كندا: إخلاء جسر "أمباسادور" من المحتجين بعد أيام من إغلاقه
الشرطة الكندية تعلن إجلاء آخر المحتجين الذين أغلقوا جسر "أمباسادور" لأيام في إطار حركة احتجاجية كبرى بدأ بها سائقو الشاحنات ضد القيود المفروضة للحد من تفشي كورونا.
أجلت الشرطة الكندية الأحد آخر المحتجين الذين كانوا يغلقون جسر "أمباسادور"، المحور الحدودي الرئيسي بين كندا والولايات المتحدة، فيما تتواصل حركة التعبئة ضد القيود الصحية في كل أنحاء البلاد، لا سيما في العاصمة أوتاوا.
وأفادت شرطة وندسور أنّ "وحدة كبيرة من الشرطة تجمعت عند أطراف الجسر في الصباح الباكر، وبدأت قوات الأمن حملة توقيفات وقامت بسحب مركبات مركونة هناك"، وأضافت: "لن يكون هناك أي تسامح مع الأنشطة غير المشروعة"، داعيةً السكان إلى تجنب المنطقة.
إخلاء للجسر دون استئناف حركته
وبحسب شبكة "سي بي سي" فإن الطريق المؤدية إلى الجسر تم اخلاؤها، لكن حركة السير على الجسر لم تكن قد استؤنفت بعد.
وقال رئيس بلدية وندسور درو ديلكنس "أزمتنا الاقتصادية الوطنية عند جسر أمباسادور انتهت اليوم"، في إشارة إلى الكلفة المالية الكبرى للإغلاق الذي كان مستمراً منذ الاثنين.
وأضاف أن المعبر الحدودي سيعاد فتحه "حين سيكون الأمر آمناً" تاركاً للشرطة والأجهزة الحدودية مسؤولية هذا القرار، ودعا في بيان المسؤولين الفدراليين والمحليين في البلاد إلى تجنب "أي خطاب سياسي من شأنه أن يبث الانقسام".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن دعا رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى "استخدام سلطاته الفيدرالية، إلى "إنهاء الحصار المفروض على أكثر المعابر البرية ازدحاماً في أميركا الشمالية".
وبدأت العملية صباح السبت، ودفعت الشرطة التي تتقدم بحذر وبطء المتظاهرين إلى التراجع، وأخلت تقاطعاً مهماً، ولكن لم يخلِ كل المتظاهرين المكان في نهاية اليوم، ولم تعد حركة المرور على الجسر إلى طبيعتها.
وانطلقت العملية في أعقاب أمر صادر عن المحكمة العليا في أونتاريو يقضي بمغادرة هؤلاء المتظاهرين الموجودين منذ الاثنين، هذا المحور الحدودي الرئيسي بين الولايات المتحدة وكندا.
تداعيات اقتصادية لإغلاق جسر أمباسادور
ولم يكن الإغلاق بالأمر البسيط، بل كان له تداعيات اقتصادية على قطاع صناعة السيارات على جانبي الحدود، كما يمرُّ عبر هذا الجسر نحو 360 مليونَ دولارٍ يومياً في شحناتٍ بكلا الاتجاهين، أي 25% من قيمة جميع تجارة البضائع بين الولايات المتحدة وكندا، وتمَّ وضع حواجزَ إسمنتيةٍ بالقرب من الجسر لمنع المتظاهرين من استعادة الأرض.
وكانت حركة الاحتجاج الكندية بدأت بتحرك لسائقي الشاحنات احتجاجاً على إلزامهم بتلقي اللقاح لعبور الحدود بين كندا والولايات المتحدة، ولكن توسع نطاقها ليتحول إلى تظاهرة واسعة ضد القيود الصحية، كما عبّر عدد من المتظاهرين عن رفضهم لحكومة ترودو.
وتواصلت التظاهرات السبت في عدة مدن كندية بينها تورونتو ومونتريال، وبقيت معابر حدودية أخرى مغلقة في مقاطعتي مانيتوبا وألبرتا.
بدورها، أكدت شرطة أوتاوا وجود حوالى 4000 متظاهر في وسط المدينة السبت، وأوضحت في بيان أن بعضهم مارس العنف أو قام بأعمال غير قانونية، وكررت كذلك أن إمكاناتها محدودة في مواجهة الوضع الذي دفع سلطات المدينة ومقاطعة أونتاريو إلى إعلان حال الطوارئ.
ودخلت حركة الاحتجاج ضد التدابير الصحية أسبوعها الثالث في كندا، وانتقلت إلى عدد من البلدان، ففي فرنسا غادر قسم من قوافل مناهضة للقاح ضواحي باريس الأحد للوصول إلى بروكسل والتظاهر الإثنين رغم حظر التظاهرة من قبل السلطات البلجيكية.
كما تدفق آلاف المعارضين للشهادة الصحية إلى باريس للتظاهر السبت، وأطلقوا على حركتهم اسم "قوافل الحرية"، وحظرت الشرطة التظاهرة الباريسية.