأمراض المرتبطة بالعمر.
وأفادت عدة دراسات سابقة بأن البروتينات والجزيئات الالتهابية تفرز بشكل كبير في الخلايا الدبقية عند الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر، وبناءً على نتائج هذه الدراسات، اختبر الباحثون هذا اللقاح على الفئران لاستهداف الخلايا الشائخة بهدف علاج المرض.
بعد التطعيم، كان لدى الفئران عدد أقل من تلك الجزيئات في أنسجة المخ كما أظهرت أيضاً تحسناً في السلوك والوعي.
مفتاح وقاية محتمل
وقد يكون اللقاح الجديد مفتاح الوقاية من مرض ألزهايمر أو تعديل مساره وفقاً لبحث أولي تم تقديمه في الجلسات العلمية لمؤتمر جمعية القلب الأميركية.
ويمثل مرض ألزهايمر 50% إلى 70% من مرضى الخرف في جميع أنحاء العالم.
وإذا ثبت نجاح اللقاح في البشر، فسيكون ذلك خطوة كبيرة إلى الأمام نحو تأخير تطور المرض أو حتى الوقاية منه.
وابتكر فريق البحث، نموذج فأر مصاب بمرض ألزهايمر، بشكل يحاكي دماغ الإنسان الناجم عن تجمّع البروتين السام المعروف باسم "بيتا أميلويد"، ولاختبار فعالية اللقاح، عولجت الفئران بلقاح التحكّم أو لقاح SAGP في عمر شهرين وأربعة أشهر.
عادة، يفتقر الأشخاص في المرحلة المتأخرة من مرض ألزهايمر إلى القلق، ما يعني أنهم ليسوا على دراية بالأشياء من حولهم، أما الفئران التي تلقت اللقاح فقد كانت تعاني من القلق، ما يعني أنها كانت أكثر حذراً وأكثر وعياً بالأشياء من حولها، وهو أمر يشير إلى انخفاض حدة المرض.
وقلل اللقاح بشكل كبير من ترسبات "بيتا أميلويد" في أنسجة المخ الموجودة في منطقة القشرة الدماغية المسؤولة عن معالجة اللغة والانتباه وحل المشكلات.
وتبين أن الخلية النجمية، وهي النوع الأكثر وفرة من الخلايا الدبقية في الدماغ وجزيء التهابي محدد، يتناقص حجمها في الفئران التي تتلقى اللقاح.
ولوحظ أيضاً انخفاض في المؤشرات الحيوية الالتهابية الأخرى، ما يعني أن الالتهاب في الدماغ قد تحسن استجابةً للقاح.
وكشف اختبار السلوك على الفئران في عمر 6 أشهر، أن الفئران التي تلقت اللقاح استجابت بشكل أفضل لبيئتها من الفئران التي تلقت لقاح الدواء الوهمي.
وتميل الفئران التي تلقت اللقاح الجديد إلى التصرف مثل الفئران السليمة العادية وأظهرت المزيد من الوعي بمحيطها.
وتبين أن اللقاح عزز البروتينات التي تقع بالقرب من خلايا دماغية متخصصة تسمى الخلايا الدبقية الصغيرة، والتي تؤدي دوراً في الدفاع المناعي للجهاز العصبي المركزي.
وتساعد الخلايا الدبقية الصغيرة في إزالة اللويحات الضارة التي تتكوّن من البروتينات، ومع ذلك، فإنها تؤدي إلى التهاب الدماغ الذي يمكن أن يتلف الخلايا العصبية ويزيد من التدهور المعرفي لدى الشخص، والذي قد يكون أحد أسباب تطور مرض ألزهايمر.
ويمكن أن يساعد اللقاح الجديد في حل أزمة عالمية تتزايد باستمرار، فمع تقدّم سكان العالم في العمر، من المتوقّع أن يزداد عدد الأفراد المصابين بمرض ألزهايمر بشكل كبير، ما يؤدي إلى عبء كبير على الصحة العامة.
وقد يساهم اللقاح الجديد في خفض تكاليف رعاية المرضى ورفع إمكانية التدخل المبكر للأفراد المعرضين لخطر كبير للإصابة بالمرض، وتعزيز الشيخوخة الصحية عن طريق تقليل مخاطر التدهور المعرفي والخرف لدى كبار السن.