أعراض مرض القلب.. مَن تصيب؟ وكيف نتجنبها؟
القلب هو مضخة الدم في الجسم و"مايسترو" عمل الأعضاء. ظهور أي عارض من أعراض مرض القلب تعيق عمله، وإهمالها يهدد الحياة. فما هي أعراض مرض القلب؟ وكيفية الوقاية منها؟
يشدد الأطباء على ضرورة عدم إهمال أي عارض من أعراض مرض القلب عند ظهوره. فبالرغم من تقدم الطب وأساليب العلاج، لازالت أمراض القلب السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم.
أمراض القلب.. السبب الأول للوفيات عالمياً
في العام 2019، ازداد متوسط عمر الإنسان 6 سنوات عما كان عليه في العام 2000. ارتفع متوسط عمر الإنسان في العشرين عاماً الماضية من 67 تقريباً إلى 73 عاماً. ولكن في المتوسط، يحظى الناس بصحة جيدة في 5 سنوات فقط من تلك السنوات الإضافية.
بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية، يُعزى إلى أمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية وسرطان الرئة ومرض الانسداد الرئوي المزمن مجتمعة، خسارة نحو 100 مليون سنة إضافية من سنوات الحياة الصحية في العام 2019 مقارنة بالعام 2000.
ارتفاع عدد الوفيات بأمراض القلب
بحسب منظمة الصحة العالمية، لا تزال أمراض القلب هي السبب الرئيسي للوفاة على الصعيد العالمي، وتشكل 16% من مجموع الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب.
عدد الأشخاص الذين تفتك بهم اليوم يفوق أي وقت مضى، مع ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن أمراض القلب بأكثر من مليوني حالة منذ العام 2000، ليصل إلى ما يقارب 9 ملايين حالة وفاة في العام 2019.
وقد تركز أكثر من نصف عدد الوفيات الإضافية الناجمة عنها (وعددها مليونا وفاة) في إقليم غرب المحيط الهادئ. وعلى العكس من ذلك، شهدت أوروبا تراجعاً نسبياً في أمراض القلب، حيث انخفضت الوفيات الناجمة عنها بنسبة 15%.
وبالتالي، فإن الكشف المبكر عن أعراض مرض القلب ضروري لتجنب تفاقم المرض وخطورته التي تصل إلى الوفاة.
قبل الحديث عن أعراض مرض القلب، لا بدّ من التعرف إلى وظيفة القلب في جسم الإنسان.
اقرأ أيضاً: ما هو الجاثوم.. أسبابه والوقاية منه
ما هو القلب؟
القلب هو عضو عضلي، يقع في القفص الصدري قليلاً إلى اليسار، خلف القص.
يتراوح طول قلب الإنسان البالغ بين 10 – 15 سم (في الغالب 12 – 13 سم). ويبلغ وزن قلب المرأة بين 250 – 300 غرام، أما قلب الرجل فيزن بين 300 – 350 غراماً.
تبلغ كمية الدم التي يضخها القلب في اليوم نحو 7600 لتر (من 5 إلى 30 لتراً في الدقيقة) بالأوعية الدموية التي يصل طولها إلى 100.000 كيلومتر.
يتألف القلب من قسمين، يسار ويمين، بينهما جدار سميك. يحتوي كل جزء على تجويفين، الأذين والبطين، متصلان بصمام.
اقرأ أيضاً: تمتع بفوائد البصل الصحية والتجميلية.. بدون رائحة
ما هي وظيفة القلب؟
يعمل القلب كمضخة تدفع الدم إلى جميع أنحاء الجسم، وذلك بفضل انقباضاته وتقلصاته المنتظمة، التي تضمن إمداد الجسم كله بالأوكسيجين. للقلب 4 صمامات، تقع بين الأذينين والبطينين من جهة، وعند مخرج البطينين من جهة أخرى، تمنع عند انغلاقهما، ارتداد الدم إلى الاتجاه الخاطئ. ينتج عن انغلاق وانفتاح الصمامات، الصوت المعروف بنبضات القلب.
خلال كل نبضة يتقلص القلب ويرتخي. بداية يتقلص الأذينان ويدفعان الدم إلى البطينين، اللذين يرسلان الدم إلى الشريان الأبهر والشريان الرئوي.
