التجميل بلا جراحة: ما هو ليزر النيوديميوم؟ ولماذا يُستخدم؟

ليزر النيوديميوم هو إجراء غير جراحي يعمل على المستويات العميقة للجلد ليعالج مشاكل عديدة، ويستخدم في العديد من عيادات الأمراض الجلدية والجراحات التجميلية.. ما هي المشاكل الجلدية التي يعالجها؟ وكيف يعمل؟

  • لايزر النيوديميوم ( ND YAG ) إجراء غير جراحي لإزالة الشعر وعلاج مشاكل البشرة
    ليزر النيوديميوم ( ND YAG ) إجراء غير جراحي لإزالة الشعر وعلاج مشاكل البشرة

في الحلقة الخامسة من سلسلة التقارير التي تحمل عنوان "التجميل بلا جراحة"، يتناول الميادين نت العلاج بليزر النيوديميوم المعروف بـ"ND YAG"، والذي يستخدم عادة لعلاج شيخوخة الجلد، وتحسين مظهر التجاعيد والخطوط الدقيقة والعريضة، وتحفيز إنتاج الكولاجين، وإزالة الشعر، وإزالة التصبغات الجلدية (البقع الداكنة) الناتجة من أشعة الشمس أو التصبغات العمرية، والوشم، والدوالي (الأوردة الدموية المرئية).

استخدام ليزر النيوديميوم هو إجراء غير جراحي، كما توضح الدكتورة رمزية العنان، وتشير إلى أنّ الطاقة التي تنبعث منه تعمل على اختراق سطح الجلد، فتمتص أنسجة البشرة، ما يعني أنّ السطح العلوي من البشرة يُترك سليماً، فيما يعمل الليزر على تسخين الطبقة العميقة للجلد فقط.

كيف يعمل ليزر "Nd YAG"؟

  • لايزر النيوديميوم يخفي ظهور الأوردة الدموية المرئية (الدوالي) المعروفة بالأوردة العنكبوتية
    ليزر النيوديميوم يخفي الأوردة الدموية المرئية (الدوالي) المعروفة بالأوردة العنكبوتية

وتشرح الدكتورة العنان كيفية عمل هذه التقنية، وتقول إنه يتم امتصاص طاقة ليزر النيوديميوم "ND YAG" ذات النبضات الطويلة في المستويات العميقة من أدمة الجلد، وتتحول إلى حرارة في الأنسجة المستهدفة لمعالجتها، مشيرةً إلى أنّ هذه العملية تسمح بمعالجة مشاكل الجلد العميقة، مثل توسع الشعيرات، والأورام الوعائية، والأوردة الدموية المرئية (الدوالي) المعروفة أيضاً بالأوردة العنكبوتية المرئية التي يصعب علاجها بالحقن، وكذلك البقع البنية (التصبغات) والندبات الناتجة من حب الشباب، وآثار العمليات الجراحية. 

ينبعث من ليزر النيوديميوم ضوء بقوة 1064 نانومتراً، ليزيل في بعض الأحيان علامات سرطانات الجلد، واستئصال الأورام الحميدة أو الخبيثة في مختلف الأعضاء في الجسم بواسطة الحزمة الشعاعية التي تصدر عنه.

وتوضح أنّ هذه التقنية تتميز بفعالية عالية، وهي آمنة أيضاً لإزالة الشعر غير المرغوب فيه، كما أنها إجراء حديث لتقليل عملية إنبات الشعر بشكل دائم في الجسم والوجه.

عندما يتعلق الأمر بمعالجة مشاكل الجلد بشكل عام، فإن ليزر "ND YAG" هو عامل فعّال وعنصر أساسي يستخدم في العديد من عيادات الأمراض الجلدية والجراحات التجميلية.

إزالة الوشم

  • لايزر ND YAG يزيل الوشم باللونين الأحمر والأسود
    لايزر "ND YAG" يزيل الوشم باللونين الأحمر والأسود

يمكن لهذا النوع من الليزر أيضاً إزالة 90 إلى 95% من الوشم، وخصوصاً ذا اللونين الأحمر والأسود، وهما أكثر ألوان حبر الوشم شيوعاً. وتعتبر موجات هذا النوع من الليزر آمنة لجميع أنواع البشرة، والتقنية الأكثر فعالية لإزالة الوشم، إذ يوفر طاقة عالية الكثافة في الطبقة الخارجية من الجلد، تعمل على تفتيت حبر الوشم والصبغة، وتحولهما إلى جزيئات صغيرة يقوم الجسم بتكسيرها والتخلّص منها.

هناك أنواع من الليزر تستخدم حالياً لعلاج عدم انتظام تصبغ الجلد (فرط التصبغ أو البقع الداكنة). وتؤكد الدكتورة العنان أنّ ليزر "Nd YAG" واحد منها، إلا أنه، على الرغم من أنه لا يناسب الجميع، يكون فعالاً مع الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يعانون من هذه المشاكل.

إزالة الشعر

يؤكد العديد من الأطباء أن إزالة الشعر بالليزر نادراً ما تكون دائمة، في حين أنّ "ND YAG" يعتبر من أفضل التقنيات لإزالة الشعر، إذ يزيل نسبة 70% من الشعر بالكامل، ويبقى بعد العلاج شعر خفيف يكون غالباً دقيقاً وناعماً مثل الوبر.

هناك نوعان من ليزر "Nd YAG": ليزر الإربيوم وQ-switched lasers 

ليزر إيربيوم (Laser Erbium) يمكنه القيام بعملية استئصال للندبات الناتجة من حب الشباب، عبر جلسات مكثفة لإزالة الطبقة السطحية من البشرة، لتظهر طبقة جديدة نضرة بعد الاستجابة لمحفزات الشفاء.

