التجميل بلا جراحة: ماذا تعالج تقنية "بيكو ليزر"؟
هناك أنواع عديدة من العلاج بالليزر لمشكلات كثيرة في البشرة وأخرى لإزالة الشعر الزائد، إلا أنّ تقنية "بيكو ليزر" تفوّقت على غيرها، باعتبارها من أكثر العلاجات أماناً وسرعةً، ونتائجها مدعومة بأدلّة علمية موثوق بها.. لماذا؟
تتطور التكنولوجيا بسرعة في مجالات عالم التجميل والعلاجات الطبية، إلا أنّ بعض التقنيات سجلت نجاحات نوعية وتفوقت على غيرها في هذا المجال.
نتطرّق في الجزء الحادي عشر من سلسلة تقارير "التجميل بلا جراحة"، إلى تقنية "بيكو ليزر" (Pico Laser) المعروفة بــ"picosecond laser"، وتُعد هذه التقنية من أهم التقنيات المتطورة والآمنة والرائجة على نطاق واسع حالياً. وهي من الإجراءات السريعة والآمنة وغير الجراحية، ونتائجها مدعومة بأدلّة علمية موثوقة.
تتحدث الدكتورة رمزية العنان إلى "الميادين نت" عن التقنية، باعتبارها الحلّ "المعجزة" للوصول إلى الهدف المنشود، وهو الحصول على بشرة صافية ومشرقة وشابة، بأقل وقت ممكن، وتعطي نتائج ملموسة ودائمة في جلسات قليلة.
وتشرح، أنّ هذا الإجراء يستخدم لعلاج مشكلات وعيوب في الوجه والجسم معاً، وأهمها ندبات حب الشباب، والنمش، والبقع الداكنة، والوحم والكلف، وتغير لون الجلد الناتج عن أضرار أشعة الشمس، والتصبغات الجلدية والعمرية، والوشم غير المرغوب فيه، إضافة إلى التجاعيد، والبشرة الحساسة.
كيف يعمل "Pico Laser"؟
وعن كيفية عمل هذه التقنية المميزة والسريعة، توضح الدكتورة أنّ الـ Pico Laser تسمح بإجراء جلسات علاجية سريعة وفعالة وانتقائية جداً للقضاء على التصبغات الجلدية، وإزالة الوشم (بألوان قابلة للعلاج) مثل الحبر الأسود، والرمادي (الأسهل في الإزالة)، يليه اللون الأخضر الداكن. كما يعزّز هذا الإجراء الإيلاستين والكولاجين في الجلد ويعيد النضارة إليه، لتصبح البشرة أكثر نعومة وشباباً.
وتضيف أنه بالنسبة إلى الوشم الصغير الذي يتراوح ما بين 5 و 2 سم، فنوصي بالعلاج ما بين 4 و 6 أسابيع.
أما بالنسبة إلى الوشم الكبير، فنوصي بالانتظار من 6 إلى 8 أسابيع بين العلاجات للسماح للمنطقة بالشفاء قبل البدء بجلسات أخرى.
وتلفت إلى أنّ هناك عاملاً إضافياً مهماً وهو نوع الوشم، وحجم جزيئات الحبر والألوان المستخدمة فيه، التي تتطلب أنواعاً مختلفة من استخدام الموجات الضوئية بالليزر، وجميعها لها تأثير في تحديد عدد جلسات العلاج التي يحتاج إليها الشخص للتخلص من الوشم.
كيف يعمل الـ"بيكو ليزر"؟
أما بالنسبة إلى كيفية عمل ومضات الليزر على المنطقة المستهدفة، فتشرح الدكتورة رمزية أنّ "pico laser" يرسل ومضات طاقة قصيرة جداً (جزء من تريليون من الثانية) من دون حرارة وعالية التركيز، إلى المناطق المستهدفة في الوجه والجسم.
وتؤثر الومضات في الطبقة الخارجية للجلد بشكل لطيف وآمن، من دون أن تحرقه أو أن تتسبب بأي إزعاج للشخص. وتعمل هذه الومضات الضوئية على تكسير التصبغات إلى جزيئات صغيرة قبل أن تنتشر الحرارة حولها،ثم يتخلص منها الجسم طبيعياً. حتى إنّ أصباغ الميلانين الصغيرة ذات البقع الفاتحة يمكن تكسيرها وإزالتها باستخدام هذا النوع من الليزر.
ويمكن تعديل ومضات "pico laser" لجعلها أطول عبر تزويدها بمجموعة متنوعة من أدوات التطبيق، لاستهداف الصبغة على سطح الجلد لإزالتها تماماً في جلسة واحدة فقط، مؤكدةً أنها تعطي نتائج ملموسة، وخصوصاً للذين يملكون بشرة حساسة.
العلاجات المتعددة بـ"pico laser" تتميز بالسرعة الفائقة، وتستغرق فقط ما بين 5 - 30 دقيقة لكل جلسة، وهي غير مؤلمة، ولا تتطلب أي فترة نقاهة بعد الجلسة. إلا أنّ البعض قد يعانون من احمرار وتورم في الجلد، لكن هذا العارض يزول خلال ساعات قليلة، ويمكنهم ممارسة حياتهم الطبيعية بعد الجلسة مباشرة.
وتشدد الدكتورة العنان على أنه يجب استخدام نظام الليزر فقط من قبل أعضاء مهنة الطب المدربين، أو المتخصصين المدربين تدريباً متقدماً.
ما الحالات غير الملائمة للعلاج بالـ"pico laser"؟
مع أنّ الليزر هو بالأساس عبارة عن حزمة كبيرة من الطاقة، ويستخدم للعلاجات السريعة، إلا أن الدكتورة رمزية تشدد على أنّ هذا النوع من الليزر لا يسبب الألم مثلما يحدث لأنواع أخرى منه، ولا يسبب أي ضرر، إذ يشعر الشخص وكأنّ شريطاً مطاطاً يلمس بشرته. ولا يتطلّب إجراء علاجات أخرى معه للتخلص من المشكلة والحصول على النتيجة المرغوب فيها.
تحذر الدكتورة العنان من إجراء هذا العلاج للذين يعانون من التهابات جلدية نشطة، مثل الجروح المفتوحة في المنطقة المراد علاجها، وفي حالة الحمل والرضاعة، والأماكن المعرضة لندبات الجدري، وحالات أخرى يحددها الطبيب المختص.
للاطلاع على كامل تقارير الملف، إضغط على الرابط: "التجميل بلا جراحة".
إقرأ أيضاً: التجميل في العيادات.. شباب دائم بلا عمليات جراحية
* الدكتورة رمزية العنان:
دكتوراه في الصيدلة السريرية، مرخصة ومعتمدة من المجلس الأميركي، متخصصة بالطب التجميلي، ومحاضرة في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا في بيروت.