قلب الإنسان لا يتوقف عن العمل أبداً. لكن أحياناً يرتاح خلال لحظة انبساطه بين تقلصين، وتبلغ مدة النبضة الواحدة 0.4 جزء من ثانية.
اقرأ أيضاً: الحبّة السوداء.. علاجات ووقاية وتقوية لجهاز المناعة
تنظيم عمل القلب
ينظم عمل القلب جهاز الغدد الصماء والجهاز العصبي. الجهاز العصبي يزيد أو يقلل من عدد النبضات وقوتها، وهذا ما تقوم به الغدد الصماء عند الحزن أو الفرح أو الإصابة بصدمة عصبية.
خلايا القلب لا تتجدد، أي أن النسيج العضلي للقلب غير قابل للتجدد بعد تلف أي جزء منه. وبالتالي من الضروري الحفاظ على القلب.
للمحافظة على القلب ولكي يعمل القلب بصورة صحيحة وجيدة، يجب إمداده بالمواد الضرورية لتغذيته، خاصة تلك التي تحتوي على عنصري الماغنيسيوم والبوتاسيوم، الضروريين للقلب والأوعية الدموية.
عند قياس ضغط الدم يظهر رقمان يعكسان الحدود بين أكبر وأصغر مقدار لضغط الدم خلال كل نبضة قلب. الرقم الأكبر، هو الحد الأعلى للضغط، والرقم الأصغر، هو الحد الأدنى للضغط، أي عند انبساط عضلة القلب.
اقرأ أيضاً: ما هي أعراض الغدة الدرقية ومخاطرها على الحياة؟
القلب والدورة الدموية
يأتي الدم غير المؤكسج (خالٍ من الأوكسيجين) من جميع أجزاء الجسم، ليدخل الأذين الأيمن الذي ينقبض ويخرج إلى البطين الأيمن. يُغلق الصمام الموجود بين هذين الجزئين. ينقبض البطين الأيمن ويضخ الدم في الجذع الرئوي. ينغلق الصمام الموجود في قاعدة الجذع الرئوي. يتم إرسال الدم إلى الرئتين حيث يتم إثرائه بالأكسجين.
يتم جمع الدم المؤكسج الآتي من الرئتين بواسطة الأذين الأيسر الذي ينقبض ويدفع الدم إلى البطين الأيسر. يُغلق الصمام الموجود بين هذين الجزئين. ينقبض البطين الأيسر ويضخ الدم في الشريان الأورطي. ويغلق الصمام الموجود في بداية الشريان الأورطي. ليتوزع الدم على جميع أعضاء الجسم.
تضمن الشرايين التاجية، التي يغذيها الشريان الأورطي، إمداد القلب بالدم المؤكسج.
تحدث الانقباضات القلبية بالتوازي في الجزأين الأيمن والأيسر من القلب.
اقرأ أيضاً: فقر الدمّ.. عارض صحيّ قد ينبئ بأمراض خطرة
أعراض مرض القلب؟
ليست كل مشاكل القلب مصحوبة بعلامات تحذيرية واضحة. حتى أن بعض أعراض مرض القلب لا تحصل في الصدر، وليس من السهل دائماً معرفة أسباب تلك الأعراض. كما يقول مدير مختبر قسطرة القلب في معهد ولاية بنسلفانيا الدكتور تشارلز تشامبرز، لذلك "إذا لم يكن الشخص متأكداً من سبب تلك الأعراض التي يشعر بها عليه القيام باسشارة الطبيب فوراً".
يقول المتحدث باسم جمعية القلب الأميركية الدكتور فينسينت بوفالينو، إنه "كلما ازدادت عوامل الخطر لدى الإنسان، كلما زاد القلق بشأن أن يكون أي عارض مرتبطاً بالقلب".
وعوامل الخطر، بشكل أساسي لدى الأشخاص البالغين من العمر 60 عاماً وما فوق، هي زيادة الوزن، أو مرض السكري، أو ارتفاع الكوليسترول، أو ارتفاع ضغط الدم.
اقرأ أيضاً: الشاي الأخضر.. فوائد وأضرار ومحاذير
ما هي أعراض مرض القلب؟
أعراض مرض القلب متعددة وأحياناً تكون مضللة وهي:
1. انزعاج وألم في الصدر
إنه العارض الأكثر شيوعاً من أعراض مرض القلب. فإذا كان لديك شريان مسدود أو كنت تعاني من نوبة قلبية، فقد تشعر بألم أو ضيق أو ضغط في صدرك.
