لويس دودك.. "الشاعر في الشيخوخة"
عجوز عند سؤاله، سيجيبك أنه بحال جيد، متشكك باستماعك للقصة كاملة.
تقديم وترجمة: علي عاشور
ولد لويس دودك في مدينة مونتريال الكندية في عائلة كاثولوكية هاجرت من بولندا. كانت القراءة هوايته المفضّلة منذ صغره. التحق بجامعة ماكجيل في مونتريال عام 1936، ثم عمل صحافياً بعد تخرّجه. انتقل إلى نيويورك عام 1941 بعد زواجه والتحق بجامعة كولومبيا ليدرس التاريخ والصحافة، لكن سرعان ما غيّر تخصّصه إلى الأدب.
في العام 1951 عاد دودك إلى مونتريال محاضراً في الشعر الحديث بجامعة ماكجيل. قضى معظم حياته في هذه المدينة وكان أستاذاً فخرياً في جامعتها حتى وفاته عام 2001. يعدّ لويس دودك أحد أهم الأسماء في الشعر الكندي الحديث. وهنا مختارات من قصائده.
مثلما اللغة
مثلما اللغة
الصمتُ لغةٌ أيضاً.
عندما تكون السماء بلا نظام
نفعلُ ما نفعله
عن طريق الحظ، أو القوّة،
أو مكمن الرغبة.
تنمو القوّة
مثل غطاءٍ نباتي،
بلا تمييز عند السماء.
لا أعرف لماذا تعتبرُ ورقة الشجرة
أقلّ قيمة من الفاتيكان،
أو لماذا يهتمّ البنّاؤون.
تروي حسابات الأحجار منطق اليأس والقسوة.
ننشأ على إعطاء أسباب لا يمكن العثور عليها
مشكّلين الهواء الفارغ.
***
الصباح الباكر
شيءٌ لم يكن أبداً،
هو الآن كائنٌ
ولن يكون مرةً أخرى.
أنا المراقب له
(الذي لن يكون أيضاً)
أراقب من أبديّة اللاوقت
اللحظةَ الراهنة
البائع الذي عقد صفقة،
الشابة التي دفعت له،
فتيات الجامعة الجريئات بأحمر الشفاه، الخجولات بعض الشيء،
محاسبات المقهى،
الرجال مفتولو العضلات،
يجولون بلا انتباه أحدهم للآخر
بغفلتهم يد الزمن.
هذا ما يجعل الأشياء تغيب،
تتلاشى،
تصارع التغيير.
يعيشون اليوم
كما لو أنهم سيعيشون للأبد
بينما هم هنا ليومٍ واحد.
وأنا أراقب،
مثلهم
ليومٍ واحد فقط.
***
الشاعر في الشيخوخة
الشاعرُ في الشيخوخة
ما بين أورفيوس ومورفيوس،
معزولٌ عن الإعلام.
يعتقدُ أن الفكَّ فيلمٌ عن أطباء الأسنان.
يتذكّر الجنس
كشيء فاته في شبابه.
يجدُ الراحة في الشيخوخة
وهم.
يقضي أيامه بتأمّل أشياء لن يفعلها.
(ربما يأخذ مهنة أخرى،
لو كان يعرف ما يعرف أنّه يريده)
ينام جيداً، أول الليل
وفي أي وقت من اليوم.
عند سؤاله، سيجيبك أنه بحال جيد
متشككٌ باستماعك للقصة كاملةً
بكلّ الأحوال.
ترحب الصفحة الثقافية في الميادين نت بمساهماتكم بنصوص وقصص قصيرة وشعر ونثر، وكذلك المقالات والتحقيقات التي تتناول قضايا ثقافية. بإمكانكم مراسلتنا على: [email protected]