التجميل بلا جراحة: تعرفوا إلى استخدامات التحفيز الكهربائي للعضلات
تقنية التحفيز الكهربائي للعضلات باتت توفر حلاً لمن يعانون من زيادة في الوزن، وتكدّس للدهون في البطن والخصر والأرداف. إليكم المعلومات الكاملة حول هذه التقنية وكيف تعمل؟
في الجزء العاشر من سلسلة تقارير "التجميل بلا جراحة"، نتطرق إلى تقنية التحفيز الكهربائي العصبي للعضلات "EMS"، التي أصبحت الوسيلة الأكثر انتشاراً في مجال اللياقة البدنية، وبناء العضلات.
ما يميز هذه التقنية أنها تجنّب البعض ممن لا يملكون الوقت الكافي، عناء الذهاب إلى النوادي الصحية لساعات طويلة من أجل تحسين مظهر أجسامهم بطريقة سريعة وفعالة، أو اللجوء إلى العمليات الجراحية، أو ممن يتبعون نمطاً غذائياً صارماً، والذي قد يكون مضراً بصحتهم، وفق ما تشرح الدكتورة رمزية العنان للميادين نت.
ويؤكد خبراء اللياقة البدنية فاعلية العلاج بالتحفيز الكهربائي في عملية إنقاص الوزن، والتعافي من الأوجاع بسرعة، عن طريق تحفيز مجموعة عضلية في وقت واحد.
كيف يتم تحفيز العضلات بتقنية EMS؟
بالرغم من استخدامها على نطاق واسع في العيادات والمنتجعات الصحية، تتوفر نماذج في السوق من أجهزة تحفيز العضلات يمكن استخدامها في المنزل.
يتضمن جهاز التحفيز أقطاباً (أسلاك) كهربائية يكون بعضها مجرد أجهزة صغيرة، وقد تكون على شكل بدلات، يتعين على الشخص ارتداء ملابس مبلّلة، وصندوق كبير يوضع على الظهر يشبه المولد، توصل السترة بجهاز الـ "EMS" ليقوم بعدها الشخص بتمارين بسيطة ومتنوعة يركز كلّ منها على منطقة معينة من الجسم.
وتشرح الدكتورة العنان "توضع الأسلاك الكهربائية على أجزاء من العضلات الرئيسية المستهدفة بالعلاج، كالصدر والبطن وأعلى الظهر وأسفله والذراعين والساقين أو الأرداف، ويتم تسليط ومضات كهربائية تعمل على تحفيز أكثر من 80% من العضلات بجهد أقل ووقت أقصر، لتعمل على تنشيط الخلايا، وإثارة انقباض العضلات".
وتتابع "ينتج عن هذا التحفيز تقلّصات عضلية سريعة ومنتظمة، مع فترات توقف طويلة أو انقباضات تستمر لعدة ثوانٍ أو دقائق في المرة الواحدة، ولا تتطلب هذه العملية سوى 20 دقيقة".
في الحالة الطبيعية، الجسم هو من يقوم بتحريك العضلات عن طريق نبضات كهربائية تُرسل من الدماغ عبر الجهاز العصبي المركزي، ولكن جهاز تحفيز العضلات الكهربائي يسمح بحدوث تقلّصات عضلية عميقة كثيفة وكاملة، يتفاعل معها الجسم عن طريق الانقباض اللا إرادي.
وتعتمد تقنية الـ"EMS" على برنامجين، يعمل الأول على تفعيل العضلات، ويتطلب جلسة واحدة في الأسبوع. فيما تتمثل مهمة البرنامج الثاني بالقضاء على السيلوليت "الدهون المتكتلة"، وتعزيز عملية الأيض وحرق الدهون، وهذا يتطلب جلستين إلى 3 جلسات في الأسبوع، اعتماداً على بنية جسم كل شخص وعمره.
هل يساعد التحفيز العضلي الكهربائي على خسارة الوزن؟
وفق الدكتورة العنان، يُستخدم التحفيز الكهربائي كأداة لخسارة الوزن عند المدربين الرياضيين، الذين ارتأوا أنّ تزويد الجسم بالتحفيز الكهربائي يساعد على حرق الدهون، عن طريق فقدان السعرات الحرارية.