يقول تشامبرز: "لكل شخص كلمة مختلفة عن هذا الشعور". "يقول بعض الناس إن الأمر مثل فيل يجثم على صدرهم. بينما يقول البعض الآخر إن الأمر أشبه بقرصة أو حريق".
عادة ما يستمر الشعور لأكثر من بضع دقائق. قد يحدث أثناء الراحة أو عند القيام بمجهود جسدي.
إذا كانت فترة الألم قصيرة جداً وعابرة أو إذا كان الألم يحدث بعد لمس تلك المنطقة أو الضغط عليها، فربما لا يكون من أعراض مرض القلب، كما يقول تشامبرز. إذا كان الألم أكثر حدة واستمر لأكثر من بضع دقائق، عندها يجب الاتصال بإحدى الخدمات الإسعافية الطارئة.
تحذير:
من الممكن أن تعاني من مشاكل في القلب، حتى حصول النوبة القلبية، من دون ألم في الصدر. وهذا الوضع شائع بشكل خاص بين النساء.
اقرأ أيضاً: أعراض القولون العصبي.. الأسباب والعلاج
2. انزعاج في الجهاز الهضمي:
يعتبر الغثيان وعسر الهضم والحموضة المعوية وآلام المعدة، من أعراض مرض القلب، وقد يعاني بعض الأشخاص من هذه الأعراض أثناء النوبة القلبية. والبعض يتقيأ أحياناً.
من المرجح أن يظهر هذه النوع من أعراض مرض القلب لدى النساء أكثر من الرجال.
بالطبع، قد يكون سبب هذه الأعراض اضطرابات في المعدة لأسباب عديدة، كتناول طعام غير مناسب، ولا علاقة لها بالقلب. لكن يجب الحذر منها لأنها قد تحدث أيضاً أثناء نوبة قلبية.
لذلك إذا كنت تشعر بهذه الأعراض وكنت معرضاً لخطر الإصابة بأمراض القلب، دع الطبيب يكتشف ما يحدث، خاصة إذا كنت تعاني من أحد أعراض مرض القلب الأخرى الواردة في هذه القائمة.
3. ألم في الذراع والكتف
من أعراض مرض القلب التقليدية والنوبة القلبية، ألم ينتشر أسفل الجانب الأيسر من الذراع. يبدأ الألم دائماً بالصدر ويتحرك إلى الخارج نحو الكتف.
4. الدوار أو الدوخة
أشياء كثيرة قد تسبب بفقدان التوازن أو الإغماء للحظة، مثل الجوع أو نقص بعض الفيتامينات أو الوقوف بسرعة كبيرة.
لكن إذا شعرت فجأة بعدم الاستقرار وتعاني أيضاً من ضيق في الصدر أو ضيق في التنفس، فاتصل بالطبيب على الفور. لأن ذلك يعني أن ضغط الدم انخفض لأن القلب غير قادر على الضخ بالطريقة الصحيحة.
اقرأ أيضاً: تعرّف إلى كيفية علاج الزكام والوقاية منه
5. آلام الحلق أو الفك
قد لا يكون ألم الحلق أو الفك من أعراض مرض القلب. أحياناً يكون ناتجاً عن مشكلة في عضلات الفك أو عارض من أعراض الزكام ونزلة برد أو مشكلة في الجيوب الأنفية.
لكن إذا حصل ألم أو ضغط في وسط الصدر ووصل إلى الحلق أو الفك، فقد يكون ذلك علامة على حصول نوبة قلبية. يجب فوراً طلب العناية الطبية للتأكد من أن كل شيء على ما يرام.
اقرأ أيضاً: ما هي أعراض الجيوب الأنفية؟ مخاطرها وعلاجها
6. الإرهاق المفاجىء والسريع
عند الشعور فجأة بالإرهاق أو بعد القيام بمجهود بسيط أو معتاد ولم يكن يشكل مشكلة سابقاً، يجب الاتصال بالطبيب على الفور. لأن هذا الإرهاق قد يكون من أعراض مرض القلب.
هذا النوع من التغييرات، أكثر أهمية بالنسبة للأطباء من أي وجع وألم صغير قد يشعر به المريض.
يمكن أن يكون الإرهاق الشديد أو الضعف غير المبرر، أحياناً لأيام، من أعراض مرض القلب، خاصة لدى للنساء.
