خيمة حزب الله والعقيدة الصهيونية
في ضوء التمزق الحاصل اليوم في داخل المجتمع الإسرائيلي والصدوع الكبيرة التي لا يمكن رتقها، نجد أن العقلية الصهيونية اليوم بنفس الطريقة التي لم تتغير منذ لحظة تأسيسها.
منذ أسبوعين ومحطات الأخبار والصحف الإسرائيلية كافة تتناول موضوع الخيمة التي نصبها حزب الله في مزارع شبعا المحتلة، بالإضافة إلى صور لبعض أفراد من حزب الله يتجولون بجانب الجدار الفاصل، وقد تم التركيز على هذا الحدث بشكل كبير وتفسيره بأشكال مختلفة منها:
تهديد للأمن القومي، تهديد وجودي، تآكل للردع، حرب قادمة، وأعجب ما قرأت هو للكاتبة الصهيونية التي قالت إن حزب الله يحاول أن يهيئ الأرض لوصول القوات الإيرانية واحتلال المنطقة. فما سر هذه التخوفات؟ وما الدافع وراء كل هذه المبالغات والتهويلات؟
في قراءة شاملة لتاريخ الحركة الصهيونية نجد بأن هذه الحركة قد اتسمت منذ تأسيسها بعدة صفات كالسرية، والغموض، والعنف الداخلي الشديد، فضلاً عن لعب دور الضحية، والحفاظ على علاقات متوترة مع المحيط أو صناعة العدو الخارجي الذي يرونه بأنه العامل الأكبر والأقوى الذي باستطاعته جمعهم، رغم كل اختلافاتهم.
وفي ضوء التمزق الحاصل اليوم في داخل المجتمع الإسرائيلي والصدوع الكبيرة التي لا يمكن رتقها، نجد أن العقلية الصهيونية اليوم بنفس الطريقة التي لم تتغير منذ لحظة تأسيسها.
ففي محاولة لتجميع صفوفهم ورتق هذه الصدوع، يصنعون العدو الخارجي، فنرى النشرات الإخبارية والصحف اليومية مليئة بالأخبار المقلقة والمفزعة للمجتمع الإسرائيلي، ويضخمون الأحداث التي تخدم مصالحهم ويقزمون تلك التي لا تخدمهم.
الخبر الأول الذي تصدر نشرات الأخبار والصحف اليومية قبل أيام كان الاجتماع الطارئ الذي عقد بين رئيس الوزراء نتنياهو والأجهزة الأمنية كافة لمناقشة الخطر الأكبر الذي يهدد "إسرائيل" اليوم، وكيفية مواجهته.
والعجب أن هذا الخطر الأكبر الذي تم تقييمه على أن الخطر الأعظم لم يكن سوى خيمة صغيرة لحزب الله قرب الحدود!
ويبقى السؤال: هل "إسرائيل" مستعدة لافتعال حرب مع حزب الله في الفترة القريبة القادمة، ولاسيما مع تهديد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لها بأنها
إذا قامت بارتكاب أي عمل استفزازي فسيتم الرد بقوة؟
في ختام هذه المقالة، أرى أن "إسرائيل" من الممكن أن تذهب إلى حرب مع حزب الله إذا استمر هذا الشرخ في الاتساع.