إحدى أهم ميزات ليزر الإربيوم، تتمثل بأنه يستطيع استهداف الأنسجة التي يعالجها – أو إزالتها بدقة - نظراً إلى ارتفاع درجة تقاربه مع الماء، مع حد أدنى من الضرر الذي قد يلحق بالجلد المحيط به، ويمنح خلايا جديدة محفّزة بالكولاجين، بعد علاج مكثف، ويصبح مظهر سطح الجلد نضراً وشاباً. 

يتميز ليزر الإربيوم بفاعلية عالية على الشعر الداكن غالباً، وهو أقل فعالية على الشعر الفاتح والناعم (الرقيق)، كما أنه يتميز بقدرته على الاختراق بشكل أكبر في عمق الجلد مقارنةً بليزر IPL وND YAG، ويستخدم عادةً عند ذوي البشرة الفاتحة، الذين يتمتعون باستجابة أفضل بهذا العلاج، بحسب الدكتورة العنان. كما يمكن استخدام هذا النوع من الليزر لاستهداف خطوط التجاعيد الدقيقة المثيرة للقلق، وخصوصاً حول الفم أو العينين، ولعلاج الوجه بالكامل. 

وتؤكد الدكتورة العنان أنّ التعافي باستخدام ليزر إربيوم أسهل بكثير من التعافي باستخدام ليزر ثاني أوكسيد الكربون. لذا، هو مثالي لمن يريد العلاج بهذه التقنية خلال فترة زمنية قصيرة. ويمكن للأشخاص الذين يعالجون بها أن يتوقعوا أن تستمر نتائج تقشير جلدهم من 3 إلى 5 سنوات. كذلك، يمكنهم تمديد نتائج العلاج إلى ما بعد 5 سنوات.

ليزر الوجه الكربوني "Carbon laser  ND YAG"

  • يمتلك مسحوق الكربون قدرة عالية على امتصاص الأوساخ من أعماق المسام
    يمتلك مسحوق الكربون قدرة عالية على امتصاص الأوساخ من أعماق المسام

غالباً ما يُعرف "The Charcoal Facial" أو "The Black Faced Doll Facial" بليزر الوجه الكربوني. هذا النوع يعالج بشرة الوجه ليمنحها مظهراً شاباً ونضراً، وهو أحد العلاجات الأكثر تقدماً حالياً لعيوب البشرة الطفيفة. 

يساعد علاج التقشير الكربوني بالليزر على تقليل الخطوط الدقيقة والتجاعيد، وهو إجراء غير جراحي، ولا يسبب الألم.

ووفق ما تؤكد الدكتورة العنان، يمتلك مسحوق الكربون قدرة عالية على امتصاص الأوساخ من أعماق مسام الجلد. وبعد وضع هذا المسحوق على الوجه والرقبة، يتم تسليط الليزر على الجلد، ليخترق عمق البشرة، ما يؤدي إلى تفتيت الخلايا الكيراتينية والأوساخ. وتتيح حرارة الليزر أيضاً امتصاص مسحوق الكربون في الجلد، الأمر الذي يحفز إنتاج الكولاجين والألياف في خلايا الجلد الداخلية.

وتشرح أنّ الليزر الكربوني هو عبارة عن عملية تقشير تتكون من مرحلتين. خلال المرحلة الأولى، يتم وضع غسول الكربون على الجلد. وفي المرحلة الثانية، يتم تسليط ليزر بقوة 1060 نانومتراً على أدمة الجلد، فيخلق حرارة لتحفيز إنتاج الكولاجين في البشرة، وهو ابتكار جديد وواحد من أحدث علاجات تجديد شباب ونضارة بشرة الوجه، حتى لذوي البشرة الحساسة، كما أنه لا يتطلب فترة نقاهة، وتظهر نتائجه بسرعة.

لماذا يستخدم الليزر الكربوني؟

  • العلاج بالكربون يعمل على تضييق المسام الواسعة ويقلّص نشاط الغدد الدهنية
    العلاج بالكربون يعمل على تضييق المسام الواسعة ويقلّص نشاط الغدد الدهنية

العلاج بالليزر الكربوني مناسب لجميع الأعمار، فهو يعمل على تفتيح البقع الداكنة (التصبغات)، وإخفاء علامات التقدم في السن، ويزيل النمش، ويقلل من التجاعيد والخطوط الدقيقة، ويقلّص المسام، ويزيل الرؤوس السوداء والبيضاء، والندبات الناتجة من حب الشباب، ويقلص نشاط الغدد الدهنية عن طريق القضاء على البكتيريا المسببة لحب الشباب.

كما يمكنه أيضاً شد الجلد، وتحسين مرونته وترطيبه، وهو يعمل على تحفيز تكثيف إنتاج الكولاجين في بشرة الوجه لتجديد شبابها.

اقرأ أيضاً:

الجزء الأول: العلاج بتقنية Ultherapy لمحاربة الشيخوخة  

الجزء الثاني: علاج البشرة ببلازما الفيبرين (PRF)

الجزء الثالث: ما هو قلم البلازما؟ وما استخداماته؟

الجزء الرابع: كل ما تريدون معرفته عن العلاج بالماس الجلدي

 

إقرأ أيضاً: التجميل في العيادات.. شباب دائم بلا عمليات جراحية

* الدكتورة رمزية العنان:

دكتوراه في الصيدلة السريرية، مرخصة ومعتمدة من المجلس الأميركي، متخصصة في الطب التجميلي، ومحاضرة في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا في بيروت.