ويمكن استخدام التحفيز الكهربائي للعضلات لعدة أهداف مختلفة منها:
- الإحماء قبل التمارين الرياضية.
- فقدان الوزن: تحرق العضلات سعرات حرارية أكثر من الدهون. وتساعد وحدة "EMS" على تقوية العضلات. وعندما نقوم ببناء كتلة العضلات يزداد التمثيل الغذائي، ويتم حرق الدهون الزائدة بمعدل أسرع بكثير. إنّ مفتاح فقدان الوزن هو خسارة السعرات الحرارية، فعند ممارسة التمارين الرياضية يتم حرق الطاقة، ما يجعل حرق السعرات الحرارية أمراً أسهل. ويؤكد خبراء اللياقة البدنية ضرورة تناول الشخص طعاماً صحياً وشرب الكثير من الماء بالتوازي مع تمارين التحفيز الكهربائي.
- التدليك: عند استخدام جهاز "EMS" لتحفيز التدليك، يزداد إنتاج الإندورفين (من الدماغ أو الغدة النخامية) وهو كالمخدر في الجسم، ما يؤدي إلى تحسين الدورة الدموية وتدفق الدم، وتقليل الأوجاع والآلام، وتيبّس العضلات والتهابها، والتعافي بسرعة من الإصابة والأوجاع.
كما أنّ التحفيز الكهربائي يسهّل الانقباضات عند الأشخاص الذين لا يستطيعون الحركة بسبب معاناتهم من إصابة ما أو عملية جراحية، ولكن بمجرد ملاحظة تقلّصات طبيعية إرادية يتم إيقاف العلاج بالتحفيز الكهربائي.
ما هي الفترة الزمنية للتوصل إلى النتيجة المرغوبة؟
تشير الدكتورة العنان إلى أنه من الصعب تحديد وقت لرؤية النتائج، لأنّ لكل شخص بنية جسدية مختلفة، إضافة إلى عوامل أخرى مثل الصحة العامة للشخص والعمر والغذاء، إلخ. "لكن تبين أنّ من اتبع هذا الإجراء لاحظ بعد 6 أسابيع، وبعد قياس مؤشر كتلة الجسم ونسبة الدهون الكلية، وكمية الدهون تحت الجلد، وخاصة في محيط الخصر ودهون البطن، أنّ نظام التحفيز الكهربائي للعضلات أعطى نتائج إيجابية ملموسة"، بحسب الدكتورة العنان.
وأظهرت الدراسات العلمية أنه بعد الخضوع لـ12 جلسة من التحفيز الكهربائي، نقصت الدهون بنسبة 10%، وزادت الكتلة العضلية بنسبة 29% ونقص الوزن 4 كيلوغرامات، وزادت قوة الجسم بنسبة 30%، وتقلصت منطقة الخصر والأرداف لدى النساء 5 سم، ولدى الرجال 6 سم.
هل يُعدّ التحفيز العضلي الكهربائي آمناً؟
تُعدّ تقنية التحفيز العضلي الكهربائي آمنة بشكل عام، وفق ما تؤكد الدكتورة العنان، لكنها تشير إلى أنه قد تحدث بعض الآثار الجانبية مثل، تهيج الجلد من الأقطاب (الشرائط) الكهربائية، وفي حالات نادرة قد يحدث صداع.
كما يحذّر الخبراء الأشخاص الذين يعانون من عدم انتظام ضربات القلب من الخضوع لهذه التقنية، وهي لا تناسب أيضاً مرضى السكري والسرطان، والمرأة الحامل. وفي الوقت نفسه، يحذّرون من المبالغة في استخدام تقنية التحفيز الكهربائي.
للاطلاع على كامل تقارير الملف، اضغط على الرابط: "التجميل بلا جراحة".
إقرأ أيضاً: التجميل في العيادات.. شباب دائم بلا عمليات جراحية
* الدكتورة رمزية العنان:
دكتوراه في الصيدلة السريرية، مرخصة ومعتمدة من المجلس الأميركي، متخصصة في الطب التجميلي، ومحاضرة في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا في بيروت.