7. التعرق
خروج العرق البارد من دون سبب واضح، قد يكون من أعراض مرض القلب ويشير إلى نوبة قلبية. إذا حدث هذا مع أي من الأعراض الأخرى، يجب الاتصال بإسعافات الطوارىء على الفور. وإن شعرت بهذا العارض أثناء القيادة يجب التوقف فوراً عن القيادة والاتصال بالاسعاف.
8. سعال لا يتوقف
في معظم الحالات، لا تعتبر هذه علامة على مشكلة في القلب. ولكن إذا كنت مصاباً بمرض في القلب أو كنت تعرف أنك في خطر، فاحرص على الانتباه بشكل خاص لهذا الاحتمال.
إذا كان السعال طويل الأمد وينتج عنه مخاط أبيض أو وردي، فقد يكون ذلك من أعراض مرض القلب، وتحديداً قصور القلب. يحدث هذا عندما لا يستطيع القلب مواكبة متطلبات الجسم، ما يسبب تسرب الدم إلى الرئتين.
إقرأ أيضاً: ما هي أفضل طرق علاج الكحة على اختلاف أنواعها؟
عند هذا النوع من السعال يجب استشارة الطبيب فوراً للتحقق من سبب السعال.
9. تورم القدمين والكاحلين
قد يكون تورم القدمين والكاحلين من اعراض مرض القلب، وتحصل حين لا يتمكن القلب من ضخ الدم بشكل فعال. وعندما لا يتمكن القلب من ضخ الدم بالسرعة اللازمة، فإن الدم يتراجع في الأوردة ويسبب الانتفاخ.
كما يمكن لفشل القلب أيضاً إعاقة الكلى من إزالة الماء الزائد والصوديوم من الجسم، ما يسبب احتباس الماء وبالتالي الانتفاخ.
اقرأ أيضاً: فوائد القرنفل.. من محاربة السرطان والسكري إلى تقوية جهاز المناعة
10. عدم انتظام ضربات القلب
من الطبيعي أن تتسارع نبضات عند التوتر أو الحماس، ولكن إذا حصل تسارع نبض القلب، من دون سبب، لأكثر من بضع ثوانٍ أو إذا كان يتكرر كثيراً، لا بدّ من استشارة الطبيب فوراً.
ففي معظم الحالات، يحدث هذا التسارع بسبب الإفراط في تناول الكافيين أو قلة النوم، على سبيل المثال. لكن في بعض الأحيان، من الممكن أن يكون من أعراض مرض القلب، فهذه الحالة تُسمى الرجفان الأذيني التي تحتاج إلى علاج.
ما هي النوبة القلبية؟
عند ظهور عارض أو أكثر من أعراض مرض القلب، وتفاقمها بسبب عدم علاجها أو عدم الالتزام بتعليمات الطبيب المعالج، تحدث النوبة القلبية، والتي تُسمى أيضاً احتشاء عضلة القلب. النوبة القلبية هي حالة طارئة للغاية وتشكل خطراً حقيقياً على الحياة وتتطلب الحصول على المساعدة الطارئة.
كيف تحدث النوبة القلبية؟
تحدث النوبة القلبية أو احتشاء عضلة القلب، بسبب انسداد الشريان الذي يمد القلب بالدم وبالتالي بالأوكسيجين وهو الشريان التاجي. وبسبب حرمانه من الأوكسيجين، تموت خلايا عضلات القلب.
هذا يؤدي إلى مشاكل في تقلص عضلة القلب، والتي تظهر في عدم انتظام ضربات القلب وفشل القلب وحتى قصور القلب. الحل الوحيد هو فتح انسداد الشريان (ميل أو قسطرة) في أسرع وقت بعد ظهور تلك الأعراض. التدخل السريع، يقلل من الوفيات والمضاعفات المرتبطة باحتشاء عضلة القلب.
اقرأ أيضاً: فوائد زيت الزيتون.. غذائية وعلاجية وتجميلية
ما الفرق بين النوبة القلبية والسكتة القلبية؟
لا تحدث السكتة القلبية بالضرورة عند حدوث النوبة القلبية، كما أنه لا تؤدي النوبة القلبية دائماً إلى سكتة قلبية.
تكون عواقب احتشاء عضلة القلب، أكثر أو أقل خطورة، اعتماداً على مدى تضرر المنطقة المختنقة وسرعة ضخ القلب. إذا كان الضرر شديداً جداً أو جسيماً، فقد يتوقف القلب عن النبض على الفور، لأن العضلات لم تعد ممتلئة بالدم. يمكن أن تحدث السكتة القلبية بعد ذلك.
