مسارات متوالدة تحيي المزيد من مكامن فلسطين

تنشط في فلسطين مجموعات ناهضة يتخذ كل منها خط سير للتعرف على معالم فلسطين التاريخية، ومواقعها، وآثارها، وتتفرع من المسارات فروع جديدة تعطي دفعا للجولات في فعل مقاومة، ناعمة الطابع، لكن عميقة الأثر.

استراحة وادي جماعين

تنطلق المسارات في فلسطين بكل اتجاه. تستذكر، وتحيي الكامن في ثنايا النكبة من حقائق فلسطين، وتاريخها، ومواقعها، وكل ما فيها. تستنبشها، توقظها من سباتها في عمل هاديء، لكن لا يمكن تصنيفه إلا فعل مقاومة من نوع جديد. عشرات المسارات يتكون كل منها من عشرات المتطوعين من أبناء البلد، التائقين لمعرفة المزيد عن بلدهم، والمندفعين لإحياء كل كوامنها.

بعض المسارات تنطلق من رام الله، وتدخل فلسطين التاريخية بأذونات عبور من سلطات الاحتلال الاسرائيلية، وتتخذ كل مرة مسارا مختلفا، يعبر كل مسار منها مسلكا محددا، فيها مواقع ومعالم منها الطبيعي، ومنها التاريخي، ومنها الاجتماعي، ليتخذ المسار مسلكا آخر في الجولة التالية.

بدأت المسارات بعدد قليل منها، وما لبثت أن تعددت، وتنوعت، دون تغيير في الهدف: التعرف على فلسطين وإحيائها. وباتت المسارات تتوالد من رحم مسارات أسبق، تلعب فيها ظروف التناسب، والتوقيت دورا بضرورات نشوئها، دون ان يعتبر ذلك خلافا، أو انشقاقا، بل تفرعا واستمرارا.

ولدت من مسار "امشي.. تعرف ع بلدك" عدة مجموعات ناشطين، نظمت مجموعة منها مسارا جديدا، نسقته ابتسام سليمان، أما الدليل فكان رمزي حجاجرة، وعنوان المسار: مسار بيسان.

انطلق المسار، ومن ضمن المشاركين فيه ناشطة في المسارات رشا القواس التي تناولت محطات المسار، فكانت أولاها إلى وادي جماعين،

وادي جالود أو جالوت

ثم نحو بيسان، والوصول الأول إلى وادي جالود، ويسمى أيضا وادي جالوت.

جسر القنطرة

ومن محطات المسار محطة جسر القنطرة

مطحنة على الماء

ثم مطحنة قمح تعمل على ضغط المياه، وتعود لزمن الاتراك 1870 - 1945، مع العلم أنه كان يوجد حوالي 30 مطحنة قمح في المنطقة والسبب يعود إلى كمية المياه المتدفقة والغزيرة جداً في المنطقة.

المسربين

بعد ذلك، وصل الفريق إلى موقع يدعى المسربين، وهذا يدل على تدفق كبير لكميات وفيرة جداً من المياة من مصدرين. واللافت وجود نبات يعرف بنبات الكَلح، اشبه بالشومر، وفيه نوع من المخدر، ومن يتناوله، يصاب بالهلوسة، وبالعامية يقال مكلِح:

بقايا جسر باب دمشق

ثم وصولا إلى جسر روماني يسمونه جسر باب دمشق، هدم بالزلزال عام 749 ارتفاعه 14 متر وطوله 37

رأس الباقورة

بعده منطقة رأس الباقورة من الاراضي الاردنية محطة غوتنبرغ التي انشأت عام 1931 عند نقطة التقاء نهري اليرموك والاردن، وكان يوجد 11 جسر هدمت عام 1946

جامع الفاروق أو جامع الأربعين

وفي بيسان، ما يزال قائما 16 بيت لعائلات فلسطينية، وقلعة صليبية، وبيت البريد الذي بني على ايام الانكليز واثار من الاتراك،

وأبرز الآثار التركية جامع الأربعين أو جامع الفاروق

سقف جامع الفاروق مدمرا

والجامع مملوكي الطابع يعود تاريخة للقرن السادس عشر، بني على أنقاض أول جامع سابق شيد سنة 806 ميلادية، أي بعد ظهور الإسلام بما يقارب القرنين من الزمن، وتحديدا 184 سنة. وفي القرن الثاني عشر، حول الجامع إلى كنيسة أرثوذكسية.

وفي زمن السلطان عبد الحميد الثاني، أعيد تحويل البناء إلى جامع سنة 1882. وقد حفر على لوحة بازلت فوق باب داخلي،كتابة بالعربية في مديح السلطان عبد الحميد الذي تكفل بالتجديد.

وعلى الجدار الجنوبي، ترتفع مئذنة لنحو عشرة أمتار، ثم أضيف إليه جناح من الحجر الكلسي زمن الانتداب البريطاني (1920-1948).

وبعد نشوء سلطة الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين، تحول البناء إلى متحف تعرض فيه بقايا أثرية مكتشفة في محيط المبنى.

سرق المتحف مرارا، ووزع ما تبقى من محتوياته على متاحف في القدس وحيفا، وبعد ذلك، استخدم المبنى كمستودع للفخاريات قبل أن تأتي عليه النيران.