رفّة عطر
وعادت روحي إليك.. وبين جفونك كان السّمرُ.
بكامل أنوثتي انتظرْت قدومَك،
وعريّتُ جسدي من زينته،
وقدّمْتُ لك حبّي على صوتِ الرّعِد،
ونغماتِ المطر،
وحفّتني الرّيحُ بأجنحتها،
وتمايلْتُ كزهرةٍ برّية تنتظر،
قدومَ المطر،
وجعلتني كلماتُك سحابةً
تتهادى فوق موجاتِ العمر،
تلفحُني برذاذها الفضّي،
ويناديني بريقُ عينيْك،
لأشتمّ رائحةَ عطرك.
تغلغل حبُّك بين أنفاسي،
وانسدل جفناي بعد سهاد طويل،
وهمت بعالم الأحلام والصوَر،
فهبط طيفُك على غفوتي
وانسلّ إلى جسدي ليستريح
من عناء السفر،
فرفرفَ قلبي، واحتضن قلبك،
وتسلّق جدران الهوى،
وتناغمَ العطرُ مع الماءِ،
وخرج غزيراً من بين شقوق الصخر،
فطرت بين الحقول،
كعُصفورةٍ بريشها البرّي
تبحث عن رائحة البنفسج والحجر،
وتفتح جناحيْها كنسيمٍ ناعم،
كحفيفِ شجر،
فنفضْت الصيفَ عن جسدي،
وانهمرَ المطر،
وارتوى البنفسجُ،
وضحك الشجر،
وعرّشَ الوردُ البرّي،
على أناملي،
وعادت روحي إليك،
وبين جفونك كان السّمرُ.