أعراض مرض القلب عند النساء
نحو نصف النساء دون سن الـ60 اللواتي تعرضن لنوبة قلبية، لا يعانين من أعراض مرض القلب التقليدية، مثل ألم في الصدر يمتد إلى الذراع والفك الأيسر.
تتأثر النساء بالأحرى بـ3 أعراض غير نمطية لمرض القلب وهي:
1 الشعور بالإرهاق
2 ضيق التنفس عند المجهود
3 الغثيان.
على النساء مراقبة وضعهن الصحي، خصوصاً إذا توفر عامل خطر واحد على الأقل، لأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل:
التدخين والإجهاد النفسي والتوتر والاكتئاب والكولسترول وارتفاع ضغط الدم وداء السكري والسمنة، وغيرها من العوامل.
اقرأ أيضاً: ما هي أعراض سرطان الثدي وطرق علاجه والوقاية منه؟
لماذا تتعافى النساء من النوبة القلبية بصعوبة؟
تميل النساء إلى الاستهانة بألمهن، وغالباً ما يكنّ في حالة إنكار لأعراض مرض القلب لديهن، وهو مضيعة حقيقية للحظ. إذ ليس سهلاً تعافي النساء من النوبة القلبية. لأن شرايين النساء أدق وأكثر هشاشة من شرايين الرجال.
لماذا تتزايد نسبة حدوث النوبة القلبية بين الشابات؟
قبل انقطاع الطمث، تكون النساء أقل عرضة للإصابة بنوبة قلبية بـ4 مرات من الرجال. مع ذلك، فإن نسبة الشابات اليوم من ضحايا احتشاء عضلة القلب تميل إلى الزيادة، لأسباب كثيرة، فقد تغير نمط حياتهن على مدى 30 عاماً تقريباً وبات يشبه نمط حياة الرجال. وباتت النساء تتبع نفس السلوكيات المحفوفة بالمخاطر مثل الرجال، مثل:
التدخين وشرب الكحول والتوتر وعدم انتظام الغذاء، وكلها عوامل تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية.
أعراض مرض القلب عند الشباب
خلافاً للاعتقاد الشائع، فإن النوبة القلبية تحدث قبل سن الـ45 لـ50% من الأشخاص، الذين يعانون من أعراض مرض القلب ولديهم عوامل الخطر القلبية و/ أو متعاطي المخدرات.
ففي الولايات المتحدة الأميركية مثلاً، تراجع العدد الإجمالي للنوبات القلبية لدى كبار السنّ، في حين أن أعراض مرض القلب وحدوث النوبات القلبية تزداد لدى الشباب الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً، بما في ذلك من هم في العشرينات والثلاثينيات من العمر.
يزداد ظهور أعراض مرض القلب عند الشباب وحدوث النوبات القلبية بين المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاماً. بين عامي 2000 و2016، ارتفع معدل النوبات القلبية، لدى الشباب في العشرينات أو أوائل الثلاثينيات، بنسبة 2% كل عام في هذه الفئة العمرية الصغيرة.
يواجه المرضى الذين أصيبوا بنوبة قلبية في سنّ العشرينات أو الثلاثينيات، نفس المخاطر التي يتعرض لها المرضى الأكبر سناً. بمجرد حصول أول نوبة قلبية، يصبح احتمال الوفاة بنوبة قلبية كبرى ثانية أو سكتة دماغية بغض النظر عن العمر.
اقرأ أيضاً: تعرف إلى فوائد البابونج.. نبتة صغيرة بمفعول سحري
لماذا تظهر أعراض مرض القلب عند الشباب؟
أسباب متعددة تؤدي إلى ظهور أعراض مرض القلب عند الشباب، منها السلوكي ومنها الصحي، أبرزها:
1- مرض السكري
يعتبر مرض السكري من أخطر العوامل الرئيسية لظهور أعراض مرض القلب عند الشباب، وبالتالي حدوث نوبة قلبية مبكرة. ويرتفع احتمال الوفاة بأمراض القلب لدى الشباب المصاب بداء السكري من مرتين إلى 4 مرات، مقارنة بالبالغين الذين لا يعانون من مرض السكري.
تتطور المشكلة عندما لا يتم التحكم في نسبة السكر اللازمة. فارتفاع نسبة السكر في الدم يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية، ما يزيد من تراكم الدهون في الشرايين والتسبب في تصلب الشرايين.
كما أن مرضى السكري، أكثر عرضة للإصابة بأمراض صحية مزمنة أخرى تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بنوبة قلبية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول.
2- ارتفاع ضغط الدم
يُعد ارتفاع ضغط الدم أحد أكبر عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. تماماً كما النوبات القلبية، يرتفع معدل حدوث ارتفاع ضغط الدم بشكل أسرع لدى الشباب منه لدى كبار السن. يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تضخم عضلات القلب ويضر الأوعية الدموية، فيزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية.
3- زيادة الوزن والسمنة
تساهم زيادة الوزن من خطر الإصابة بنوبة قلبية لعدة أسباب. فالوزن الزائد هو عبء على قيام القلب بوظيفته اللازمة. السمنة وحدها تجعل المصاب الشاب أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية حتى لو كان بصحة جيدة.
غالباً ما يعاني المرضى الذين لديهم زيادة في الوزن أو السمنة، من مشاكل صحية أخرى تنتقص من صحة القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
اقرأ أيضاً: الصيام المتقطع وأفضل النصائح الطبية لممارسته
4- التدخين والسجائر الإلكترونية
يعد التدخين على أنواعه وحتى السجائر الإلكترونية (Vaping) أحد عوامل الخطر الأعلى بين كل العوامل التي تساهم في الإصابة بالنوبات القلبية لدى الشباب.
يزداد خطر الإصابة بنوبة قلبية بالتناسب المباشر مع عدد السجائر التي يتم تدخينها. يؤدي تدخين عبوة واحدة يومياً إلى زيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية بأكثر من الضعف مقارنة بغير المدخنين.
كما أن خطر السجائر الإلكترونية (vaping) ليس أقل بكثير من السجائر العادية. إذ تحتوي السجائر الإلكترونية على النيكوتين والمركبات السامة الأخرى، التي تسرع من معدل ضربات القلب وترفع ضغط الدم.
وجدت دراسة حديثة، أن التدخين الإلكتروني (vaping) يجعل من مستخدمه أكثر عرضة بنسبة 34% للإصابة بنوبة قلبية، مقارنة مع غير المدخن.
5- تعاطي المخدرات
أثبت الخبراء أن مادة الكوكايين تزيد من معدل ضربات القلب وترفع ضغط الدم وتتلف الأوعية الدموية، وبالتالي تزيد من احتمال الإصابة بنوبة قلبية. المخدرات على أنواعها تزيد من معدل ضربات القلب وتزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية.
ما هي أعراض مرض القلب عند الشباب؟
عند ظهور أعراض مرض القلب عند الشباب، يعني أن احتمال الإصابة بنوبة قلبية كبير. ومن علامات الاحتشاء الرئيسة، حدوث ألم قوي في منتصف الصدر، وغالباً ما ينتشر إلى الكتفين والذراع اليسرى والفك. ومن الممكن للمصاب أن يشعر:
بالضيق أو الغثيان أو الدوخة أو فقدان الوعي والتعرق عرقاً بارداً.
غالباً ما يكون احتشاء عضلة القلب مؤلم جداً، ولكن ليس دائماً. حتى أن بعض حالات الاحتشاء تكون صامتة، فنحو ربع حالات احتشاء عضلة القلب غير مصحوبة بعلامات نموذجية. ويحدث أيضاً أن يتم الكشف عن نوبة قلبية لاحقة، بسبب حدوث مضاعفات.
تحذير:
أي ألم شديد أو معتدل في الصدر يجب اعتباره نوبة قلبية، ويجب الاتصال بالطبيب أو الاسعافات الطارئة.
أعراض مرض القلب عند المراهقين
بالرغم من أن أمراض القلب لا تُعد سبباً رئيسياً للوفاة عند المراهقين والأطفال، إلا أنه من الضروري مراعاة عوامل الخطر منذ سن مبكرة، مثلاً:
التبغ والكحول والسمنة والخمول البدني ونظام غذائي غير صحي (غني بالدهون والنشويات ويفتقر إلى الفاكهة والخضروات).
