السموعي المهجرة: تواصل الداخل والخارج..وتوق للعودة
السموعي من القرى الفلسطينية المهجرة سنة ١٩٤٨، انتشر أهلها بعد التهجير في مختلف أنحاء فلسطين، وكثيرون لجأوا إلى لبنان، ويقيمون في مخيماتهم فيه.
"السموعي" قرية فلسطينية مهجرة، تقع على بعد خمسة كيلومترات إلى الجنوب الغربي لمدينة صفد، وتعلو 675 م عن سطح البحر. وقد يكون اسمها تحريفا ل "أشتموع" الكنعانية، ومعناها "طاعة"، بحسب "معجم أسماء المدن والقرى الفلسطينية لحسين علي لوباني الذي يضيف بتعريفها أنه "تحيط بها اراضي قرى: عين الزيتون، ميرون، بيت جن، فراضية، والظاهرية التحتا. تعد القرية ذات موقع أثري ما زال يحتوي على أساسات جدران، وبناء متهدم فيه عمود، وقاعدة عمود، ومدافن منقورة في الصخر، ومغائر وعتبات، وابواب عليا”.
ويفيد لوباني أن "الصهاينة دمروها عام 1948، واقاموا على أنقاضها وأراضيها مستعمرتي "كفارشماي" عام 1940، و"اميريم" عام 1950، وتقع بجوارها خربة "رأس الفوار" الأثرية، وكان فيها 310 نفس عام 1950”.
لجأ كثيرون من اهالي السموعي إلى بقية المناطق الفلسطينية المأهولة غير المهجرة، وآخرون إلى لبنان حيث ينتشرون في مخيماته.
وفي مخيم النهر البارد شمالي لبنان، أسس اهل "السموعي" تجمعا حاول إحياء البلدة، والحفاظ على ذاكرتها، وتراثها، واسمها "رابطة أهالي السموعي"، وهي نقطة تواصل بين اهالي البلدة المنتشرين في لبنان وسوريا والاردن وفلسطين وبلدان المهجر في امريكا واوروبا، وفي أرشيفها أنه في نهاية تشرين الأول سنة 1948م وقعت السموعي ضمن نطاق جيب كونته، وحدات الجيش الاسرائيلي، والقرية قاومت الهجوم الاسرائيلي.
ومن صفات الأهالي أنه ظهرت بينهم المحبة والأحترام المتبادل، وهم يتزاورون في مختلف المناسبات، ومن الأمثلة على الحفاظ على الأمانة انه أنشئ للبلدة صندوق توضع فيه الأموال التي تجمع من الأهالي، و كان أمينه رجل يدعى "أبو عزمي"، يدفع كل فرد جنيها فلسطينيا شهريا، ولما سقطت البلدة في 29 تشرين الأول سنة 1948م ، أخذ ما كان موجودا في الصندوق من أموال، وخبأها في صدره حتى وصل أهل البلدة الى قرية (الرميش)على حدود لبنان الجنوبية. و لما استقر الناس في مخيم (برج البراجنة) في صور، أرجع المرحوم أبو عزمي الى كل أهل البلدة ما لهم من أموال.
أنشئ في القرية مجلس يدعى مجلس الشيوخ. كان يضم في ذلك الوقت الكبار و العقلاء، و كان من بينهم: محمد علي طه الحاج (أبو راسم) و نايف محمد ابراهيم الأشقر، و أنشئ بعد ذلك مجلس عسكري برئاسة محمد أحمد سليم الأشقر (أبو غازي) حيث كان عنده خبرة عسكرية. و اصبح هناك ثلاث هيئات تدير شؤون القرية: هيئة الشيوخ، مجلس بلدي و مجلس عسكري استطاعوا أن يحافظوا على سكان البلدة من أي اعتداء عليها.
اشتهر أهل القرية بالضيافة حيث كان يوجد فيها نحو عشر مضافات مفتوحة ليلا نهارا لاستقبال الضيوف و الاقامة فيها، و تقديم كل ما يلزم للضيف من مأكل و مشرب و نوم.
و مما يدل على هذا الكرم وجود مضافة مختار القرية المرحوم عبدالقادر صالح الأشقر (أبوصالح) و هو مكان خاص تفض فيه المنازعات ان وقعت بين سكان القرية، بالاحترام المتبادل.
أهم جبالها جبل السنديان، وجبل الرصيف، وجبل الأربعين، ويقول معمرون أنه دفن 40 شهيدا في قمة الجبل أيام الفتوحات الاسلامية، واذا ما وقف الأنسان على قمة هذا الجبل، أمكنه رؤية خمس مدن فلسطينية هي: عكا، الناصرة، حيفا، طبريا، صفد، و قسما من الجولان.
يوجد في القرية أكثر من خمسين مغارة منحوتة في الصخر منها مغارة الجوق القريبة من وادي الطواحين، التي كانت تتسع لخمسة آلاف رأس من الماعز، و بالقرب منها نبع يسمى عين الريحانة، و سمي وادي الطواحين بهذا الاسم لأنه كان يدير خمس عشرة طاحونة على الماء، و بين الطاحونة و الأخرى خمسمائة متر على امتداد عشرة كيلو مترات.
من أبناء السموعي في مخيم البداوي تقيم سيدة عاشت لحظات النكبة والتهجير، تدعى رسمية الأشقر، تتذكر حياة القرية وطبيعتها:
وككل فلسطيني، تتمنى رسمية العودة ولو ليوم واحد قبل أن تموت في فلسطين:
من أبناء الجيل الجديد الذي لم يتح له زيارة أرضه، الشاب عاطف خليل من السموعي، تحدث عن تعلقه ببلده، وبلدته:
خليل يكشف أن السكان حملوا معهم أوراق ملكياتهم القانونية، وبإمكانهم العمل على استعادة حقوقهم في الأرض، والعودة إليها عن طريق القانون الدولي:
وتبقى السموعي في ذاكرة أبنائها، بأجيالهم المتعاقبة، يؤكدون حضورها، ووجودها، ويجسدونه بطرقهم المختلفة، ومنهم الشاب أغيد محمد خير أشقر الذي وضع الفيديو التالي عن بلدته: