تدل مجموعة من آراء قادة العدو وخبرائه على النمط المتبدّل الذي بات يتحكَّم بقراراته في ما يرتبط بشنّ الحروب الاستباقية.

تأتي العقوبات الأميركية هذه المرة في ظروف مختلفة عن المراحل السابقة، إذ تعيش المنطقة مرحلة التحولات الكبرى والمتغيرات الكبيرة في موازين القوى.

أمّا وأنّ الوضع في غزّة انتقل إلى هذا المستوى من الصناعة والكفاءة في استخدام الصواريخ، وهي البقعة المحاصرة، فالسؤال الذي يطرح نفسه: كيف هو الوضع بالنسبة إلى سوريا والمقاومة اللبنانية؟

لا نستطيع أن نتجاهل حقيقة أنّ العدّو استطاع أن يُحدِث في شعوبنا شَرْخاً، هو على المستوى الموضعي إيجابيٌ لأنه أحدث فَرْزاً وحَسَم التموضعات.

تؤكد دائرة "الإحصاء الإسرائيلية" أن هروب الأدمغة متواصل منذ العام 2003، وقد ارتفع بنسبة 26% منذ العام 2013.

على المستوى العسكري، ممّا لا شكّ فيه أن تثبيت خطّ الإمداد الاستراتيجي من طهران إلى لبنان ستكون له تداعيات سلبية على كيان العدو.

ما بعد تحرير معرّة النعمان يختلف كثيراً عمّا قبله، فالمدينة تشكّل عقدة أساسيَّة على الطريق الذي يصل بين دمشق وحلب، إضافةً إلى كونها مفتاح الوصول إلى سراقب التي تشكّل عقدة الربط بين الطريق الدولي M5 والطريق M4 الرابط بين اللاذقية وحلب.

حجم المخاطر يُرتِّب على محور المقاومة أعباء مُضافة خصوصاً في ظلّ الإنهيار المالي في لبنان، وتراجُع سعر صرف الليرة السورية ومستوى الضغط المُعادي في العراق، ما يعني أن حسم الأمور يجب أن يتم بسرعةٍ.

ممّا لاشكّ فيه أنّ عملية إردوغان ستُسرِّع في معالجة الواقع العربي المُزري وتُعيد الزُخم للغة الحوار والإلتقاء أقلّه في البُعد المصلحي والإنتقال من حال الإشتباك إلى حال التشبيك.

ما يحصل في اليمن حصل مثله في سوريا عندما شكَّل تحرير الأحياء الشرقية لمدينة حلب بداية مرحلة الإنتقال من الدفاع إلى الهجوم الإستراتيجي والذي تتوّج حتى اللحظة بتحرير معظم الجغرافية السورية وأهمّها الثقل الإستراتيجي للدولة، ويضمُّ المدن الكبرى وطُرُق الربط بينها وأغلب المُنشآت الحيوية للدولة وصولاً حتى افتتاح معبر القائم– البوكمال.