فالسلوك الصحي في مرحلة المراهقة، هو رأس مال صحة القلب في مرحلة البلوغ. لذلك على الأهل أو المربين، وفي سن المراهقة، الاهتمام بصحة المراهق وتأمين كل ما يتطلب للحفاظ على القلب والأوعية الدموية في المستقبل.
في دراسة نشرتها مجلة The Lancet حول تقييم المخاطر السلوكية التي يتعرض لها المراهقون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث تحدث 80% من الوفيات بسبب النوبة القلبية.
تناولت الدراسة، التي قدمها الباحثون على أنها "الأكبر" من نوعها، صحة نحو 170 ألف مراهق، تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عاماً، من 65 دولة، من الجزائر إلى جامايكا، مروراً بالسنغال.
اقرأ أيضاً: أفضل تمارين البطن لشدّ الترهل وحرق الدهون
تم أخذ 5 عوامل سلوكية خطيرة في الاعتبار:
كمية استهلاك التبغ والكحول والفاكهة والخضروات ومستوى النشاط البدني والسمنة. توصلت الدراسة إلى أن 40% من المراهقين في هذه البلدان، يعاني من عاملين على الأقل من عوامل الخطر هذه. وواحد من كل 10 من 3 عوامل على الأقل.
التدخين العامل الأخطر
مع ذلك، فإن كل هذه العوامل المختلفة ليست متساوية. فالتدخين، على سبيل المثال، يضر بالقلب أكثر من الاستهلاك المنخفض للفاكهة والخضروات. لذلك، فإن الإحصاءات ليست كافية لتقييم مخاطر القلب والأوعية الدموية بدقة عند المراهقين، لا سيما أنها لا تأخذ السمات الشخصية بالاعتبار.
تؤكد الدراسة أن تفسير الفوارق (المنخفضة والمتوسطة الدخل)، يظل معقداً، ولا يبدو أنها مرتبطة فقط بالفقر أو الثراء.
وفقاً للباحثين، فإن "الأعراف الاجتماعية والثقافات التي تشكل السلوكيات الصحية للمراهقين، وغيرها من العوامل السياسية والاقتصادية، قد تعزز أو تحد من الخيارات التي يتخذها المراهقون".
بالإضافة إلى العوامل السلوكية، يمكن حماية صحة القلب للمراهقين، بالعناية بعوامل خطر أمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري. ويظل تحديد هذه المخاطر مبكراً، أولوية لمنع حدوثها أو تفاقمها.
اقرأ أيضاً: التسمم الغذائي.. أسبابه ومخاطره والوقاية منه
خطر بدانة الحوامل على قلب المولودين
أظهرت دراسة نُشرت في الـ13 من آب/أغسطس للعام 2013، في المجلة الطبية البريطانية (BMJ)، التي تحذر من انتشار وباء السمنة، أن أطفال النساء الحوامل البدينات عند الولادة، أكثر عرضة للوفاة المبكرة في مرحلة البلوغ.
درس الباحثون 37709 أطفال في اسكتلندا، ولدوا لـ28540 امرأة من العام 1950 إلى العام 1976. أثناء الدراسة، كانت أصبحت أعمار هؤلاء الأطفال بين 34 و61 عاماً، وتوفي منهم 6551 قبل الأوان.
لاحظ الباحثون أيضاً، أن زيادة خطر دخول المستشفى بنسبة 42% لمشاكل القلب والأوعية الدموية (الذبحة الصدرية، واحتشاء عضلة القلب، والسكتة الدماغية و..) لدى البالغين المولودين لأمهات بدينات.
اقرأ أيضاً: ما هي أعراض الحمل المبكر وكيف تجتازين حملك بأمان؟
ضرورة تحسين وزن المرأة قبل الحمل
أوصى الباحثون في ختام دراستهم، بأن "هناك حاجة ماسة إلى استراتيجيات التدخل لتحسين الوزن قبل الحمل"، بالنظر إلى أن واحدة من كل 5 نساء حوامل في المملكة المتحدة تعاني من السمنة (حين صدور الدراسة).
وأضافوا أن نحو 64% من النساء في الولايات المتحدة اللواتي في سن الإنجاب، يعانين من زيادة الوزن، و35% منهن يعانين من السمنة. وأشاروا إلى اتجاه مماثل في أوروبا.
