بمناسبة مسيرة ذكرى مجزرتها: الطنطورة ترفع الأذان لأول مرة منذ النكبة

نظمت جمعية "فلسطينيات" مساء الجمعة الفائت مسيرة الشهداء الرابعة في قرية الطنطورة المهجرة، في ذكرى مجزرتها التي وقعت في 23 من أيار/ مايو 1948، وذهب ضحيتها مئات من أبناء البلدة، وبمناسبة حلول الذكرى في شهر رمضان المبارك، أقيم إفطار جماعي داخل القرية، وذلك بعد رفع آذان المغرب لأول مرة منذ النكبة عام 1948، وشاركت في إحياء فعاليات المسيرة الفنانة ريم تلحمي، والفنان حسن طه، وفرقة البراق المقدسية للأناشيد الإسلامية، وبشير صعبة وغيرهم.

أحيت جمعية فلسطينيات التي يقودها المحامي جهاد أبو ريا، الذكرى الرابعة لمجزرة بلدة الطنطورة، والتي ذهب ضحيتها مئات من السكان، وأقام المحتفلون سلسلة فعاليات، أبرزها إفطار شهر رمضان بعد رفع أذان المغرب للمرة الأولى في البلدة المنكوبة منذ نكبة فلسطين 1948.

 

الطنطورة بين الماضي والراهن (فيديو لهالة طعمة)

والطنطورة، بحسب المؤرخ الفلسطيني حسين لوباني في كتابه "معجم أسماء المدن والقرى الفلسطينية"، مدينة ساحلية تعلو أقل من 25 متر عن سطح البحر وتقع على بعد 30 كلم جنوب حيفا. قامت على انقاض المدينة الكنعانية القديمة دوراً أو دور ومعناها مسكن.

يبدو أن الإسم مركب من طن أي حزمة قصب ومن طور أي جبل. وعند العامة الطنطور يعني الطرطور ومعناه القلنسوة الدقيقة الطويلة.

تحيط بها أراضي كفر لام، الفريديس، غين غزال، جسر الزرقا، وكبارة. يجاورها عدد من الخرب الأثرية، منها خرب المزرعة، وأم الطوس، والسليمانية، وحنانة، ودريهمة، وحيدرة، وتل عبدون.

دمرها الصهاينة عام 1948، بعد ارتكاب مجزرة بشعة بحق السكان، وأقاموا بقربها مستعمرتي: نحشوليم، عام1948، ودوراً عام 1949. كان فيها 1490 نسمة عام 1945.

 

تهجير أهالي الطنطورة بعد المجزرة

المجزرة وقعت يوم 23/5/1948 وجرى تهجير وحشي للنساء، والأطفال الناجين من المجزرة إلى قرية الفريديس المجاورة بعد اعدام أكثر من 250 شهيد من سكان القرية، ثم قاموا بتهجيرهم مرة أخرى.

 

 

 

وطفة أبو الهنا تتذكر مجزرة الطنطورة

عايشت إبنة الطنطورة الراحلة وطفة أبو الهنا مجزرة بلدتها قبل أن هُجِرت، واستقرت مع عائلتها في مخيم البداوي في شمال لبنان حيث لا تزال إبنتاها سميرة ووداد وحفيدتها تانيا تعشن.

مئات شاركوا في الإفطار الرمضاني

من أبرز فعاليات اليوم الإفطار الرمضاني بمشاركة المئات.

لوحات بأسماء شهداء المجزرة

ومئات اللوحات رفعت تحمل كل منها إسم شهيد من شهداء المجزرة.

الفنانة ريم تلحمي تنشد أغنية ودي يا بحر ودي

الفنانة الوطنية الفلسطينية ريم تلحمي غنت عدة اغانٍ معبرة عن التوق للعودة.

فرقة البراق المقدسية تؤدي أناشيد من وحي المناسبة ممزوجة بروحية الإيمان الرمضاني

وفرقة البراق المقدسية للأناشيد الإسلامية أنشدت من وحي رمضان. 

طفلة تنشد من التراث "ليا وليا" وموسيقار يعزف

متطوعون وفنانون من مختلف الأعمار شاركوا في إحياء المناسبة.

فرقة كشافة تقدم عرضا من التراث

فرق كشفية قدمت عروضاً من التراث الفلسطيني.

البحر يتواصل مع البر ومنزل آل اليحيي

لا يمكن فصل البحر عن البر في الطنطورة، ويفتخر الطنطوريون ببحرهم، وجماله، وما يكتنزه من مميزات مثل جزيرة الحمام، وبئر المكر الذي تنبع مياهه الحلوة في البحر فتخفف من ملوحته وتزيد برودته، وكرسي من الصخر في قلب المياه كانت كل عروس تجلس عليها كتقليد في زفافها، وبحر هاديء منساب المياه تمتع الصيادون بالصيد فيه، والسكان بالسباحة. ولا يمكن لزائر الطنطورة إلا أن يشاهد البحر وقرب شاطئه ينتصب المنزل الوحيد المتبقي من المنازل التي دمرت وقت التهجير، وهو منزل آل اليحيي.

جمال بحر الطنطورة

جمال البحر خاص في الطنطورة.

مسؤول "فلسطينيات" المحامي جهاد أبو ريا قرب مزار البجيرمي

بقايا مزار البجيرمي هو البناء الوحيد المتبقي إلى جانب منزل اليحيي.