تضاعف حالات السمنة عالمياً
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، كان 1.4 مليار شخص في سن 20 وما فوق يعانون من زيادة الوزن في العام 2008، منهم أكثر من 200 مليون رجل ونحو 300 مليون امرأة، يعانون من السمنة. وتشير المنظمة الدولية إلى أن حالات السمنة تضاعفت على الصعيد العالمي منذ العام 1980.
أعراض مرض صمامات القلب
يحتوي القلب على 4 صمامات رئيسية، وهي الصمام التاجي (Mitral valve) والصمام الأبهري (Aortic valve) والصمام الرئوي (pulmonary valve) والصمام ثلاثي الشرفات (tricuspid valve). هذه الصمامات تضمن حركة تدفق الدم بالشكل الصحيح، من وإلى كافة مناطق الجسم.
عندما يصاب واحد أو أكثر من صمامات القلب بمشكلة، يؤدي ذلك إلى خلل في تواتر عملية فتحها وإغلاقها الطبيعية، ما يؤثر سلباً على عملية تدفق الدم في الجسم.
يجب الإسراع بعلاج الصمامات بعد ظهور عارض أو أكثر من أعراض مرض صمامات القلب. لأنه يقلل يهدد الحياة ويقلل من جودتها ومتعتها.
كيف تتطور أعراض مرض صمامات القلب؟
قد تتطور أعراض مرض صمامات القلب، وتؤدي إلى إحدى المشكلتين التاليتين أو كلتيهما:
1- تضيق فتحة الصمام، ما يحدّ من إمداد الجسم بالدم.
2- قصور الصمامات (لا تغلق بالكامل)، ما يعني أن الدم يتدفق بالاتجاه المعاكس. يقلل ارتجاع الدم (أو قلس) من قدرة القلب على ضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسم. كما أنه يتسبب في تراكم الضغط الخلفي في القلب والرئتين.
اقرأ أيضاً: فوائد وأضرار القسط الهندي.. ما هي؟
أسباب ظهور أعراض مرض صمامات القلب
- قد يكون مرض صمامات القلب خَلقياً أي بالولادة، وقد يكون مُكتسباً أو بسبب عدوى.
- مرض القلب الصمامي المُكتسب هو الشكل الأكثر شيوعاً. أحياناً لا يكون السبب معروفاً، لكنه يُحدث تغيرات في بنية صمامات القلب، حيث تتشكل الرواسب المعدنية على الصمامات أو الأنسجة المحيطة بها.
- يسبب مرض القلب الصمامي المُعدي، تغيرات في الصمامات بسبب أمراض مثل الحمى الروماتيزمية أو الالتهابات.
أعراض مرض صمامات القلب
قد يصاب الشخص بهذا المرض لعدة سنوات، من دون أن يشعر المريض بأي عارض من أعراض مرض صمامات القلب، وعندما تبدأ الأعراض بالظهور، فإنها تشمل على:
- ضيق في التنفس أو صعوبة في التنفس، خاصة بعد النشاط والاستلقاء.
- الشعور المتكرر بالدوار.
- صدور صوت غير طبيعي من القلب.
- الوهن والضعف الشديد لأداء الأنشطة المعتادة.
- ضغط أو ثقل على الصدر، خاصة عند ممارسة الرياضة أو الخروج من مكان دافىء إلى مكان بارد.
- خفقان القلب أو الشعور بأن القلب ينبض بشكل غير منتظم.
- تورم في الكاحلين أو القدمين أو البطن.
- سرعة في زيادة الوزن.
من الممكن أن تكون أعراض مرض صمامات القلب خفيفة أو غائبة تماماً .
كيف تتم السيطرة على أعراض مرض صمامات القلب؟
من الممكن السيطرة على بعض عوامل الخطر لمرض صمامات القلب، مثل:
- السيطرة على الالتهابات الحلق التي تسبب حمّى الروماتيزم.
- السيطرة على ارتفاع ضغط الدم ومستوى الكوليسترول والسكري.
- الحفاظ على صحة القلب لعدم حدوث نوبة قلبية أو أكثر.
اقرأ أيضاً: اللفت الألماني غنيّ بالبروتينات والمعادن ويقوي جهاز المناعة
ولكن هناك عوامل خطر لا يمكن السيطرة عليها، مثل:
- الشيخوخة والتقدم بالسنّ
- أمراض القلب الخَلقية (عند الولادة).
الطبيب وحده قادر على تشخيص مرض صمامات القلب، وتحديد طبيعة تلف الصمام من خلال الأعراض وإجراء الاختبارات اللازمة.